قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير من أجل إنقاذ الوطن وإعادة الكرامة للمواطن المصري وضمان حياة كريمة لأبناء هذا الشعب وظهر ذلك في شعارها الرئيسي منذ اليوم الأول لإندلاعها "عيش.. حرية عدالة اجتماعية". ولكن للأسف سرعان ما قفزت مجموعات من البشر والقوي التي تزعم أنها سياسية واستولت علي الثورة ومكاسبها في حين تواري الثوار الحقيقيون والتزموا الصمت. وبعد شهرين تقريباً تكمل الثورة المصرية التي أبهرت العالم عامها الثاني والتي استطاعت إسقاط نظام ديكتاتوري ظل قابعاً علي أنفاس الشعب ثلاثين عاماً. ومع هذا لم يشعر المواطن البسيط حتي الآن بأي تغيير للأفضل في أي شيء بل لا علي العكس تماماً ساءت معظم الخدمات وتوقفت المشروعات وتفرغنا جميعاً للإضرابات والمطالب الفئوية. وكأن الثورة قامت من أجل تدمير الوطن وليس بناء المزيد من المصانع وفتح المتوقف منها وتوفير فرص عمل لشباب الخريجين لمواجهة البطالة التي تحولت إلي قنابل موقوتة تهدد بانفجار معظم البيوت المصرية. من هذا المنطلق يجب علي الدولة أن تضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه ويقوم بتعطيل مصالح البلاد والعباد فحق التظاهر والاعتصام مكفول للجميع ولكن الإضرار بمصالح الناس غير مقبول بالمرة وما شهدته القاهرة الأسبوع الماضي جراء إضراب سائقي مترو الأنفاق خير دليل علي تغير مسار الثورة وتحولها إلي فوضي تضر أكثر مما تنفع وكذلك الحال بالنسبة لإضراب العاملين بمحطات المياه والكرباء والموانيء وغيرها من مواقع الخدمات الجماهيرية. الشيء الآخر الذي لا يقل خطورة من وجهة نظري عن الإضرابات والاعتصامات. تلك الدعاوي والفتاوي التي يطلقها بين الحين والآخر مجموعة من الموتورين الذين يدعون بهتانا أنهم شيوخ ويدافعون عن الدين الذي هو منهم براء. وكانت آخر تلك الدعاوي والفتاوي تطالب بهدم الأهرامات وأبوالهول باعتبارها من الأوثان والأصنام التي يحرمها الدين وهذا ادعاء وبهتان لأن الأهرامات وأبوالهول موجودون في مصر قبل الفتح الإسلامي ولم يقم القائد والصحابي عمرو بن العاص والي مصر قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام بهدمها وتدميرها كما يطالب هؤلاء المدعون حالياً. يا سادة هذه الدعوات تسيء لمصر الأزهر التي يعرفها العالم أجمع بكونها صاحبة أعظم وأعرق حضارة عرفها التاريخ وعلمت العالم شرقاً وغرباً معني الحضارة بل وعرف المصريون قبل غيرهم بل وقبل الرسائل السماوية التوحيد والإله الواحد وللأسف بعد كل هذا يأتي اليوم هؤلاء الباحثون عن الشهرة ويطالبون بهدم التاريخ المصري وطمسه بدعوي حماية الإسلام وتنفيذ تعاليم الدين ولكن هيهات هيهات فالشعب المصري أذكي وأفطن من ذلك كله وسوف يتصدي لمثل هؤلاء ولن يسمح لأحد مهما كان أن يغتال تاريخه ويدمر تراثه. للأسف يأتي ويحدث هذا في الوقت الذي نغفل جميعاً عن عدونا الأول والأوحد وكانت النتيجة قيام العدو الصهيوني بتوجيه ضربة جديدة غادرة لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة راح ضحيتها سبعة شهداء بينهم قائد كتائب القسام بحركة حماس وسوف تستمر الضربات طالما المصريون والعرب مستمرين في الفرقة والشتات.