أدرك الحقيقة بذكائه وفطنته. ونقاء سريرته. وسلامة فطرته. ونور بصيرته وحكمته. أدرك منذ البداية أهمية السنة النبوية فانشغل بها. بحفظها. وروايتها. وأيضاً بتدوينها. ومن عجائب الأمور أن تصادف بين حين وآخر بعد أكثر من 14 قرناً من البعثة النبوية. من ينكر السنة. أو يقلل من شأنها وكأنه نسي قول الحق تبارك وتعالي "وما آتاكم الرسول فخذوه. ومانهاكم عنه فانتهوا" "الحشر 7". وقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً. كتاب الله وسنتي" عميد المحدثين وموسوعة الحديث. وسيد الحفاظ وأمين السنة. وحافظ الإسلام. وأكثر وأشهر من روي عن الصادق الأمين شارك في الغزوات. ورفع راية الإسلام وحارب المرتدين. * الإمام أبو هريرة 19 ف . ه 57 ه . 599 676م. الصحابي الجليل عبدالرحمن بن صخر بن عدنان بن عبدالله بن زهران الدوسي اليماني "نسبة إلي اليمن" كان اسمه في الجاهلية عبد شمس وأسماه النبي صلي الله عليه وسلم عبدالرحمن. عمل راعياً للغنم في قبيلته. وكانت له قطة صغيرة يحملها. ويعتني بها. فسمي أبو هريرة وكان النبي صلي الله عليه وسلم يناديه: "يا أبا هر". وأسلم علي يد الطفيل بن عمرو الدوس مع نفر قليل من قبيلته سنة 7 ه. جاء معه للقاء النبي صلي الله عليه وسلم. طلب الطفيل من النبي أن يدعو علي أبناء قبيلته. لأنهم رفضوا الدخول في الإسلام. وقال أبو هريرة. هلكت دوس. وقال عليه الصلاة والسلام: اللهم أهد دوساً. روي أبو هريرة 5374 حديثاً عن النبي صلي الله عليه وسلم. وهو بذلك أكثر وأشهر من روي عن أمام النبيين وخاتم المرسلين. روي عنه أكثر من 800 صحابي وتابعي كما قال الإمام البخاري صاحب الجامع الصحيح. من بينهم زيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير. وأبي بن كعب وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك وأبو موسي الأشعري. كما روت عنه أم المؤمنين عائشة "رضي الله عنهم أجمعين". لم يتوقف علم أبي هريرة عند رواية الحديث وحفظه. بل كان عالماً فقهياً. يقدمه الصحابة للفتوي .