بالرغم من التأكيد الرسمي السعودي بأن حادث الانفجار صهريج الغاز في شرق العاصمة السعودية الرياض الذي هز العاصمة ليس عملاً ارهابياً ويعد ضمن الأحداث المرورية الأسوأ في العاصمة السعودية في العقود الأخيرة بحجم ما خلفه من ضحايا وخسائر مادية وتعطيل لطريق يعد واحداً من أهم شرايين المواصلات في العاصمة السعودية يقطنها أكثر من 5 ملايين وتعد أكثر عاصمة في العالم في نسبة النمو والتمدد العقاري سنوياً إلا أن انفجار صهريج الغاز الخميس الماضي أعاد إلي الأذهان حادث انفجار مجمع المحيا في رمضان نوفمبر عام 2003 وحالة الذعر التي أصابت المجتمع السعودي من جراء حادث سير ليس عابراً خلف قتلي وجرحي حيث بلغ اجمالي عدد الضحايا بالاحصائيات المتحفظة 159 قتيلاً وجريحاً. بينهم مصريين ومن عدة جنسيات عربية وأسيوية وأوروبية بينهم 26 قتيلاً. ونجا سائق الشاحنة الذي أصيب بإصابات متوسطة. وبلغ عد المصابين "26" سعودياً و"67" من جنسيات متعددة و"40" من مجهولي الهوية. وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة أكد أن خادم الحرمين الذي يتابع الحادث منذ وقوعه أمر بعلاج جميع المصابين وتوفير أعلي الرعاية لهم في المستشفيات السعودية الحكومية والخاصة وراعياتهم رعاية شاملة وعلي نفقة الدولة. وأوضحت مصادر تحدثت معها الجمهورية أن هناك جثثاً لم يتم التعرف عليها حتي الآن وأن "43" مصاباً تلقوا العلاج وهناك "90" مصاباً تلقوا العلاج بينهم "12" في العناية المركزة وأن الذين يتلقون العلاج لا يتجاوز 55 مصاباً. حادث الرياض المصنف تحت بند حادث سير بحسب التصريحات الرسمية وشهود العيان إلا أن الاهتمام الاعلامي عربياً وإقليمياً وعالمياً يضعنا أمام واقع خاص وهو أهمية السعودية وسط منطقة مهمة وسط مشهد سياسي متشابك يجب ألا نغفله جغرافياً وإقليمياً فالبعض حاول ربطه بالأحداث في سوريا ولبنان وإيران والبحرين وأن الوضع السعودي ليس بعيداً عنها كدولة كبري ومؤثرة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولها ثقلها الاقتصادي في محيطها العربي والاقليمي والإسلامي والعالمي وعضو في مجموعة العشرين وسط ربيع عربي لا يعرف أحد ما هي محطته القادمة؟ ويقول الخبراء إن البعض حاول النفخ في حادث سير لتغذية أحداث داخلية وإقليمية وعربية ليعطوه حجماً أكبر من حجمه بربطة بالأحداث والقلاقل في المنطقة استناداً إلي أن السعودية مستهدفة كدولة تحتضن عمالة عربية وأجنبية من أكثر من 120 دولة حول العالم. وهذا ما أوضحته السلطات الأمنية السعودية مؤكدة أنه لا شبهة جنائية في الحادث وأنه حادث عرضي. موضحة أن شاحنة صهريج الغاز كانت تحمل 17 طناً من الغاز الأمر الذي من شأنه يخلف اضرارا فادحة اضافة إلي أن المركبات التي كانت متواجدة في محيط الحادث ساهمت في توسيع دائرة الحادث ليمتد إلي دائرة نصف قطرها نحو 700 متر مربع. ويفسر الخبراء والمتابعون حجم الدمار والخسائر التي خلفها حادث السير السعودي إلي كثافة الغاز وقوة تسرب الغاز التي أحدثها انفجار الشاحنة التي نجا سائقها وهذا هو الرقم الصعب في حادث ضخم بهذا الحجم الذي يعادل في قوته كما قال أكاديميون ومتخصصون في الجيولوجيا بينهم رئيس قسم الجيولوجيا د. عبدالله العمري بجامعة الملك سعودي وسكان في المنطقة المحيطة "أنه أشبه بزالزال حدث في شرق العاصمة" فيما قدره البعض بأنه تجاوز 2 بمقياس ريختر. قضية صهريج بعيداً عن أنها حادث سير أوجدت جدلاً واسعاً في أكبر دولة نفطية في العالم وهو تنظيم حركة ما أسموه صهاريج القنابل الموقوتة داخل المدن ذات الكثافة السكانية في السعودية وبالطبع منها الرياض التي شهدت في السنوات الأخيرة برغم طرقها السريعة والدائرية ازدحاماً كبيراً جعل الهيئة العليا لتطويرها تفكر في حلول بديلة لتقليل المركبات بالشوارع السعودية والتي هي تحت الدراسة حالياً ما بين تشغيل لمترو أنفاق ولمواصلات عامة لتخفيف كثافة السيارات. الحادث برأي علماء في الكيمياء يستبعد أن ينتج عنه تلوث هوائي ناتج عن الاحتراق وأن التخلص منها سيكون سريعاً لأن المنطقة التي وقع فيها الانفجار مفتوحة ولن يكون لها توابع مضره لكنهم طالبوا السكان. حادث الصهريج فجر جدلاً ايضاً فتحه الكاتب السعودي سليمان الفليح حول الشاحنات الخاصة بالغاز فقد حذر في مقال كتبه قبل نحو 7 أشهر قبل الحادث بصحيفة الجزيرة السعودية بعنوان "الديناصورات" من هذه الشاحنات وتحديداً في منطقة الحادث وأكد أنها وحوش الفولاذية تشكل خطراً علي المواطنين وعرباتهم ونبه من حدوث كارثة أثناء الاصطدام بتلك الشاحنات لافتاً إلي أنها تحمل علي ظهرها مواد سريعة الاشتعال بمقدورها أن تشعل المنطقة أو تعرض صحة الإنسان لمواد ضارة. المقال كان الأكثر قراءة مع الحادث وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ويتوافق مع الآراء التي تنادي بأن يخصص لمثل هذا النوع من الشاحنات أو التي تحمل مواد خطرة بتخصيص طرق لها بعيداً عن المدينة وعبر مسارات آمنة.