* عاد الوطن الغالي بفضل الله تعالي.. أصبحت الإرادة مصرية حرة.. وسيختار شعب مصر بإذن الله ممثليه في البرلمان بصدق وأمانة لأول مرة منذ عقود من الزمان بعد معاناة جيل بعد جيل وهذا مرتبط بلا شك بمدي المقدرة علي استيعاب الآخر وانضباط الحركة أثناء العملية الانتخابية والسمو في طرح القضايا في هذا الجو المضطرب ولغة الخطاب التي يجب أن تتناسب مع عظمة المصريين وعراقتهم. * الوطن في حاجة إلي جهد الجميع من أقصي اليمين لأقصي اليسار تشريعيا وخدميا واجتماعيا لذا فإنهم مطالبون وفورا باعتماد خارطة طريق وميثاق شرف قبل بدء الدعاية الانتخابية ترتكز علي ما طرحه فضيلة المرشد د. محمد بديع بضرورة المشاركة لا المغالبة من أجل الخير لمصر وطنا وشعبا. * فليحذر الجميع من التراجع عن المبادئ أو التهاون في تقديم النموذج الطيب لهذا الشعب خاصة أصحاب التوجهات الاسلامية حديثي التجربة البرلمانية الذين قد يختلط لديهم ما يستخدمونه من وسائل لتحقيق غايتهم فيكون المردود السييء علي الجميع أكثر بكثير من نبل المقصد كالذي أبكانا في الصلاة من فرط تبتله حتي ابتلت لحانا بالدموع ثم نجده وقد استخدم منهج الغمز واللمز علي الآخرين من المنافسين وهو بذلك لا يدرك انه لا يضر بدعوته وفقط انما سيلحق الضرر بكافة الفصائل الاسلامية الأخري بل ويطلق رصاصة الرحمة علي ما ظل طويلا يحاول اقناع الناس به لأنه لن يجد من يستمع اليه بعد اليوم في المسجد أو خارجه. * وقفت طويلا باحثا ومحللا ودارسا لما رصدته جريدة "اليوم السابع" في عددها الصادر الأربعاء الماضي ببراعة مهنية فائقة عن فوضي الترشيحات والتي وصلت إلي أن السلفيين ضد الاخوان والثوار ضد الثوار وأبو العلا ماضي يتحدي الوفد في المنيا وعصام سلطان اتجه إلي دمياط لمواجهة شيوخ جماعة الاخوان والناشط جورج اسحاق ينسق مع النائب السابق بحزب التجمع البدري فرغلي ضد نائب الاخوان المحترم د. أكرم الشاعر في بورسعيد ود. عمرو حمزاوي يواجه الناشطة أسماء محفوظ في مصر الجديدة وكذلك أراد المحامي ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الانسان أن يرشح نفسه في مواجهة النائب المتميز والصحفي القدير مصطفي بكري وللأسف معتمدا علي أنصار سيد مشعل. * هذا خلل لاشك في ذلك يتنافي مع أبسط القواعد الأخلاقية والسياسية خاصة في هذه المرحلة بل ويهدد ثورة 25 يناير بفقدان الثقة والاعتبار. لذا فإن علي الجميع أن يدركوا انهم مستهدفون.. الثوار والناشطون الذين نقدر جهدهم ونثمن دورهم والاخوان المسلمون أصحاب النضال الطويل علي مر التاريخ والتي جاءت الثورة ثمرة لتضحياتهم الكبيرة التي وثقها المؤرخون بأحرف من نور والسلفيون الذين يلتمس لديهم الناس ترقيق القلوب وإخلاص النية لله تعالي حتي يكون العمل مقبولا والأحزاب السياسية الباحثة عن الحقيقة والتي حركت المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية. * الجميع يعرف جيدا جهة الاستهداف بل ويتحداهم فلول النظام وأعضاء المنحل والفاسدون في هذا الوطن بلا خجل ولا حياء. فلماذا لا يتقاربون ويتنافسون في احترام وموضوعية ورقي في المعني والأسلوب أطرح هذا من منطلق الحرص علي هذا الوطن والحب الذي يملأ قلبي لكل أصحاب الأفكار والدعوات والمبادئ علي كافة اتجاهاتهم لأنني أخشي أن تستخدم الانتخابات ذريعة للعصف بالوطن.