كان للمرحوم عادل شريف.. أثقل النقاد وزنا وأخفهم دما.. كانت له عبارة مشهورة وهي ان "المكتبة المصرية تعاني من انيميا رياضية".. فلم تكن هناك كتب رياضية إلا نادرا جدا.. لذا وهب عادل شريف نفسه لمعالجة هذه "الانيميا المكتبية"!!. وكان يؤلف كل عام أكثر من خمسة كتب.. ليست كلها عن التنس فقط وكان هو نجمه الإعلامي الأول بل معظمها عن معشوقة الجماهير الكرة المصرية في اللقاءات القارية والدولية والأولمبية. لم يمتد العمر بالمرحوم عادل شريف ليري تلاميذه يواصلون المشوار.. ولعل ابرزهم الدكتور المهندس شيرين عبدالرحمن فوزي الذي يهوي التاريخ ووهب نفسه هو الآخر ليسجل التاريخ الرياضي بطريقة علمية موثقة دقيقة.. فقد حصل شيرين علي عدة شهادات ماجستير ودكتوراة في أدق الأمور وحتي أصبح استاذا جامعيا في جامعات امريكا.. ثم جاء الي مصر ليظل استاذا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الآن. لك ان تتصور انه منذ عام 1981 منذ ثلاثين عاما وهو يجمع الوثائق والصور التاريخية النادرة للكرة المصرية.. كان شبه مقيم في البداية في دار الوثائق المصرية بكورنيش النيل حيث أقدم الصور والأخبار والنوادر الرياضية.. وقام بتصوير والاحتفاظ بكل هذا.. ثم بدأ يتردد علي الأندية الكبري وأهالي النجوم في مختلف المحافظات لعله يجد ما يحتفظون به من تراث اجدادهم القدامي. *** في هذا الأسبوع أصدر آخر مؤلفاته "الأهلي.. مائة عام كرة قدم".. بمناسبة مرور مائة عام علي تكوين أول فريق "رسمي" للنادي الأهلي عام ...1911 موسوعة نادرة تحوي نبذة تاريخية عن مؤسسي ورؤساء النادي عبر هذا التاريخ.. وأيضا الشخصيات الخالدة التي لها بصمات لا تنسي في تاريخ النادي.. وصور ونبذة عن أبرز وأعظم نجوم الكرة خلال المائة عام الماضية.. ثم فصل كامل عبارة عن سجل تاريخي بالصور النادرة جدا بالترتيب الزمني عن أهم لقاءات الفريق وبطولاته المختلفة منذ عام 1911 حتي عام ..2011 كتاب من الحجم الكبير بالألوان بورق مصقول.. هناك صور تنشر لأول مر في العصر الحديث.. تم الحصول عليها من دار الوثائق المصرية ومن بعض اعضاء النادي القدامي. *** الكتاب أو قل الموسوعة 312 صفحة من الحجم الكبير بأغلي أنواع ورق الطباعة بالألوان.. موضوع يحتاج لتكاليف ضخمة.. قلت للأخ شيرين: الحمد لله... امتد بنا العمر لنعاصر مجنونا آخر بعد عادل شريف!! فقال لي ان هذا الكتاب له رسالة الي جماهير الكرة المصرية.. محاولة لنبذ التعصب الأعمي الذي زاد عن حدة هذه الأيام.. وأدي بنا الي الكوارث التي تراها الآن.. أريد ان يري النشء الجديد الفهم الصحيح للرياضة والمنافسة الشريفة.. أريده ان يري هذه الصور منذ عام 1933 التي تجمع فريق الأهلي مع الزمالك ومع المصري ومع الاتحاد... تجد لاعبا من الأهلي وبجواره لاعبا من الفريق الآخر.. في أخوة وابتسامة عريضة عقب المباراة.. بصرف النظر عن النتيجة.. روح رياضية رائعة تجمع الأخوة مختلطين بالحب والضحك. يقول شيرين: أنا أقدم هذه الموسوعة لتكون وثيقة تاريخية للروح التي كانت تسود الملاعب زمان.. وياريت تعود. بقي ان أقول ان عشرات من الزملاء أصدروا كتبا عن النادي الأهلي عاصرتها كلها.. ولكن ما فعله شيرين عبدالرحمن فوزي بكل أمانة الكلمة وثيقة تاريخية نادرة بل تحفة فنية جميلة.. واتحدي أن تجد صورها القديمة في أي مؤلف آخر!! برافو شيرين فوزي!!