مادامت الحكومة غارقة في الروتين والأعمال اليومية.. دون أي مشروع قومي كبير يشعرنا ويشعر الناس بأننا قمنا بثورة ضاع فيها شهداء كثيرون من شبابنا.. تعالوا نحث المحافظين الجدد لعلهم يتحركون ويفعلون شيئاً لله.. ولبلدهم.. ولأسمائهم.. عزيزي محافظ القاهرة: لسنا وحدنا علي هذا الكوكب الأرضي.. هناك بلاد كثيرة لها عواصم أيضاً اختنقت مع مرور الأيام.. وبعد دراسات طويلة اتضح أن هناك حلين لا ثالث معهم.. إما أن نبني عاصمة جديدة وهذا ما لقي معارضة من زمان من الستينيات أيام السد العالي.. كل المسئولين حتي المثقفين ورجال العلم والتاريخ عارضوا فكرة بناء عاصمة جديدة بدلاً من القاهرة لأسباب تاريخية وجغرافية.. لن تجد مكاناً علي الخريطة خير من مكان القاهرة التي تفصل بين الوجهين القبلي والبحري ويمر تحتها النيل كاملاً ثم يتفرع من تحتها إلي فرعين.. مكان خرافي لا بديل عنه. الحل الثاني الذي تحمس له السادات هو نقل الوزارات إلي خارج العاصمة.. بل بدأ فعلاً في التنفيذ.. وبني مدينة السادات لهذا الغرض.. ولا أدري ما السبب الحقيقي لعدم نقل الوزارات إلي هذه المدينة.. وأعتقد أن أهم الأسباب هو عدم بناء العمارات السكنية الكافية لهذا الحشد الضخم من الموظفين والموظفات.. ثم بناء المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمحلات المختلفة.. الموضوع يحتاج لمدينة متكاملة بما فيها أقسام البوليس وغيرها. نعم.. هناك دول بنت عواصم جديدة مثل المكسيك التي بنت نيو مكسيكو والبرازيل بنت مدينة برازيليا بدلاً من ريودي جانيرو.. حتي نيجيريا بنت أبوجا بدلاً من لاجوس عاصمتها القديمة التي لعبنا فيها عدة مباريات وكدنا نختنق فيها ليس للزحام فقط بل أيضاً الرطوبة العالية والحر القاتل فضلاً عن الزحام.. حتي أن الناس كانوا هناك يغمي عليهم ويقعون في الشارع!!!! تصوروا!!! وهناك دول أخري.. ولكنها كانت تبني مدنا متكاملة.. ليس كما حدث في مدينة السادات التي لا أعلم ماذا حدث لها الآن؟؟ *** المهم.. الجديد.. هناك مكتب هندسي عالمي اقترح علي الدكتور أحمد نظيف بناء الوزارات خارج القاهرة ولكن ليست بعيدة عنها مع شق شوارع بل طرق سريعة عريضة واسعة كثيرة تربط القاهرة بهذه الوزارات بحيث إن الموظفين والموظفات يبقون في مسكانهم ويذهبون إلي أماكن عملهم بكل سهولة.. بل أسرع كثيراً من الذهاب إلي وزارات عن طريق وسط البلد. العيب الوحيد لهذا المشروع الذي اقتنع به الدكتور نظيف أن هذا المشروع لن يؤدي إلي تفريغ القاهرة من سكانها.. وهو المطلوب أساساً.. كان هناك رد في حينه بأن كثيرين سيقيمون فيللات وعمارات بجوار الوزارات وستتحول هذه المنطقة بالتدريج إلي مدينة أخري.. وإذا وضعت الدولة شروطاً للبناء في هذه المنطقة ستتحول إلي مدينة أجمل من القاهرة مليئة بالحدائق.. والملاعب.. خاصة لو كانت أسعار الأراضي بقروش معدودة!!!! تري.. هل يفكر محافظ القاهرة في هذه المشروعات الحيوية أم أن الروتين والمشاكل اليومية العادية تستغرق وقته وجهده؟! ولنا الله..