رشح عدد من النقاد لموقع "جودنيوز فور مي" المسلسلات التي يعتبرونها أفضل الأعمال الدرامية التي عرضت بشهر رمضان وأكثرها تميزا . وهناك ثلاثة مسلسلات اتفق عليها النقاد وجعلوها في المقدمة وهي "تحت السيطرة" الذي قال عنه الناقد طارق الشناوي إنه مسلسل تليفزيوني من الطراز الأول لأن الرسالة التي يحملها تجعل من التليفزيون أهم وأسرع وسيلة للوصول إلى الناس كما أنه يرصد مشكلة تعاني منها أسر مصرية كثيرة ، بينما قالت عنه الناقدة خيرية البشلاوي إنه مسلسل جاد وصادق اختار قضية مُلحة جدا ومشكلة تعاني منها الدولة والشباب وتعامل معها من منظور علمي وقدمها دون تزييف أو تجميل وبشكل يدق ناقوس الخطر،وقدم نماذج جيدة ورسم صورة للُمدمن بشكل علمي وقدم سُبل العلاج من منظور علمي أيضا وأسباب مقنعة للإدمان الذي يعتبره المسلسل مرضا . أما الناقدة ماجدة موريس فقالت عنه إنه مسلسل مختلف وحقيقي ويحلل قضية المخدرات باعتبارها مشكلة المجتمع كله بكل زواياه وفئاته، فهي ليست قضية المتعاطي وإنما المحيط الذي يعيش به سواء الأسرة أو الأصدقاء أو العمل ، ويغير النظرة إلى المدمن بإعتباره مجرما لكنه يقدم ويحلل المشكلة ليوضح كل العناصر المحيطة بها، والمسلسل يخلق وعيا بهذا الخطر ووعيا عند المشاهد بأنه ممكن يكون جزءا من المشكلة أو جزءا من الحل بأن يساعد المدمن في الخروج من أزمته . ومن جانبها، اختارته الناقدة ماجدة خيرالله لما يحمله من جرأة شديدة في طرح الموضوع وتقديم نماذج كثيرة تعاني من نفس المشكلة وهو ما يحقق التنويع في تناول القضية وتقديم أشكال مختلفة من المدمنين ونظرة المجتمع لهم ويسلط الضوء على الإنهيارات الاجتماعية ، كما أنه يمنح أبطال العمل مساحات جيدة للأداء التمثيلي. المسلسل الثاني الذي أجمع عليه النقاد "بعد البداية" لطارق لطفي حيث يرى طارق الشناوي أنه مسلسل جيد الصنع على مستوى التشويق الذي تم تنفيذه بشكل محترف بالرغم من أنه التجربة الإخراجية الأولى للمخرج أحمد خالد الذي برع في تقطيع المشاهد وتوظيف كل أدواته جيدا سواء حركة الممثلين أو إستغلال الموسيقى ، بينما اعتبرت خيرية البشلاوي أن أسباب نجاحه الأداء المتميز لطارق لطفي ونجاح المخرج في إدارة مشاهد الأكشن التي تحمل قدرا كبيرا من الخطورة والمجازفة، بالإضافة إلى أن المسلسل يحمل طموحا من جانب صناعه في مجال استخدام اللغة السينمائية. واتفقت معها ماجدة موريس لأنه يقدم أزمة الصحافة مع أجهزة الأمن من خلال مخرج برع في صنع حالة من الإثارة والتشويق واعتبرت أن مجهود المخرج والبطل هما العامل الأول لنجاح المسلسل ،أما ماجدة خير الله فقالت إنها أختارته لأنه ناقش قضية مهمة تخص الصحافة والإعلام والفساد وأول مسلسل يتحدث عن الأموال الضخمة المهربة إلى الخارج وصراعات الأجهزة الأمنية المختلفة. والمسلسل الثالث هو "بين السرايات" الذي اعتبره طارق الشناوي أشبه بلوحة فنية نجد فيها الحياة ليست بالعمق وإنما مسطحة لكنها وجهة نظر جيدة من الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز ، من جانبها قالت ماجدة خير الله إن هذا العمل ظلم وسط تكدس المسلسلات لكن من يشاهده ينجذب لمتابعته للنهاية لأنه يقدم صورة ومعلومات جديدة عن هذه المنطقة التي لا نعلم عنها كثيرا وفكرتنا عنها سطحية بأنها لتصوير وبيع الملازم فقط. أما الناقدة ماجدة موريس فاختارت مسلسل "حارة اليهود" لأنه يقدم فكرة لم يتم تناولها من قبل وهي المجتمع المصري عندما كان متعايش في إطار من المواطنة الحقيقية التي لا تفرق بين الديانات وكيف بدأت الأزمة التي أخرجت بعض اليهود خارج مصر ، ويقدم أسباب هذه الأزمة والتي تتلخص في الصهيونية العالمية وما فعلته بأرض فلسطين وتحريضها ليهود العالم على العيش بها وردود فعل اليهود بمصر، بالإضافة الى وجود الإخوان المسلمين ودورهم في زرع الخوف والهلع والقيام بعدد من الإغتيالات والتفجيرات ، كما يقدم صورة للمجتمع المصري وكيف كان متشامخا وراقيا ومتكاملا وكيف بدأ القلق فيه . كما اختارت ماجدة موريس مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" حيث تعتبره أهم مسلسل حتى الآن تناول ثورة 25 يناير وحللها وشرحها وأوضح كيف نزع كثير من البشر أقنعتهم الحقيقية حتى يظهرون بصورة مغايرة ، ويلقى الضوء على بعض المتحولين الذين يبحثون عن أي فرصة حتى إذا اضطروا إلى التخلي عن مبادئهم ، وتعتبره أول عمل درامي يقدم استاذ جامعة يساريا ويقدم كل العلاقات من خلال الجامعة . ووضعت ماجدة موريس مسلسل "حق ميت" في قائمة الأفضل لأنه يقدم مخرج ومؤلف جديدين نجحا في كتابة شهادة ميلادهما الفنية بعمل متميز يتناول العلاقة المزدوجة الصعبة بين الأحداث ودور الأمن ودور الإعلام . الناقدة ماجدة خير الله اختارت مسلسل "الكابوس" لما يحمله من إثارة وتشويق حول رحلة بحث الأم عن قاتل ابنها الذي دللته كثيرا وتغاضت عن أخطائه ، ويثير تساؤلا في ذهن المشاهد وهو "هل كوابيسها لها ظل من الحقيقة أم مجرد اوهام ؟" . ورأت ماجدة خير الله أن مسلسل "إستيفا" من أفضل مسلسلات 2015 لأن مستواه الفني عال جدا وكل جريمة يتناولها خلال حلقتين فقط وبممثلين مختلفين مما يخلق حالة من التنوع تبعد الجمهور عن الاحساس بالملل ،كما يقدم أنواعا مختلفة من الجرائم التي تشغل ذهن المشاهد ، وفي إحدى الحلقات تم تقديم جريمة حقيقية حدثت منذ خمسين سنة . مسلسل "العهد" اعتبره طارق الشناوي عملا فنيا خارج الصندوق على مستوى الكتابة والإخراج، ومن الهام جدا أن يكون للدراما التلفزيونية هذا الطموح بأن تخرج من الأطر الشائعة بتقديم عمل يحمل فكرة وشكلا مختلفا ، كما اختار "ألف ليلة وليلة" لأن المخرج رؤوف عبد العزيز برع في تقديم صورة جيدة في أولى تجاربه .