بعد غياب نحو عشر سنوات، عادت قصص "ألف وليلة وليلة" الأسطورية بصورة جديدة ومؤثرات بصرية وصوتية ذات تقنية عالية هذا العام علي يد شهرزاد "نيكول سابا" وشهريار "شريف منير" ، لتفرض مقارنة بينها وبين الليالي السابقة لنفس العمل الفني. واستنادًا إلى حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة التي توارثها العرب على مر الأجيال، يقوم شهريار في كل ليلة بالزواج من فتاة جميلة ليقتلها في الصباح لكي يغسل عار العائلة، وحين يأتي الدور على شهرزاد تسحره وتخلب عقله بمخزونها الهائل من القصص الشيقة التي تسردها عليه كل ليلة حتى مطلع الصباح. فهل نجاح قصة شهرزاد وشهريار والسياف مسرور اعتمد على عامل الابهار والتقنية أم على عامل الالقاء والأجواء القصصية، والارتباط بشخصيات معينة في أذهاننا قدمت ألف ليلة وليلة على مدى أكثر من ثلاثين عاما، فأي شهرزاد نجحت في أسر قلب شهريار وجمهوره؟ كثيرا منا لا يعرف أنه كانت هناك محاولات سابقة لسرد قصة ألف ليلة وليلة في فترتي الأربعينيات والستينيات، ففي عام 1941 قام مزراحي بعمل فيلم اسمه "ألف ليلة وليلة" من بطولة علي الكسار وعقيلة راتب يحكي القصة الأسطورية الصياد عثمان. وفي عام 1964 قرر المؤلف محمد مصطفى سامي والمخرج حسن الإمام تكرار التجربة بإنتاج فيلم "ألف ليلة وليلة" من بطولة شادية وفريد شوقي عن قصة حسن الشحات وابنه شحتوت لاعب السيرك. إلى أن بدأ سحر ألف ليلة وليلة الحقيقي بصوت شهرزاد الإذاعة المصرية الفنانة القديرة زوزو نبيل يتسرب لأسماع المستمعين عبر الإذاعة المصرية ووصل مجموع ما قُدم إلى نحو 820 ليلة من الليالي الألف وجميعها كانت من إخراج الرائد الاذاعي محمد محمود شعبان "بابا شارو" فيما لعب الممثل عبد الرحيم الزرقاني دور شهريار. وفي عام 1981 قرر التليفزيون المصري تحويل المسلسل الإذاعي إلى مسلسل مرئي ليظهر الوجه الملائكي "نجلاء فتحي" بدور شهرزاد أمام جبروت شهريار "حسين فهمي" لتسحره كل ليلة بمخزونها الهائل من الحكايات الشيقة حتى مطلع الصباح. وفي عام 1985 أعادت الجميلة شريهان صوت الفنانة القديرة "زوزو نبيل" لعدة مواسم لأداء دور شهرزاد بصوتها المميز وكانت شريهان الأميرة التي تدور حولها حكاية الليالي الألف تحت عناوين مختلفة منها "وردشان وماندو"، وحكاية الأخوات الثلاث "كريمة وفاطيمة وحليمة عام 1987"، و"الأشكيف 1989" وغيرها. ونجحت شريهان بموهبتها واستعراضها الخلاب في أن تكون أشهر شهرزاد في الوطن العربي لا ينافسها على اللقب أحد إلى يومنا هذا، وأن ينتظرها الجمهور كل عام بلهفة واشتياق لاستعراضاتها الراقية واعتماد حلقاتها على أسلوب الفوازير والأهم أنها كونت ثنائيا ناجحا مع المخرج القدير فهمي عبد الحميد. أما المطربة الجميلة إيمان الطوخي فطورت من ملامح شهرزاد عام 1991 بأدائها الغنائي وتابلوهاتها الموسيقية لتأسر قلب شهريار النجم "يوسف شعبان". ويأتي العالم التالي عام 92 بساحرة الشاشة "ليلى علوي" لتقوم بدور شهرزاد لتقدم مع شهريار " النجم سمير غانم" الألف ليلة بقالب كوميدي ساخر، إلا أن جمالها وموهبتها لم يمكناها من منافسة الفنانة شريهان. وفي عام 1994 وقع اختيار المخرج أحمد خضر على الفنانة أثار الحكيم للقيام بدور شهرزاد والفنان فاروق الفيشاوي ليجسد شهريار غير أن العمل لم يلق النجاح المتوقع. وفي عام 1995 وقع اختيار المخرج جمال عبد الحميد على الفنانة "دلال عبد العزيز" للقيام بدور شهرزاد والفنان يحيي الفخراني لأداء دور "شهريار"، لكن العمل لم يكن بالمستوي المطلوب ولم ينجح الثنائي في تغيير صورة شهرزاد السابقة. وفي عام 1996 قامت الفنانة دلال عبد العزيز بتكرار التجربة لكن مع الفنان "أحمد عبد العزيز" في دور شهريار في قصة حملت عنوان "فضل الله ووردانه". وفي عام 1997 أطلت علينا الفنانة بوسي "شهرزاد" بجانب الفنان "ماجد المصري" شهريار في مسلسل ألف ليلة وليلة - قصة "ذات الخال"- وقد لاقى العمل نجاحا ملحوظا مما أدى لتكرار التجربة بعد ذلك في العام التالي وقام بدور شهريار حينذاك الفنان "محمد رياض". وفي عام 2000 تألقت الفنانة الاستعراضية نيللي في أداء شخصية "شهرزاد" مع المؤلف عبد السلام أمين والمخرج عمرو عابدين لتعيد للأذهان وهج مسلسل "ألف وليلة وليلة" بجانب الفنان محمود قابيل الذي قام بدور شهريار. وقام المخرج عادل مكين في عام 2005 باختيار الفنانة "نيرمين الفقي" للقيام بدور شهرزاد أمام الفنان "فاروق الفيشاوي" في ثاني تجربة له في شخصية "شهريار" وكان من المقرر حينها قيام الفنانة "شيرين سيف النصر" بدور شهرزاد لكنها اعتذرت عن العمل. وفي هذا العام 2015 وبعد غياب نحو عشر سنوات عادت شهرزاد للظهور على الشاشة الصغيرة في رداء الفنانة نيكول سابا لتتنافس على قلب شهريار "شريف منير" فهل ينجح الثنائي في وضع بصمة واضحة في ليالي ألف ليلة وليلة القادمة؟