تمكّن سائق فريق مرسيدس، لويس هاميلتون من الفوز في سباقه التاسع والعشرين في مسيرته الاحترافية، والفوز السابع له هذا الموسم، خلال سباق جائزة سنغافورة الكبرى من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، في حين انسحب زميله في الفريق، ومنافسه على اللقب نيكو روزبرغ، من السباق. قبل الانطلاقة، واجه روزبرغ مشاكل في مقود السيارة، مما دفع الفريق لتغييره. إلا أن سيارته لم تنطلق في لفة التشكيل، لينطلق من السباق من منطقة الصيانة في المركز الأخير. رغم ذلك، لم تكن سرعته ممتازة وكان من الواضح معاناته في اختيار سرعات علبة التروس. ليضطر للانسحاب من السباق في اللفة الرابعة عشر عند إجرائه لتوقف الصيانة. هذا الأمر ترك المجال مفتوحاً لدى هاميلتون، الذي قام بتوسيع صدارته لصاحب المركز الثاني، سيباستيان فيتيل، ومن ثمّ ألونسو. إلا أن مجريات السباق تغيّرت عند اللفة الثلاثين عندما تعرض سيرجيو بيريز لحادث إثر محاولته تجاوز أدريان سوتيل، ليفقد جناحه الأمامي وتدخل سيارة الأمان. وخلف سيارة الأمان جاء هاميلتون في الصدارة، أمام فيتيل، ريكياردو وألونسو. علماً أن هاميلتون كان السائق الوحيد الذي يستخدم الإطارات فائقة الليونة في ذلك الحين، مع استخدام الثلاثي خلفه لإطارات ليّنة، إذ قام ألونسو بإجراء توقفه الثالث فور دخول سيارة الأمان. لم يقف ذلك في طريق هاميلتون، والذي تمكن من توسيع الفارق ليصل 3 ثواني كاملة مع نهاية اللفة الأولى بعد عودة سيارة الأمان نهاية اللفة 37، وليبدأ بتوسيع الفارق بشكلٍ كبير في سعيه للاحتفاظ بصدارته أمام منافسيه الذين لم يقوموا بإجراء توقفات صيانة إضافية. في نهاية اللفة 52، وبعد 26 لفة كاملة باستخدام الإطارات فائقة الليونة، قام هاميلتون بإجراء توقف الصيانة الإجباري لاستخدام الإطارات اللينة، مع تصدره بفارق وصل لحوالي 25 ثانية، وتمكن من الخروج خلف فيتيل في المركز الثاني، ومع إطارات أجدد بكثير، ليبدأ بمطاردة فيتيل من جديد ومحاولة تجاوزه للصدارة. لم تدم صدارة فيتيل لفترةٍ طويلة، إذ تمكن هاميلتون من تجاوزه في اللفة 54 على المسار الخارجي للمنعطف السابع، ليعاود خطف الصدارة ويمضي في طريقه لإحراز فوز يضعه في صدارة ترتيب بطولة العالم للسائقين بفارق 3 نقاط عن روزبرغ، الذي أصبح في المركز الثاني بعد انسحابه. أما خلف هاميلتون الفائز، جاء سيباستيان فيتيل في المركز الثاني، في ظل احتدام المنافسة في اللفات الأخيرة بين زميله في ريد بُل، دانيال ريكياردو، وسائق فيراري، فرناندو ألونسو. احتل ألونسو المركز الثالث في بداية السباق، ولكنه قام بتقليص الفارق لفيتيل بعد إجراء توقفات الصيانة الأولى، ليتمكن من تجاوزه في توقفات الثانية، إذ استخدم ألونسو الإطارات فائقة الليونة مقابل استخدام فيتيل للإطارات اللينة. إلا أن ألونسو اختار إجراء توقفه الثالث مع دخول سيارة الأمان، ليستخدم الإطارات اللينة، وخرج في المركز الرابع خلف فيتيل وريكياردو. ليبدأ بمهاجمة ريكياردو مع اللفات الأخيرة من أجل خطف مركز الصعود على منصة التتويج. تمتّع ألونسو بأفضلية مقابل سيارات ريد بُل، إذ أن فيتيل وريكياردو اختاروا عدم القيام بتوقفات ثالثة، واستخدام الإطارات اللينة التي تزوّدوا بها في التوقف الثاني، في اللفات 25 و27 على الترتيب، حتى نهاية السباق. حسمت هذه المعركة لمصلحة ريكياردو، ليحتل المركز الثالث أمام ألونسو، مع احتلال سائق فريق ويليامز، فيليبي ماسا، للمركز الخامس أمام جان إيريك فيرن، الذي خاض سباقاً مميزاً في تلك اللفات الأخيرة من أجل تخفيف أثر عقوبة تغريمه بخمس ثواني على زمن عبوره لخط النهاية. أما خلف فيرن، اشتد المعركة في اللفة الأخيرة بين بوتاس، رايكونن، وسيرجيو بيريز. ومع خط النهاية احتل بيريز المركز السابع أمام رايكونن، هولكنبرغ، وماغنوسن الذي حصد آخر نقطة.