تمكن الألماني نيكو روزبرج سائق فريق مرسيدس من تحقيق فوزه الثاني لهذا الموسم، والفوز الخامس له في مسيرته الاحترافية، بعد عبوره خط النهاية في المركز الأول لسباق جائزة موناكو الكبرى من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. شهدت انطلاقة السباق ابتعاد سيارتَي فريق مرسيدس في الصدارة، مع تصدّر روزبرج أمام هاميلتون، وبقي الحال على ما هو عليه طوال مسافة السباق. مع استمرار هاميلتون بمطاردة زميله في الفريق ولكن دون محاولات تجاوز تُذكر نظراً لطبيعة الحلبة الضيقة. شهد السباق دخول سيارة الأمان مرتَين، كانت الأولى نتيجة تعرّض سائق فريق فورس إنديا سيرجيو بيريز لحادثٍ في اللفة الأولى، بينما دخلت سيارة الأمان للمرة الثانية بسبب فقدان آدريان سوتيل السيطرة على سيارة ساوبر بعد خروجه من النفق واصطدامه بالحائط المعدني، إلا أن سيارات مرسيدس تمكّنت رغم ذلك توسيع الصدارة إلى بقية السيارات خلال فترة زمنية قصيرة. بداية السباق لم تكن مبشّرة لباستور مالدونادو، الذي لم يتمكن من مغادرة خط الانطلاق في لفة التحمية، ليتم دفع سيارته إلى منطقة الصيانة قبل أن ينسحب بسبب وجود مشكلة في أنظمة تدفق الوقود. ورغم انطلاقة فيتيل الجيدة، والتي تقدّم على إثرها إلى المركز الثالث، إلا أنه اشتكى عدم تمتّع السيارة بأي قوة بعد خروج سيارة الأمان الناجمة عن حادث بيريز، واضطرّ لإجراء توقف إجباري قبل أن ينسحب بسبب وجود مشاكل في أنظمة توليد الطاقة. هذا الأمر سمح لسائق فريق فيراري، كيمي رايكونن، بالتقدم إلى المركز الثالث بعد انطلاقته المُبهرة، أمام دانيال ريكياردو، وفرناندو ألونسو. وتمكّن رايكونن من الحفاظ على مركزه قبل إجراء التوقفات. أدّى دخول سيارة الأمان الثانية، في اللفة الخامسة والعشرين، لفتح نافذة إجراء التوقفات لمعظم السائقين، ومن ضمنهم السيارات الخمس الأوائل، وشهدت تلك اللفة خروج جان إيريك فيرن لمرآب الصيانة بشكلٍ غير آمن وفي طريق سائق فريق ماكلارين، كيفن ماجنوسِن، الأمر الذي أدى إلى تغريم السائق الفرنسي. ورغم مواصلة السيارات الخمس الأوائل بالترتيب ذاته بعد مغادرة منطقة الصيانة والتزود بمجموعة جديدة من الإطارات اللينة، قام رايكونن بالتوجه إلى منطقة الصيانة من جديد بسبب وجود ثقب في إحدى إطاراته ناجم عن اصطدام سيارة ماروسيا الخاصة بماكس شيلتون به خلف سيارة الأمان. الأمر الذي أدى إلى تراجعه إلى المركز الرابع عشر. وبعد مواصلة السباق، تمكّن روزبرج من التحليق في الصدارة ليتبعه هاميلتون، بينما فرض ريكياردو سيطرته على المركز الثالث أمام سائق فريق فيراري، فرناندو ألونسو. وأبدى لويس هاميلتون عن امتعاضه قرار الدخول إلى منطقة الصيانة لإجراء التوقف، إذ كان من المفترض دخوله في اللفة السابقة، الأمر الذي كان سيضمن له تجاوز روزبرج. ورغم مطاردته الشرسة، وتمتّعه بكمية أكبر من الوقود، إلا أن هاميلتون لم يتمكن من إيجاد منفذ إلى الصدارة وبقي خلف سيارة نيكو روزبرج ليعبر خط النهاية مختلفاً عنه بفارق، علماً أن الفارق كان قد اتسع في المراحل الأخيرة من السباق نتيجة عدم تمكّن هاميلتون من الرؤية بشكلٍ واضحٍ ودخول غبار في عينه. الأمر الذي أدى لاقتراب ريكياردو من هاميلتون بشكلٍ كبير في اللفات الأخيرة ولكن دون أن يتمكن من تجاوزه. خلف رباعي الصدارة جاء سائق فريق فورس إنديا نيكو هولكنبرج في المركز الخامس، والذي تمكّن من تجاوز كيفن ماجنوسِن في حركةٍ جريئة بعد مواصلة التسابق بعد حادث سوتيل، إذ أن ماجنوسِن كان قد تجاوز فيرن قبل عبور خط الأمان، وبالتالي توجب عليه التخلي عن مركزه، الأمر الذي سمح لهولكنبرج بالانقضاض على السائقَين والعبور إلى المركز الخامس. إلا أن ماجنوسِن اكتفى بالمركز السادس في ذلك الوقت خلف هولكنبرج، بسبب انسحاب جان إيريك فيرن نتيجة وجود مشاكل في محرك سيارته.