"اكتب صح" هي صفحة حديثة نسبياً من صفحات الفيس بوك، لكنها ليست مجرد صفحة، فهي تحمل بما تعرضه من محتوى، مبادرة ثقافية رائعة تستحق التأمل والتشجيع. صاحب هذه المبادرة الجميلة والمفيدة، هو الصحفي والكاتب الشاب الزميل حسام مصطفى إبراهيم، والذي لم ينس أبداً تخصصه الأصلي كدارس للغة العربية، ومصحح لغوي، لطالما عانى من الأخطاء اللغوية الفادحة التي يقع فيها شباب الكتّاب والمؤلفين، رغم تمتعهم بالموهبة الأدبية أو الصحفية، ولذا فإن تصحيح أعمالهم من الناحية اللغوية يستلزم دوماً وقتاً ومجهوداً كبيراً. هذا الهبوط في مستوى التمكن من اللغة العربية لدى الكتاب والصحفيين الشباب - الذين يعتبرون من المثقفين والمطلعين - يوازيه انحدار كامل في قدرات القراءة والكتابة العادية بالنسبة للغالبية العظمى من الشباب ممن يمتهنون مهناً أخرى غير الكتابة أو مازالوا يدرسون. الأسباب في ذلك معروفة طبعاً، ويمكن تلخيصها في البعد عن قراءة وحفظ آيات القرآن الكريم، والاندفاع المحموم خلف الالتحاق بالمدارس والجامعات الأجنبية التي تقوّي لدى الأطفال والشباب التمكن من اللغات الأجنبية، لكنها تبعدهم تماماً عن لغتهم الأم، هذا بالإضافة إلى أننا يمكننا اعتبار المدارس والجامعات الحكومية غير موجودة أصلاً في الوقت الحالي، لأن ما يتم بداخلها لا يمكن أن يسمى تعليماً! إذا أضفنا إلى كل ما سبق انتشار لغة (الفرانكو) كالنار في الهشيم بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة على الإنترنت، ستكتمل لدينا الصورة، وندرك حجم المأساة التي تعيشها لغتنا العربية حالياً. لكن المثير للإعجاب هو وعي الشباب بوجود المشكلة، ورغبتهم الأكيدة في تحسين قدراتهم اللغوية، وزيادة تمكنهم من استخدام اللغة العربية في القراءة والكتابة. الدليل على ذلك هو النجاح الكبير الذي حققته صفحة "اكتب صح" بمجرد إطلاقها على موقع فيس بوك، حتى أن عدد أعضائها حتى لحظة كتابة هذا المقال قد تجاوز السبعة آلاف دون وجود أي نوع من أنواع الدعاية المدفوعة لها على الموقع، ويمكننا أن نشعر بكم الإقبال والحماس من جانب أعضاء الصفحة على مطالعة "البوستات" اللغوية المختلفة، من خلال تفاعلهم الجميل بالتعليق وإبداء الإعجاب، ومناقشة الأدمن في بعض الأخطاء التي يقعون فيها، أو توجيه بعض الأسئلة إليه وانتظار الرد عليها بشغف. أتمنى لهذه الصفحة الجميلة المزيد والمزيد من النجاح، وأدعو كل من يواجه أي صعوبات في استخدام اللغة العربية للانضمام إليها، وسيجد اللينك أسفل هذا المقال في الروابط المتصلة.