استقبل محمد كامل عمرو وزير الخارجية اليوم نظيره الفرنسى لوران فابيوس والوفد المرافق له، حيث ناقشا الإمكانات المتاحة لتطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين فى عدد من القطاعات خلال المرحلة المقبلة، كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الوضع على الساحة الإقليمية. وقد أصدرت وزارة الخارجية بعد ظهر اليوم بياناً أوضحت فيه أنه على الصعيد الثنائى تناولت المباحثات تعزيز التعاون فى مجال التعليم من خلال الجامعة الفرنسية فى مصر، بالإضافة إلى تسهيل التبادل الطلابى والتعاون فى مجال التدريب المهنى باعتباره من الأدوات الرئيسية لتطوير مهارات الشباب لتتناسب مع احتياجات سوق العمل، وإمكانية النظر فى تدريب العمالة المصرية بحيث تصبح أكثر ملاءمة لسوق العمل الفرنسية. كما تطرق النقاش إلى الاتفاقية الخاصة بتمويل المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة ? الجارى التفاوض حولها ? إذ تُساهم فرنسا بما قيمته 300 مليون يورو، وبنك الاستثمار الأوروبى ب 600 مليون يورو لتنفيذ هذه المرحلة من خط المترو. وتشاور الوزيران حول سبل تشجيع القطاع الخاص فى البلدين على القيام بمشروعات مشتركة من خلال تفعيل دور المجلس الرئاسى للأعمال وغرف التجارة والصناعة فى البلدين. من ناحية أخرى أثار وزير الخارجية ملف استرداد الأموال المهربة، معرباً عن حرصنا على تعزيز التعاون فى هذا المجال مع السلطات الفرنسية. وقد دار جانب من المباحثات حول الشأن الإقليمى، حيث تطرق الوزيران إلى القضية الفلسطينية وما تمر به جهود السلام من صعوبات فى الوقت الحالى، كما بحثا الأزمة فى سوريا وما وصل إليه الوضع الإنسانى، والمبادرة المصرية المطروحة سعياً لحل الأزمة هناك. أكد الرئيس السودانى عمر البشير أنه بعد شهرين من الآن سيكون هناك 3 طرق أساسية (أسفلتية) للربط بين مصر والسودان، من أجلتسهيل حركة البضائع والمواطنين، وهي.. طريق ساحل البحر الأحمر وهذا مكتمل تماما، وطريق شرق النيل وهذا ينتظر قيام المباني الإدارية، وطريق غرب النيل والذي سيكون مكتملا خلال شهرين. وأشار الرئيس السودني - خلال مقابلة في برنامج "اتجاهات" بالقناة الأولى -إلى أن هناك تخطيطا لربط السكك الحديدية مع مصر، منوها في الوقت ذاته إلى المشكلة التى وضعها الإنجليز عند تصميم خط السكك الحديدية وهى أن خط السكك الحديدية في مصر واسع وفى الخرطوم ضيق وبه منحنيات بحيث لا تتلاقى مصر مع السودان، وذلك حتى لا يتم التواصل بين البلدين، مؤكدا أن الجانب السودانى سيقوم بالعمل على حل تلك المشكلة، وبالنسبة للطرق النهرية هناك عوائق الشلالات . ولفت الرئيس السودانى أنه بانتهاء هذه المشروعات سيكون هناك العديد من المشروعات الإستثمارية بين البلدين وخاصة في مجال الزراعة، وقال أنه "ومن منطلق استشعارنا بأهمية الشراكة مع مصر، قمنا بتوقيع اتفاقيات الحريات الأربع وتشمل (حركة المواطنين والإقامة والتملك والعمل) لأنها تزيل العقبات أمام القطاع الخاص بالأخص . وفي رده على سؤال بأن هناك تخوفا من أن ينفصل دارفور مثل جنوب السودان ويصبح السودان مقسما إلى ثلاث مناطق، أجاب الرئيس السودانى عمر البشير - خلال مقابلة في برنامج "اتجاهات" بالقناة الأولى بالتلفزيون المصرى - أنه من المخطط للسودان أن يتم التقسيم إلى خمس مناطق، مؤكدا أن الوضع في دارفور يختلف عن جنوب السودان. وحول الوضع بالنسبة لدولة جنوب السودان وهى دولة وليدة، وعن سعيها إلى إقامة علاقات مع الغرب ومع إسرائيل، وما إذا كانت هذه العلاقات تثير مخاوف بالنسبة للسودان، أوضح الرئيس البشير أن واحدة من أهداف إسرائيل هو إضعاف الدول العربية، لكن بعد التحول الذي حدث في شمال أفريقيا فإن إسرائيل أصبحت أكثر قلقا, فالسودان هى العمق الاستراتيجى لمصر، كذلك بالنسبة إلى ليبيا، فمصر هى الدولة الرئيسية في مواجهة إسرائيل، وإضعاف مصر يعنى إضعاف العمق بالنسبة لها، ووجود إسرائيل في الجنوب ليس الهدف منه هو دعمه، لكن الهدف منه تسخير دولة الجنوب لإشغال السودان وإضعافه حتى لا يكون العمق القوى لمصر. وحول قضية مياه النيل والأوضاع في الجنوب واحتمالية أن يكون لها تأثير خاصة مع وجود قوى متعددة في الجنوب خاصة إسرائيل، أجاب الرئيس السودانى أنه سيتم تقاسم حصة السودان من المياه مع الجنوب، كما أن إمكانية أن تستغل دول حوض النيل المياه للزراعة محدودة جدا ولا تؤثر على موارد النيل، وهناك العديد من المشروعات التى يمكن أن تقام وتزيد من إيرادات مياه النيل من الجزء الجنوبى موجودة في هذه المنطقة مثل قناة ( جونجلى) بمقدار 8 مليارات متر مكعب، وقطعا وجود إسرائيل في الجنوب يمكن أن يؤثر على هذه المشروعات، والمطالبة بأن يكون لكل دول حوض النيل حصص سيعود بالنفع على إسرائيل، مؤكدا في الوقت نفسه بأننا لا نقبل بأن تخرج مياه النيل خارج الحوض.