قبل البداية أود أن اقول ان الخبر اليومي المتكرر بشكل سخيف وملل للغاية والذي تبثه دوما القنوات التليفزيونية أو وكالة انباء الشرق الاوسط الخاص بالحالة الصحية لمبارك.. مبارك حكم مصر 30 عاما ولم ينشغل يوما بحال صحة المصريين.. مبارك مسجون بحكم قضائي مؤبد لامتناعه عن منع قتل متظاهرين سلميين في احتجاجات ضد نظامه سرعان ما تحولت لثورة.. مبارك إذا مات فسيموت مسجونا وسنظل أحرارا بينما العقول الاعلامية التي مازالت تقدسه ستموت معه مسجونة وسنظل نحن احرارا. نعلم جيدا ان النتيجة لو كانت لا قدر الله فوز الفريق احمد شفيق لكانت العواقب وخيمة جدا وكانت ضياعاً حقيقياً للثورة المصرية التي شارك فيها الملايين على مدار 18 يوما من مختلف طبقات وطوائف المجتمع المصري.. وان فوز الدكتور محمد مرسي يعني ان النسبة الاكبر من الشعب ادركت في الوقت الحاسم انه يجب دعم هذا المرشح ليس حبا فيه ولا في جماعته ولا مرشده ولا خلفيته خاصة مكتب الإرشاد أعلم جيدا حجم التشويه الذي واجهه الاخوان المسلمين خلال الفترة الطويلة الماضية من اتهامات متتالية تشير إلى تورط الاخوان في كل اعمال العنف التي شهدها العالم خلال الالف عام الماضية وقد يكون قابيل اخوانيا لانه قام بقتل اخيه هابيل. ليس هذا المقال دفاعا عن الاخوان الذين ندرك جميعا انهم طامعون في السيطرة على غالبية السلطة وليس معني ذلك انهم فاسدون بل معنى هذا هو انهم يرون الاصلاح من وجهة نظرهم فقط بالرغم من وجود قوى وطنية اخري تحب هذا البلد ويوجد مواطنون شرفاء لا ينتمون لاى تيار سياسي على الاطلاق ولديهم من الامل في أن تتحسن حياتهم للأفضل.. الحقيقة التي يجب أن ندركها أن الاخوان ليسوا أفضل تيار سياسي لكنه الاقوى الذي لديه القدرة على الوجود في الساحة السياسة الان.. عقدوا صفقات طويلة ليستمروا ولا ننكر أن السياسة هي فن الممكن.. لذا يجب أن تصعد قوى مدنية سياسية تمارس السياسة بسرعة وقوة لكي تتنافس أمام هذا التيار السياسي لتحقق الافضلية والقوى. كنت اتحدث مع احدى الصديقات المنتمية للإخوان المسلمين وطرحت على سؤالا عرفت من خلاله انها تقوم بإعداد تحقيق حول الاحتفالات التي شهدتها البيوت المصرية فور اعلان النتائج المبدئية للانتخابات الرئاسية المصرية والتي تشير بشكل كبير إلى فوز مرشح الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي. وحين تساءلت عن اوجه الاحتفال التي شهدها منزلنا المتواضع قلت لها حرفيا "اننا جميعا انتخبنا مرسي كراهية في نظام مبارك البائد المتمثل في شفيق وليس حبا في مرسي او الاخوان إلا أننا رفضنا المقاطعة وكذلك رفضنا ابطال الصوت بعد أن اجتمعنا كأسرة على أن يكون التصويت لصالح مرشح الاخوان الذي هو في الواقع شريك في الميدان ولا أحد ينكر ذلك". فكانت اجابتي صادمة لصديقتي التي اعتز بصداقتها جدا.. فقلت لها هل ما تقومين به من اعداد لهذا التحقيق ترينه معبرا عن ما يدور في ذهن المواطن العادي الذي تملؤه المخاوف والهواجس والشائعات والأفكار الاصلاحية والترهيب من التيار السياسي الديني أم كان من باب اولي ان تقومي بإعداد تحقيق كبير يمكن الاستفادة منه في الحزب والجماعة معا حول مخاوف من انتخبوا الاخوان متمثلا في المرشح محمد مرسي بسبب كرههم في النظام البائد المتمثل في الفريق أحمد شفيق. فاستغربت جدا قائله انت عايزني انزل موضوع زي ده في جورنال الحرية والعدالة.. فأثرت انتباهها أن هذا الجورنال هدفه الاساسي هو الانتشار بين الناس العادية وليس الاخوان فقط او من ينتمون للحزب أو مؤيدي أفكار الجماعة.. بل يجب أن يصل لكل مواطن أو على الاقل أن يخاطب كل مواطن بالطريقة التي يري بها مصر.. فالمرشح محمد مرسي سيصبح رئيسا لمصر وليس لمكتب الارشاد او لحزب الحرية والعدالة ويجب أن يعرف جيدا ان هذا الشعب بمختلف طوائفه يحبون هذا البلد كما يحبها ويريدون اصلاحها كما هو يريد لكن كلا بطريقته وفي مجاله فليوحد الصف ان كان يستطيع لان المواجهة ستكون شرسة وما هو اسوأ لم يأت بعد.