جوبا:- قتل 3 أشخاص بينهم طفل يوم الإثنين في غارة شنتها طائرات حربية سودانية قرب بلدة بنتيو النفطية الحدودية، وذلك بعد ثلاثة أيام من انسحاب جنوب السودان "شكليا" من حقل هجليج النفطي المتنازع عليه. وأفاد مراسل رويترز من موقع خارج بلدة بنتيو المنتجة للنفط إنه رأى طائرة مقاتلة تسقط قنبلتين قرب جسر يربط بين بنتيو وبلدة روبكونا المجاورة، مضيفا: "رأيت أكشاكا في السوق تحترق في روبكونا وجثة طفل صغير تحترق". وقال ماك بول نائب رئيس مخابرات جيش جنوب السودان إن طائرتين سودانيتين من طراز (ميج-29) أسقطتا أربع قنابل على المنطقة، وأضاف: "هذا تصعيد خطير وانتهاك لأراضي جنوب السودان، إنه استفزاز واضح". كما أفادت تقارير واردة من جنوب السودان أن مقاتلات حربية سودانية قصفت مدينة بنتيو الحدودية كبرى مدن ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وذلك في الوقت الذي أعلن الجيش السوداني أن قواته قتلت أكثر من ألف جندي جنوبي في معارك هجليج، وأضاف بول: "تعرض الجسر والسوق للقصف، وأرسلنا فريقا للتحقق من عدد القتلى في هذه الهجمات". وتأتي هذه الغارات بعد يومين من إعلان جيش جنوب السودان الانسحاب الكامل من منطقة هجليج النفطية الحدودية المتنازع عليها، وبررت السلطات في جوبا الانسحاب من المنطقة التي سيطرت عليها قواتها في العاشر من أبريل بعد طرد الجيش السوداني منها بالسعي إلى تفادي نشوب حرب مع الخرطوم، بينما قالت الخرطوم إن قواتها تمكنت من استعادة هجليج بالقوة. يذكر أن إقليمجنوب السودان كان قد انفصل عن دولة السودان في يوليو الماضي بعد اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الأهلية قتل فيها نحو مليون ونصف مليون شخص، وعلى الرغم من هذا الاتفاق إلا أن العديد من القضايا لا تزال عالقة بين الجانبين من بينها الحدود المتنازع عليها وتقسيم الثروة النفطيّة.