ثورة 25 يناير امتداد لثورة "أحمد عرابي" و "ثورة 1919" وأيضاً "ثورة 1952 " لأن هذه الثورات تكمل وتضيف إلي الوطن، ولا يمكن أن تعود العجلة للوراء. ابدى محمد فايق، وزير الإعلام الأسبق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، عدم ترحيبه بفكرة إلغاء وزارة الإعلام، قائلاً: ليس معني عدم وجود وزارة للإعلام في الدول المتقدمة أن تقوم مصر بإلغائها فتصبح دولة متقدمة!! لأن مصر في احتياج لوزير للإعلام لأننا لم نبلغ الديمقراطية الكاملة بعد ولم نصل فيها إلي الكمال، واصفاً المجتمع المصري بالمعاناة من الأمية.. ولهذا فوزارة الإعلام مهمة في توعية الشعب ضد الفتن الطائفية، وهذا في احتياج إلي خطة إعلامية جيدة وتكاتف وزارتي الثقافة والتعليم مع وزارة الإعلام لتهيئة المجتمع للديمقراطية ليصبح اختيار الشعب اختياراً سليماً فيمن يحكمه، ويمثله في البرلمان وذلك بعد القضاء علي الجهل والأمية والتهميش الذي يعانيه كثير من فئات الشعب المصري. كيف تري الواقع المصري بعد ثورة 25 يناير؟ انتقلنا نقلة كبيرة جداً خاصة بعد القضاء علي نظام "مبارك" الفاسد، ولكن يوجد انفلات أمني وانفلات ثقافي وإعلامي، وعلي قدر ما يقلق الناس إلا أنه أمر طبيعي يحدث في أعقاب كل الثورات وفي بدايتها وأعتقد أنه مع إصرار الشعب علي استمرار الثورة ستتغير هذه الانفلاتات وستكون أكبر حافز لنجاح الثورة ويبدأ العهد الجديد. وفيما كان يتمثل الفساد الصارخ في عهد مبارك؟ الفساد كان فساداً مؤسسياً في الاقتصاد والسياسة بمعني أن الدولة فقدت دورها بالكامل وبعدم اهتمام شديد تخلت عن دورها العربي والأفريقي والدولي.. ولا أحد يعرف كيف كانت تدار الدولة بعد تدهورها إلي هذا الحد، والمصيبة الأكبر أن "مبارك" تلاعب بالنظام الجمهوري بعملية التوريث التي كان نظامها يتجه إليها بكل قوة بل وسخر مؤسسات الدولة لهذا مما جعل نظام "مبارك" نظاماً فاسداً بمعني الكلمة. هل ثورة 25 يناير هي انقلاب علي سلبيات ثورة يوليو؟ لا.. بالعكس هي تكمل ثورة يوليو لأن ثورة يوليو لم تحقق الديمقراطية التي نادت بها.. وثورة يناير مطالبها: الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأي نظام فيه سلبيات لكن التيمة الرئيسية تظل وتبقي، ولهذا أري أن ثورة 25 يناير امتداد لثورة "أحمد عرابي" وثورة 1919 وأيضاً ثورة 1952 لأن هذه الثورات تكمل وتضيف إلي الوطن، ولا يمكن أن تعود العجلة للوراء وإلا سنكون سلفيين. ألا تخشي من الانقلاب علي ثورة 25 يناير لدي إحساس بأن الانقلاب علي الثورة أمر صعب جداً لأن الشعب كله يساندها، قد يوجد بعض القلق من الثورة المضادة التي نراها في أعمال البلطجة وهذا ليس شيئاً طبيعياً أن تحدث بلطجة في دولة بحجم مصر وثبت في تقرير تقصي الحقائق وجود تنظيم شبه عسكري لأعمال البلطجة، كان تابعاً للحكومة السابقة.. وجرت العادة أن كل الأنظمة التي شكلت ميليشيات خارج النظام لم تستطع السيطرة عليها بعد ذلك، واستمرت تعمل لحسابها، وهذه الميليشيات لازالت موجودة سواء لخدمة النظام السابق بما أنها تتبعه أو أنها اعتادت أن تكون موجودة، وبلا شك أن هذه الميليشيات تهدد أمن الدولة بأكملها، خاصة أنها أصبحت تلعب في حوادث الفتنة الطائفية. نري الأزمات كثيرة ومتعددة.. ومع هذا التحرك بطيء سواء من الحكومة أو من المجلس الأعلي للقوات المسلحة هذا صحيح لكن في تصوري أن القوات المسلحة لا تريد أن تخرج عن الشرعية القانونية وتتعامل في حدود القانون، وحتي الآن لم تتخذ أي إجراءات استثنائية سوي المحاكمات العسكرية فقط، وتعمد ألا تستخدم الشرعية الثورية مع أنه يقود في ظروف استثنائية لكن بعض الأشياء تحتاج إلي حزم.. وأعتقد أن البيان الأخير للقوات المسلحة كان حاسماً ونتمني أن يتم تطبيقه، ولا نريد أن يفلت أحد من العقاب خاصة في عمليات الفتن الطائفية وعمليات المصالحات العرفية التي تتم علي حساب الثورة وتؤخر استعادة الأمن وهذا يؤثر علي الإنتاج الذي تحتاجه مصر وأصبحت في أشد الاحتياج إليه. ألا توجد أولويات سريعة وناجزة؟ أهم الأولويات هي إعادة الأمن ثم تنظر إلي بناء الدولة لأننا قمنا بالمرحلة الأولي وهي هدم النظام الفاسد الذي كان قائماً، ومع هذا لم تظهر معالم الطريق المقبل مع أنه توجد مبادئ نرحب بها لكن البناء الأهم لن يأتي إلا عن طريق التنمية بعد عودة الأمن. كيف كان يدار الإعلام خلال عهد مبارك؟ وماذا اكتشفتم؟ الإعلام كان فضيحة وكان يعكس الصورة فإذا كانت الصورة سيئة لدرجة كبيرة فماذا كان سيفعل إذا كان الإعلام أسوأ من الصورة التي ينقلها واكتشفنا في لجنة تقصي الحقائق جرائم إعلامية حدثت سواء بالتحريض أو التضليل وتستحق المساءلة الجنائية علي تحريض الناس علي قتل المتظاهرين أو الادعاء بأن المتظاهرين قبضوا أموالاً من الخارج أو التدريب في إسرائيل وأمريكا علي هذه الثورة أو الفوضي كما قالوا!! وقصة الصحفية التي أحضروها وفبركوا أنها ذهبت لإسرائيل وتم تدريبها هناك فلم نر إعلاماً في أي دولة في العالم كما كان إعلام مبارك. ما الذي كان يعطل المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس؟ لأن مصر أصبحت مندمجة مع إسرائيل وأمريكا وكانت تمارس الضغوط علي الجانب الفلسطيني لأنه كان من الصعب أن تضغط علي أمريكا أو إسرائيل، ومصر كانت تريد حل القضية لكنها كانت تضغط في الاتجاه الخطأ.. وأيضاً بسبب العداء الشديد لحماس مع أنها هي الجارة لمصر في قطاع "غزة" وغلق المعابر المستمر سبب المشاكل لمصر مع العرب جميعاً.. وغلق المعابر هو جريمة إنسانية شارك فيها نظام "مبارك" عندما شنت إسرائيل حربها علي فلسطين فيما سمي بعملية "الرصاص المصبوب" ومصر أغلقت المعابر أمامهم ويوجد مسئولية دولية علي نظام "مبارك" في هذه الجريمة لأنها خالفت القانون الدولي وبالطبع لم تكن دولة نظامها بهذا الشكل سيكون في يدها حل المشكلة وهذا ظهر عندما تنحي مبارك حيث تمت المصالحة في الوقت نفسه.