القاهرة:- اعتبر الدكتور فاروق مدير مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بجامعة بوستن الأمريكية، أن مصر ليست مؤهلة لخوض تجربة الطاقة النووية، وقال :إن "انشاء مفاعل نووي لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة هو قرار سياسي "غير مدروس" هدفه أن يكون لدينا طاقة نووية أسوة بإيران التي حفزت الدول العربية على دخول المجال النووي". وأوضح الباز أن توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية تنتج عنه مواد مشعة فشلت كبرى دول العالم في التخلص منها، لدرجة أن هناك تفكير في إرسالها إلى الشمس التي تعد مصنعا للطاقة النووية. وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية والاستفادة منها لحين تدعيم البحث العلمي وتطويره بدرجة تسمع بالتعامل الآمن مع الطاقة النووية، مشيرا إلى أن الصحراء الغربية يمكن استغلالها في توليد الطاقة الشمسية ومنطقة البحر الأحمر مناسبة لاستفادة من طاقة الرياح. وردا على سؤال حول وضع هيئة الطاقة الذرية، قال الدكتور الباز إنها "على قد حالها" في إشارة إلى ضعف امكانياتها وقلة الخبرات التي تؤهلنا لخوض تجربة الطاقة النووية، وطالب الباز بتخصيص أكبر قدر ممكن من ميزانية الدولة للتعليم لأن مصر لن يصلح حالها بدون الاهتمام بالتعليم أولا..وقال إن مصر تحتاج في المرحلة الحالية للانتاج الفكري. ولفت الباز إلى أن زيارته لمصر والتي استمرت ستة أيام أسفرت عن وضع جدول زمني لتنفيذ مشروع "ممر التنمية" بحيث يبدأ العمل فيه بعد 6 أشهر، وقال:إن المشروع سيتم عرضه خلال الفترة المقبلة على عدد من الشركات المتخصصة في هذا المجال لحساب التكلفة الفعلية ومقارنتها بدراسة الجدوى التي أجراها مركز الدراسات الاقتصادية والتي قدرت تكلفة تنفيذ المشروع ب 24 مليار دولار. وأشار إلى أن هذه العملية تستغرق قرابة 6 أشهر يتم بعدها البدء فعليا في التنفيذ على مرحلتين يستغرق العمل فيهما قرابة عشر سنوات، مشددا على أن العمل في المشروع سيقتصر على الشركات والعمالة المصرية فقط. وأوضح الباز أن الحكومة تفكر حاليا في جمع التمويل المبدئي وبحث طرق المشاركة الشعبية في تمويله من خلال طرح أسهم وسندات بقيم منخفضة في متناول كافة فئات الشعب، مشيرا أن مجلس الوزراء يبحث حاليا كيفية طرح الأسهم وتحديد الجهة المختصة بإصدارها وجمع الأموال. وذكر الباز أن الحكومة سيقتصر دورها في المشروع على التشريع وسن القوانين، اما إدارة المشروع تكون من خلال مؤسسة مستقلة لها مجلس إدارة مكون من شخصيات عامة مصرية مشهود لها بالكفاءة إضافة إلى شخصيات عربية وعالمية للترويج دوليا للمشروع، واقترح أن يتم عرض عدد من الأسماء على الملأ للاختيار من بينها. وأكد العالم المصرى الدكتور فاروق الباز أنه لايخشى من نمو التيار الديني في مصر، مؤكدا أن من يقول أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية لا يفهم حقيقة المصريين. وكشف الدكتور الباز عن انشاء جمعية كبيرة لحشد أكبر عدد من الفائزين بجائزة نوبل والمشاهير ليتبنوا ترشيح الشعب المصري لجائزة نوبل، وأضاف أن هناك اتصالات مع الرئيسين السابقين الحائزين على جائزة نوبل (الجنوب افريقي نيلسون مانديلا والأمريكي جيمي كارتر) لتبني فكرة ترشيح الشعب المصري للجائزة نوبل للسلام, وكذلك العالم المصري أحمد زويل.