عيون ع الفن - خاص :يبدو ان فناني سوريا قد تعلموا الدرس جيدا بعد انتشار القوائم السوداء التي ضمت كل الفنانين المصريين الذين خرجوا لمؤازرة الرئيس السابق مبارك في مختلف وسائل الإعلام طوال فترة الثورة وقبل تنحي مبارك فنانو سوريا قرروا التزام الصمت بصورة تثير التساؤل حول موقفهم السلبي إزاء مصير بلدهم ويدفع الجميع للتساؤل هل للأمر علاقة بالخوف من الرئيس بشار الأسد والقلق من بطشه في حال فشلت الثورة أم انهم اتخذوا موقف المتفرج كما فعل عدد من فناني مصر حيث انتظروا حتى نهاية الثورة ليشجعوا الفائز في مباراة تقرير المصير أم أن بعضهم استشعر مدى قوة الرئيس السوري وعدم قدرة أحد على خلعه من منصبه فقرروا التصريح بمؤازرتهم له موقف فناني سوريا كان دافعا لعدد من الشباب السوريين لإنشاء جروبات على الفيس بوك ضد من وضعوهم ضمن قوائم العار السورية التي تندد إما بصمت الفنانين وإما بمساندتهم للرئيس بشار من جهة اخرى خرج الفنان جمال سليمان عن صمته من خلال بيان صحفي أكد فيه أن الأحداث في سوريا جاءت متسارعة جدا، وكانت هناك مناقشات حول كيفية خروج بيان رسمي مناسب من الفنانين السوريين بالشكل وبالصيغة التى تناسب الفنانين في التعبير عن آرائهم إبان الأحداث الدائرة, إلى أن تم الاتفاق على صيغة البيان الأول الذي أصدروه بعدما شعروا بأن المسأله خرجت عن إطار المطالب المشروعة بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي طالب بها السوريون لسنوات طويلة وعبروا عنها بشكل جماهيري وبطرق سلمية في الشارع السوري. وتابع،" هناك من اندس بين هؤلاء المتظاهرين لتنقلب المطالب المشروعة والمظاهرات السلمية إلى دعوات لانقسامات طائفية وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وممتلكات الدولة التي هي ممتلكات الشعب السوري، لذلك كان لابد من توجيه هذا البيان الذي بدأوه بإعلان الحداد الوطني ثلاثة أيام، ومحاسبة كل من تسبب في إراقة تلك الدماء الغالية، وكشف الملابسات التي أدت إلى هذه الاضطرابات، وطالبوا من السلطات السياسية بالإسراع في تنفيذ هذه الإصلاحات الموعودة، معلنين فيه عن ترحيبهم بالوعود الإصلاحية ولكل ما يدعو لانتزاع فتيل الأزمة في سوريا ويخرج سوريا الوطن من الوضع الحالي إلى وضع أفضل, مؤكدين استعدادهم للوقوف بجانب النظام السياسي في رحلة إصلاحية جدية وسريعة وحقيقية وشفافة, ومعلنين عن استعدادهم أيضا للوقوف بجانب الشارع في طرح تصوارته. إلا أن البيان الأول ربما ترجمه البعض ترجمة خاطئة، فاجتمع الفنانون مرة أخرى ليصدروا بيانا آخر خلال 24 ساعة، اعلنوا فيه عن موقفهم بصورة أكثر دقه حتى لا يكون هناك أي جدل أو مزايدة على وطنية النجوم السوريين. أكد الفنان جمال سليمان في حديثه مع قناة ال "بي بي سي" أن الموقّعين على البيان لم يريدوا القفز إلى المجهول وأنه كان لا بد من الانتظار كي يتمكنوا من تحليل ما يحدث، وخصوصاً أنهم أمام مشهدين الأول لمتظاهرين خرجوا بمطالب مشروعة وصحية، والثاني مرتبط بالتجييش والنزاعات الطائفية. وأعلن سليمان عن تأييده لأي تظاهرة سلمية من دون غايات طائفية، مطالبا بتوحيد الصفوف لتحقيق رحلة الإصلاح التي تحتاج إليها سوريا، ثم الوقوف ضد أيّ تدخل أجنبي أو أجندة مذهبية. وطالب جمال سليمان بحشد الطاقات للخروج من هذه الأزمة بأفضل صورة تضمن سلامة سوريا الوطن ووحدة أراضيها وسلامة المواطنين السوريين، وعدم وقوع سوريا في أي شكل من أشكال البغضاء الطائفية التي قد توصل البلاد إلى مالا تحمد عقباه. وشدد على أن المسألة الآن أكبر من مجرد هجوم أو مدح، فالمسألة أصبحت موتا أو حياة لوطن بالكامل ولسلامة أراضيه واستقرار أمنه. وأكد سليمان أن دور الفنانين السوريين كان أكبر من مجرد تقديم أعمال درامية، موضحا أن نجوم سوريا كثيرا ما كانت لهم مواقف فعالة وواضحة حتى قبل خروج الحركات الاحتجاجية، فقد كانوا ينتقدون التصرفات التعسفية من جهات الأمن، وكانوا ينتقدون الفساد بأشكاله, وكانوا ينتقدون سوء استخدام السلطة وكبت الحريات، مؤكدا بأن الأعمال الدرامية خلال السنوات الماضية وتحديدا خلال العشرين عاما المنصرفة، واجهت أيضا الكثير من التحديات من معارك رقابية شديدة جدا. من جهة أخري خرج عدد من الفنانين بتصريحات ترفض قوائم العار مثل وائل شرف الذي هاجم قائمة "العار"، واصفاً ما فعله البعض على "فيس بوك" ب"المعيب" في حقّ الفنانين والإعلاميين السوريين. وأشار إلى أنّ هناك حرباً إعلامية مغرضة تتعرض لها سوريا، ودعا مواطنيه إلى الوقوف ضد هذه الحملة، متمنياً أن تمرّ هذه المحنة على خير، ويعود الوضع إلى ما كان عليه في السابق. أما المخرج نجدت أنزور، فقد أكد بأنّ سوريا والرئيس بشار الأسد مرّا في اختبارات غاية في الخطورة والحساسية قبل عشر سنوات، لكن الشعب وقائده أثبتا أنّهما على قدر كبير من الشجاعة والمسؤولية والالتزام الوطني. من جهته، أكد الممثل عبد المنعم عمايري بأنّ الحقيقة الوحيدة لا تزال واضحة، وهي وجود الملايين الذين يحبّون الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنّ هذه المحنة أظهرت متانة اللحمة الوطنية بين الشعب والقائد، مضيفاً أنّ جميع الناس مع الإصلاح تحت سقف الوطن وقائد هذا الوطن، ومع الحريات وتحسين أوضاع المعيشة. وأكّد بأنّ هذه الأمور كانت مطالب الرئيس الأسد قبل أن تكون مطالب الشعب. أما الممثلة وفاء موصللي، فقد دعت جميع السوريين إلى مقاطعة القنوات المغرضة التي تثير الفتن وتشوّه صورة البلد، وتزوّر الصور التي تبثّها مدعيةً أنّها من سوريا. وأشارت إلى أنّ المنطقة تتعرّض لمخطّط كبير، لكنّ المغرضين فشلوا في تحقيق هذا المخطط. وعزت ذلك إلى اللحمة الوطنية التي يتمتع بها السوريون والمحبة التي يكنّها الناس لبعضهم البعض. فهم يجتمعون على حب قائد الوطن والرئيس بشار الأسد. كما أشارت إلى أنّه لم يكن في إمكان الفنانين قول شيء في بداية الأحداث لأنّ المشهد لم يكن قد اكتمل، وهذا ما أدّى ربما إلى سوء فهم الناس لموقفهم. هذه التصريحات التي تم تداولها على العديد من المواقع حول موقف الفنانين السوريين من الثورة فهل سينتهي المطاف بسوريا إلى هذا الحد أم سيتنحى بشار الأسد ويعود كل هؤلاء الفنانين للاعتذار للشعب مرة اخرى مؤكدين أن مساندتهم للأسد كانت بسبب تضليلهم وعدم إدراك حقيقة وماهية الثورة.