أنقرة:- نعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان نجم الدين أربكان، أبو الإسلام السياسي في تركيا وأول رئيس حكومة إسلامي في تاريخها، الذي توفي أمس الأحد عن عمر ناهز 85 عاما. وقال أردوجان الذي ذاع صيته بصفته واحدا من مساعدي أربكان "كان أربكان عالما كرس حياته للمعرفة، وسنتذكره بالعرفان". تأجيل اجتماع مع باروسو وقالت وسائل الإعلام التركية إن أربكان المولود عام 1926 سيدفن غدا الثلاثاء في إسطنبول. وقال متحدث باسم رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إن أردوجان سيغيب عن اجتماع كان مقررا عقده يوم غدا الثلاثاء مع باروسو. ومن المقرر أن يعود أردوجان الموجود حاليا في ألمانيا للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت لاحق من اليوم الاثنين إلى تركيا لحضور جنازة أربكان. أربكان.. مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة توفي أربكان الذي يعد مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا في أحد مستشفيات أنقرة بعد صراع مع المرض. وكان أربكان قد نقل في يناير إلى مستشفى جوفن بالعاصمة التركية جراء إصابته بالتهاب. وبدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرجه في كلية الهندسة، وأصبح رئيسا لاتحاد النقابات التجارية، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة قونيا، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية. أحزاب عدة .. والجيش يأمر بحلها ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) وهو أول حزب شكل في تركيا الجديدة سوى 9 أشهر، حيث تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972. شارك أربكان في مطلع العام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية. وفي العام 1983 قام بتأسيس حزب الرفاه الوطني، وواصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر. لكن الجيش أرغمه عام 1997 على الاستقالة بدعوى ضمان المبادئ العلمانية في البلاد. وفي يناير 1998، قررت المحكمة الدستورية حل حزب الرفاه، بحجة أن عمله سيؤدي إلى المساس بمبادئ العلمانية، وحرمت أربكان من حقوقه المدنية. حزب الرفاه .. الأب الروحي للعدالة والتنمية لكن دعم الحزب الذي كان يضم أكثر من 4 ملايين عضو لم يتبخر ببساطة، وفتح الحظر المفروض على أربكان الطريق لصعود نجم أردوجان لرفع راية حزب جديد أكثر تنظيما وهو حزب العدالة والتنمية الذي تولى السلطة عام 2002. حكم على أربكان بالسجن عامين وأربعة أشهر عام 2002، ثم خففت العقوبة إلى الإقامة الجبرية، بعد إدانته بتزوير مستندات في إطار محاكمة تتعلق باختلاس أموال داخل حزب الرفاه. وأسس لاحقا حزب السعادة الذي تولى زعامته من 2003 حتى 2004، ومن 2010 حتى وفاته.