اعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي استقالته في محاولة لتمهيد الطريق امام اجراء انتخابات في البلاد لكن محللين يقولون ان هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. فى الوقت نفسه, قال الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ان الباجي قائد السبسي عين رئيسا لوزراء تونس خلفا لمحمد الغنوشي. وسبق ان تولى السبسي وزارة الخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وبعد قليل من الاعلان اطلقت قوات الامن الرصاص في الهواء في تونس العاصمة لتفريق مئات من الشباب الذين كانوا يلقون الحجارة ويحطمون واجهات المحلات. واتهم منتقدون الغنوشي بأنه قريب من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي أطيح به يوم 14 يناير بعد سلسلة من الاحتجاجات التي تردد صداها في انحاء العالم العربي والهمت انتفاضة مماثلة في مصر. وقال الغنوشي ان استقالته ستوفر اجواء افضل للعهد الجديد وانه يريد الحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا في الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد. وقتل ثلاثة اشخاص واصيب عدد اخر بجروح في اشتباكات منذ يوم الجمعة بين قوات الامن ومتظاهرين في احتجاجات على الغنوشي. وقال الغنوشي عبر التلفزيون الرسمي ان استقالته تخدم البلاد وانه ليس رجل قمع. وأكد مجددا على تعهد الحكومة باجراء انتخابات رئاسية بحلول 15 يوليو لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا لبن علي الذي ينظر له التونسيون على نطاق واسع على انه كان قمعيا وفاسدا. وقال محللون ان استقالة الغنوشي قد تخفف من حدة التوترات في الشارع لكن ربما تؤتي بنتائح عكسية ايضا. وقال كمران بخاري المدير الاقليمي للشرق الاوسط وجنوب اسيا في شركة ستراتفور لاستشارات المخاطر السياسية "الامل ان تهدأ احتجاجات الشوارع مع هذا التنازل وان يسمح للحكومة بالتركيز على مهمة الاعداد للانتخابات ." واضاف "لكن المخاطرة انها ستشجع قوى المعارضة على طلب المزيد من التنازلات." وقال شاهد من رويترز ان جنودا وضعوا متاريس في حي تجاري بالعاصمة حيث كان الشبان يحطمون الواجهات ويلقون الحجارة. واطلق الجنود الغاز المسيل للدموع وأعيرة في الهواء لتفريقهم. ولم يظهر أي مؤشر على وقوع اصابات. وقال مسؤول في الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يطالب باصلاحات عمالية منذ الاطاحة ببن علي لرويترز ان استقالة الغنوشي "خطوة في الطريق الصحيح". وقال متحدث باسم حركة النهضة وهي الحركة الاسلامية الرئيسية في تونس ان الخطوة قد تفسح الطريق امام مشاركة اوسع في الحكومة الانتقالية. وشكت الحركة التي حظرت لعقدين ابان عهد بن علي من استبعادها من حكومة تصريف الاعمال التي قادها الغنوشي.