في نظام سابق عم بالفساد تمكن القليلون من الإحتفاظ بسمعتهم الطيبة على رأسهم رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري الذي مازال يحظى بشعبية رغم ابتعاده عن الأضواء طيلة 11 عاما. فبعد صمت طويل ظهر رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري أو رئيس حكومة المشروعات العملاقة كما أطلق عليه، مع الإعلامية البارزة منى الشاذلي أمس في برنامجها "ال10 مساء" وأجاب على الكثير من الأسئلة التي كانت تدور في خلد الكثير من المصريين. وفي بداية الحوار أعرب الجنزوري عن امتنانه للشهداء الذين قدموا أرواحهم هدية لمصر من أجل ثورة 25 يناير، مطالبًا بتغيير اسم ميدان التحرير إلى ميدان شهداء الحرية، تكريما لهم. كما وجه الجنزوري رسالة شكر لكل الذين لم يترددوا وشاركوا في الثورة خاصة أن هؤلاء من أبناء الشعب المصري الذي عامله معاملة حسنة، طوال وجوده خارج السلطة وقدم له كل الحب والود. وعندما سئل الجنزوري عن سبب اختفائه طيلة هذه الأعوام، قال إن السبب الحقيقي هو الترحيب والحب الذي كان يلاقيه من الجميع عند ذهابه لأي مكان، وهو ما كان يضع النظام السابق في حرج، بسبب التساؤل عن خروجه من الوزارة رغم كل الحفاوة التي يقابله الجميع بها. وأوضح انه خرج من الوزارة في يوم 5 اكتوبر 1999، وعند حضوره لحفلة في 13 اكتوبر، ودخوله قاعة الاحتفال قوبل بتصفيق حاد لدقائق، فما كان من جميع الوزراء حتى من عينهم هو في وزارته سوى قطع اتصالاتهم به، حتى لا يتسبب لهم في إحراج أو مشاكل. وفي جملة قالها الجنزورى تحمل في طياتها الكثير، أوضح انه يؤمن بأن رئيس الوزراء يجب ألا يستأذن من رئيس الجمهورية عند اتخاذ القرارات، وكذلك الوزير يجب الا يستأذن من رئيس الوزراء، ولكنهما يحاسبان على قرارتهما بعد ذلك. وإنه كان رئيس وزراء حقيقيا وليس مجرد سكرتير للرئيس. وهو ما دفع الكثيرون يجزمون أن هذا هو سبب إقالة الجنزوري لأنه كان رئيس وزراء حقيقيا يرغب في الإصلاح. وناشد الجنزوري كل أصحاب المطالب الفئوية بالانتظار لمدة شهر، من أجل بدء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إنجاز ما وعد به من إصلاحات سياسية ودستورية، متوقعًا أن الصورة ستتغير معها تمامًا. وفي لمسة لطيفة منه أوضح الجنزوري انه كان يساند شابا الثورة لكنه رفض مشاركتهم في ميدان التحرير وذلك لانه لا يرغب في اختلاس نصرهم الذي حققوه بمفردهم، وأعلن انه خلفهم. وحول الفساد.. قال الدكتور الجنزورى، إن الفساد فى مصر أصبح سلوكا يوميا كالطعام والشراب والمشي وفي أي مكان تجده، وان الفساد في مصر كان انتشاره رأسي وليس افقي فكان تأثيره أقوى وأسرع. وحول الاصلاح القادم قال إنه يجب أن يتحدث كل مواطن حتى لو كان فلاحا بسيطا، مقترحًا أن يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحديد مكان يتوجه إليه كل من لديه فكرة لبناء الوطن. ولم يخلي الحوار عن ذكر توشكي أحد أكبر الالغاز في مصر، فقد أكد الجنزوري ان المشروع توقف لأنه كان من مصلحة الكثيرون ان لا يتم هذا المشروع الذي كان سيغطي احتياجات مصر الغذائية، ولكن هذا بالطبع سيتعارض مع مصالح امريكا التي تصدر لمصر 100 مليون طن من القمح سنويا. وأوضح ان إيقاف مشروع توشكي كان من أكثر القرارات التي اتخذتها حكومة عاطف عبيد وأثرت فيه، كذلك الحال بالنسبة لقرار البناء على الاراضي الزراعية والتي تسببت في تآكل 30 ألف فدان، ثم قرار خفض وتعويم العملة والذي اتخذه عاطف عبيد في يناير 2003 بسبب رغبة للولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي.