ككل بلاد العالم تبرز بعض الوجوه الإعلامية والفنية خلال الاحداث السياسية المهمة سواء من خلال اطلالتهم المتكررة على شاشات التليفزيون او من خلال تصريحاتهم وارائهم الحادة الواضحة والمؤثرة في نفس الوقت في متلقيها، فما بالك بالثورة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي التي ابرزت لنا بعض الوجوه التي لا يمر يوم دون ان نراها او نستمع الى رأيها السياسي في كل كبيرة وصغيرة. ومن بين هذه الوجوه، لمع نجم المخرج المثير للجدل خالد يوسف الذي كان من اول المطالبين على شاشات القنوات الإخبارية العربية بشكل عام أو ان صح التعبير قناة العربية التابعة لشبكة قنوات "mbc" التي اصبح واحداً من نجومها على وجه الخصوص. فالمخرج السينمائي خالد يوسف اعلنها صراحة خلال مداخلاته المصورة او الهاتفية مع هذه القنوات انه يريد إسقاط النظام فوراً وطالب برحيل الرئيس محمد حسني مبارك من الحكم مبرراً ذلك بقوله ان: "الحكم مش بالعافية" - على حد قوله"، بل وطالب المتواجدين بميدان التحرير بضرورة البقاء في الميدان قائلاً: "أنا واحد من أولئك الذين استجابوا لإرادة الشعب المصري في تطيير النظام وإسقاطه من أجل تحقيق العدالة ومن أجل تحقيق حياة ديموقراطية سليمة، وسوف نستمر حتى رحيل النظام وإجراء انتخابات ديموقراطية حيث يختار فيها الشعب الرئيس بإرادته، ونواب مجلس الأمة، وانا أدعو المتظاهرين إلى المزيد من الصمود، لأن الثورات ليست معاناة ليوم أو ليومين، بل تحتاج إلى وقت طويل وإلى الصمود في وجه كل محتل متربص بالسلطة". ونستطيع القول ان مشاركات خالد يوسف تحولت الى واحدة من أكثر مقاطع الفيديو مشاهدةً على صفحات موقع "اليوتيوب"، خاصة مقابلته التي أجراها في بداية احداث 25 يناير عندما طالب المسئولين بالتوجه الى المتحف المصري لإنقاذه من محاولات احراقه ونهبه. ليس هذا فقط بل وجه المخرج دعوة صريحة لرئيس الوزراء الحالي الفريق أحمد شفيق في مداخلة هاتفية مع قناة "العربية" الإخبارية مساء الخميس الماضي، ان يتدخل لمنع التغطية الاعلامية للتليفزيون المصري الرسمي، التي وصفها خالد يوسف بالمستفزة، هذه الدعوة خصوصاً نستطيع ان نقول قلبت غالبية الرأي العام على خالد يوسف، الذين استنكروا مهاجمته للتلفزيون المصري - الذي نعلم جميعاً عيوبه البارزة في تغطية الاحداث الاخيرة- على شاشات القنوات الاخبارية العربية التي يتهمها غالبية المشاهدين المصريين بتعبئة الرأي العام المصري على النظام الحالي بأكمله. فمن منطلق طبيعتنا المصرية، قام مجموعة من الجماهير بلوم يوسف على هذه التصريحات المهاجمة والحادة للاعلام المصري، وتمنوا لو كان فعل مثلما فعل الموسيقار الكبير عمار الشريعي بمهاجمة التلفزيون المصري في عقر داره في مكالمة تليفونية مؤثره هزت الرأي العام وقيادات التلفزيون المصري أنفسهم الذين سارعوا بتعديل التغطية الاعلامية للاحداث قليلاً نحو الافضل. الامر لم يتوقف عند ذلك، فخالد يوسف اضطر الى قطع علاقته بصديقته المقربة الفنانة التي طالبته مؤخراً في مكالمة هاتفية، بتهدئة الشارع المصري، وعدم اشعال الفتنه بين الشباب المتواجدين بالتحرير الا ان خالد رفض وشب بينهما جدال كبير انتهى بخلاف شديد بينهما بعد ان تمسك خالد برفضه. بشكل عام هل يستطيع خالد يوسف الذي يرفع شعار "رحيل الرئيس" مع مجموعة من الشباب المصري المتواجدين بميدان التحرير حالياً، ان يكون نجما من نجوم الثورة المصرية الحالية من خلال فيديوهاته المصورة او الاحاديث والتصريحات الصفحية التي يدلي بها مؤخراً، ام ان الثورة ستنسب الى شبابها الذين فاجأوا الجميع بقدرتهم على تغيير المسار السياسي في مصر وقلب موازينه.