سيطرت حالة من الحزن والغضب على معظم الفنانين العرب بسبب الاحداث السياسية المضطربة التي تمر بها مصر حالياً منذ يوم 25 يناير الماضي، وتفاوتت أسباب هذا الغضب خلال تصريحات هؤلاء الفنانين ما بين تخوف على زملائهم وجماهيرهم المصرية، او قلق من استمرار حالة الاضطراب الى فترة اطول - لا قدر الله- او رعباً من ان تمتد هذه الاضطرابات الى بلادهم العربية خلال الفترة القادمة خاصة مع ظهور بوادر لها في عدد من البلدان. ولكن من بين هؤلاء الفنانين العرب، انعكست الاحداث السياسية في مصر سلباًً على ثلاث فنانات عربيات كن اكثر الفنانين تضرراً على المستوى الفني، وتوجهت عيون الصحافة العربية تجاههن لتصفهن بالوقوع في لعنة "النحس الفني" التي تلاحق الفنانين من وقت لآخر. وفي مقدمة هؤلاء الفنانات، تأتي المطربة فلة الجزائرية التي لم تلبث ان تفرح بمنحها للعفو من قبل السلطات المصرية التي سمحت لها بدخول مصر بعد منع دام لاكثر من 18 عاماً، على أثر اتهامها في بعض القضايا التي صدر فيها قرار بالحبس 18 شهرا في سجن القناطر وعدم دخول الاراضي المصرية. فبعد حصولها على قرار العفو بساعات قامت فلة بتحديد شهر فبراير الحالي ليكون موعد قدومها الى مصر لتستأنف نشاطها الفني هنا من خلال اغنية جديدة تجمعها مع المطرب الاماراتي أبو بكر سالم وكليب جديد مع المنتج محسن جابر، الا ان فلة ألغت رحلتها بعدما تخوفت من الاوضاع الحاليه التي تشهدها مصر. وبررت فلة عدم قدومها الى مصر قائلة: " إن الوضع في مصر مقلق، وإن المظاهرات التي يشهدها ميدان التحرير مخيفة... لقد قررت تأجيل عودتي إلى مصر بعد غياب قارب العشرين سنة، حتى تتحسن الأوضاع.. فلا يمكنني أن أحط بمطار القاهرة في مثل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الشارع المصري". ووجهت فلة رسالة للشعب المصري قالت فيها: "الشعب المصري لا يستحق ما يحدث له، فأنا أدعو الله أن يتوصل المسؤولون في البلد إلى حل يحترم فيه إرادة الشعب، ويحقن الدماء ويوقف الفتنة التي تفتك بمصر". أما الفنانة الثانية التي طالتها لعنة "النحس الفني" فكانت المطربة اللبنانية كارول سماحة التي فوجئت بمجرد وصولها لارض مصر باندلاع المظاهرات وفرض حظر التجول في شوارعها، لتضطر الى تأجيل تصوير مشاهد مسلسلها الجديد "الشحرورة"، التي تجسد فيه قصة حياة الفنانة الكبيرة صباح، والسفر مسرعة الى بيروت لحين انتهاء الأمر على خير. وعقبت كارول على الأمر قائلة: "استمررنا في التصوير بالقاهرة حتى يوم الجمعة الماضي، على الرغم من التظاهرات والأحداث الأمنية، وبقينا في الاستديو حتى الساعة الرابعة فجرا، واتفقنا على العودة إلى الفندق على الرغم من سريان قرار حظر التجول، فمشينا في قافلة سيارات لنصل سالمين إلى مقر إقامتنا". وتابعت: " فريق العمل فضل استكمال التصوير؛ لأن خروجنا من الاستديو كان متعذرًا، ولكن فجر الجمعة الماضي عدنا إلى الفندق، على الرغم من سريان قرار حظر التجول، فأوقفنا حاجز للجيش، وعندما تعرف الجنود علينا سهلوا طريقنا، ولدى مغادرة السائق وحيدا تعرض لعملية اعتداء؛ حيث تم تحطّيم السيارة". وأضافت: "لذلك فضلنا الانتظار عسى أن تهدأ الأمور ونعاود التصوير، ولم نتخذ قرارنا بسرعة العودة، إلا أنه مع تدهور الأوضاع الأمنية وصلنا إلى المطار في الساعة الحادية عشرة صباحا، وانتظرنا حتى الثامنة والنصف مساء، علما بأن الموعد المقرر للرحلة كان في تمام الساعة الرابعة، إلا أن الطائرة تأخرت ولم نتمكن من الوصول إلى بيروت إلا بعد الساعة العاشرة مساء، أي دام انتظارنا ما يقرب من إحدى عشرة ساعة". على الجانب الاخر توجد الفنانة اللبنانية لاميتا فرنجية التي تعيش حالة من الحزن على اثر احداث الشارع المصري التي جاءت متزامنة مع موعد عرض فيلمها الجديد "365 يوم سعادة" للنجم أحمد عز. وقالت لاميتا: " أشعر بخيبة لأن فيلم "365 يوم سعادة" لم يأخذ حقه، ولأنني أجهل مصير مسلسل درامي كان يُفترض أن أبدأ بتصوير دوري فيه ليُعرض على شاشة رمضان المقبل". وأضافت: "عندما انطلقت التظاهرات ظننت أنها لن تتعدّى اليومين، ولم أتصوّر أن الأمور ستصل إلى هذا الحدّ من الخطورة والخوف، فقد بقيت سجينة المنزل بسبب حظر التجوّل ووجدت مشقة في الوصول إلى مطار القاهرة.. وفي المطار مكثت يوماً كاملاً بسبب الازدحام والفوضى في إجراء معاملات الخروج، الأمر الذي تسبب في قلق أهلي لأن الاتصالات بين لبنان ومصر كانت مقطوعة". جدير بالذكر ان الاحداث الحالية التي تشهدها البلاد تسببت في تعطيل جميع الحفلات الغنائية داخلها، والغاء جميع مباريات الدوري المصري وبعض المباريات الدولية الودية، كذلك تم تأجيل افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، هذا الى جانب قيام المطربة شيرين بالاعتذار عن المشاركة في مهرجان "ليالي فبراير" بالكويت.