حالة الحراك السياسي التي تمر بها مصر. والتصاعد في الأحداث يوماً بعد يوم لا يثير قلق المصريين فقط بل اهتم بها أيضا الفنانون العرب المقيمون في مصر فهي كما يقولون أم الدنيا ويعيشون وسط أهلها كأنهم في بلدهم الأصلي فلا احساس بالغربة بل الحب والدعوات والتمسك بالبقاء. الفنانة السورية كندة علوش: أهم شيء لمسته هو الروح المعنوية العالية للشعب المصري رغم هذه الأحداث الصعبة التي يمر بها وأنا أقيم في الدقي وأشعر ان جيراني هم جزء من أهلي في سوريا ولا أشعر بالخوف رغم ما أسمعه عن محاولات بعض البلطجية الهجوم علي البيوت وأن الشباب في شارع مصدق الذي أقيم به موجودون طوال الليل وحتي الصباح يتعاملون مع المارة بكل تحضر ولكن بمنتهي الحسم والحرص خوفاً من أي مفاجآت هذا التكاتف جعلني أشعر بالاطمئنان وحتي عندما اتصلت بي أسرتي في سوريا تطالبني بالعودة خاصة أن ارتباطاتي الفنية متوقفة قلت لهم هنا وسط أهلي وهو نفس رأي زوجي أيضا. أضافت: أكيد مصر بها مشاكل وهو ما يسري علي كثير من بلداننا العربية لكن هذا ليس معناه استمرار حالة القلق والغليان الموجودة وأنا قلبي معهم وزوجي ينزل للشارع مثله مثل أي مصري وربنا يحمي مصر ويجب ان نحميها من المخربين واللصوص. وعن آخر انشطتها الفنية تقول كندة: كنت مرتبطة بأكثر من عمل مثل فيلم "المصلحة" الذي يشاركني بطولته أحمد السقا وأحمد عز اخراج ساندرا نشأت وقد صورنا مشاهد قليلة منه في القاهرة قبل اندلاع المظاهرات في مصر ولا أعرف متي نستأنف التصوير تضيف: هناك أعمال أخري صورت اجزاء منها أيضا لكنني لم انته منها بعد. المطرب مجد القاسم وهو كما يقول عن نفسه دائماً سوري المولد ومصري الهوي: لا أملك سوي كلمات قلية "يا ناس حافظوا علي مصر" يردد موجهاً حديثه للشباب: حافظوا علي هذا الوطن. لأننا وسط هذه الأحداث تأكدنا أنهم زهرة الدنيا. أضاف لن أترك مصر لأن بيتي وعملي ورزقي وحياتي كلها هنا. ويقول مجد القاسم: أقطن في مدينة نصر منذ بداية الأحداث أنزل مع الجيران والأصدقاء إلي الشارع لنسهر معاً حتي الصباح. وكانت فرصة أن أتعرف علي شباب من أجمل وأروع ما يكون. الفنان الأردني إياد نصار الذي بادرني قبل أن أوجه له أسئلتي بالاطمئنان عليّ وعلي كل الموجودين بالقرب منيّ وقال: لن أترك مصر الآن ولا فيما بعد يضيف: أنا عايش هنا منذ 3 سنوات ورغم عدم وجود أسرتي معي لكني لا أشعر بأي إحساس بغربة. يشير إلي أن أسرته تطالبه بالعودة لكنني أقول نفس الإجابة "مش هاسيبي مصر خالص". أضاف: استغرب بعض جيراني في حي مصر الجديدة حيث أقيم من تواجدي ومن انضمامي إليهم في لجان الحماية الشعبية. والمسألة ببساطة أنا أحب هذا البلد. وهؤلاء الناس هم أهلي وبيني وبينهم عشرة ويهمني سلامتهم وسلامهم باختصار أنا واحد من أهل مصر. أما الفنانة التونسية درة فتقول: أنا لست منفصلة عن الشعب المصري. فأنا أعيش معهم نفس الظروف. وتجربة بلدي تونس هي نفس التجربة التي تمر بها مصر الآن. أنا أقيم في مصر منذ 5 سنوات. ويقيم بشكل شبه دائم تحت العمارة التي أسكن بها "زي الفل" يحافظون علي حياتنا وأمننا. أضافت درة: بصراحة طبعاً أشعر بالحزن والآسي للفوضي والتخريب الذي قام به هؤلاء البلطجية. فمطالب المتظاهرين شرعية. والشباب لهم مطالب ولهم حق. لكني أتمني أن يعود السلام والأمان لبلد الأمان فمهنتي كممثلة تتطلب التواجد في التصوير أحياناً لوقت متأخر. وكنت أعود لمنزلي بمفردي بلا خوف. وأتمني أن يعود لنا كلنا هذا الإحساس الذي لا يشعر به شعوب دول أخري. تضيف: المصريون هم أهلي وأصحابي. كلنا معاً في الأعياد والمناسبات وحتي الأحزان. حياتي هنا وحتي إذا اضطررت للعودة لتونس بعد أيام بعد أن تحسنت الأوضاع هناك نسبياً حتي أطمئن علي عائلتي. لكني عائدة مرة أخري لأن متعلقاتي ومنزلي وارتباطاتي كلها هنا.. "يا جماعة مصر عظيمة بناسها". وتكمل درة قائلة: لماذا يهاجم المخربون المستشفيات. ولماذا يسرقون الآثار والمتاحف؟ أي اعتداء علي هذا التاريخ هو اعتداء علي الإنسانية كلها. وأؤكد أنه بعد أن تهدأ الأحوال كلنا سوف نساهم يدا واحدة في إصلاح ما دمره المجرمون. وكل تغيير له ثمن وخسائر ويارب كفاية خسائر. وأخيراً تقول درة: مصر جميلة بشبابها وأطفالها وسيداتها. وأنا أحيي الإعلام والصحافة المصرية لأنكم مستمرون في العمل والتواصل مع الناس رغم كل هذه الأحداث والمخاطر. وبصراحة أيضاً ليست كل الفضائيات العربية أمينة في نقل أخبار مصر أكبر بلد في المنطقة العربية. المطربة اللبنانية مروي الموجودة حالياً في بيروت قبل بدء الأحداث الساخنة في مصر: أنا حزينة جداً لكل هذا التخريب والنهب. والمجرمون الذين هربوا من السجون انتهزوا الفرصة وهاجموا الإبرياء وسرقوهم. تضيف: الأزمة السياسية سوف تحل. لكن لابد من وجود حكومة لتوجه هذه الحلول وتنفذها. "يا رب يعود السلام والأمن لمصر كما كانت وأفضل من الأول". وتكمل المطربة اللبنانية مروي عدت إلي بيروت قبل بدء هذه الأحداث بأيام قليلة لزيارة أسرتي علي أساس أن أعود مرة أخري للقاهرة لارتباطاتي الفنية وكان منها إحياء فرح يوم 30 يناير وأيضاً الاتفاق علي مسلسل تليفزيوني. وتصورت أنها سوف تستمر يومين أو ثلاثة ثم تنتهي. لكن الأحداث تصاعدت. نحن هنا في بيروت قلوبنا معكم ونحن معكم قلباً وقالباً. لكن سأجد النهب والحرق وترويع الناس مؤلمة جداً. وبكيت كثيراً من لقطات التدمير والحرائق. وعندما توجهت لمطار بيروت لأعود للقاهرة لم أتمكن من السفر وأعادوني لأن الأحداث تصاعدت. ومع هذا مصر أم الدنيا وحبيبتنا كلنا. وسيعود لها الأمان بفضل رجالها. وأنا مصرة علي العودة عندما أجد مكاناً علي أي طائرة.