يبدو أن المطربة الشهيرة لطيفة التونسية أكثر جرأة من مواطنتها هند صبري في إعلانها موقفا من ثورة الشعب التونسي ضد رئيسه المخلوع منذ أقل من أسبوعين، وليس أدل على تأييد لطيفة للإطاحة ببن علي، الرئيس التونسي المخلوع، أكثر من إطلاق اسم "بوعزيزي"، الشاب التونسي الذي أحرق نفسه للتعبير عن غضبه من الأوضاع السائدة في بلاده، على نجل شقيقها الذي ولد منذ أيام. تلقت لطيفة قبل ذلك التصرف الدبلوماسي العديد من الانتقادات اللاذعة من ناشطين سياسيين تونسيين لعدم إعلانها مباركتها وتأييدها لثورة الشعب الذي فسروه على أنه ولاء ل بن علي، خاصة أنها كانت تنوي إطلاق أحدث ألبوماتها الغنائية في عيد الحب دون مبالاة بالمرحلة الحرجة التي مر بها الشعب قبل اندلاع الثورة في الرابع عشر من يناير الجاري. جدير بالذكر أن بن علي منح لطيفة وسام "الاستحقاق الثقافي" عام 2007 تكريما لمسيرتها الفنية التي بدأت قبل أكثر من عشرين عاما، وهنا يطرح سؤال نفسه كيف للطيفة أن تعبر عن فرحتها بخروج بن علي من تونس، بل وتحسد التونسيين المقيمين داخل وطنهم على تلك اللحظة، وهو الذي منحها أعلى وسام تونسي؟ وهناك سؤال آخر، من الأكثر دبلوماسية، هند صبري التي لم تفصح عن موقفها من الثورة حتى تستقر الأمور أم لطيفة التي لم تتحمل انتقاد مواطني بلدها وأعلنت تأييدها التام لقرار الشعب؟ أم أن الفنانين لا يسيرون إلا وفق التيار السياسي الرائج؟! نترك الإجابة للقارئ.