تونس:- تجتمع اليوم في العاصمة تونس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ظل تجدد الاحتجاجات في الشارع واستقالة عدد من وزرائها. في حين غادر وزير الخارجية مصر قبل بدء قمة شرم الشيخ دون أن يستخدم صالة "كبار الزوار". ومن المنتظر أن تعقد الحكومة المؤقتة أول اجتماع لها اليوم برئاسة الوزير الأول محمد الغنوشي، لكن هذا الاجتماع يأتي في ظروف متوترة بسبب المظاهرات الرافضة للحكومة، وبسبب استقالة 4 من وزرائها قبل مرور 24 ساعة على إعلان تشكيلتها يوم الاثنين. وخرج آلاف التونسيين الغاضبين يوم أمس في مظاهرات بعدة مدن، منها العاصمة تونس ومدن صفاقس وتاتوين ومدنين وبن قردان وبنزرت وسوسة والحامة والقصرين، شهد بعضها إطلاق قوات الأمن الغاز المدمع على المحتجين وضربهم بالهري. المبزع والغنوشي استقالا من الحزب الحاكم سابقا وتضم الحكومة المؤقتة -التي أعلن الوزير الأول تشكيلها - 24 عضوا، من بينهم ثلاثة من قادة المعارضة المعترف بها، وممثلون عن المجتمع المدني، وثمانية وزراء من حكومة النظام السابق. بالإضافة إلى الوزير الأول محمد الغنوشي احتفظ وزراء الدفاع والداخلية والمالية والخارجية بمناصبهم، وهم كلهم من قيادات الحزب الحاكم في عهد بن علي. وفي خطوة تهدف لتهدئة الأجواء في الشارع وامتصاص غضب الهيئات التي سحبت وزراءها، قدم الغنوشي والرئيس التونسي بالوكالة فؤاد المبزع استقالتيهما من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. طرد زين العابدين بن علي من الحزب من جهة أخرى أعلن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي طرد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعدد من مستشاريه، وكذا رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) عبد الله القلال، كما طرد كافة أعضاء مكتبه السياسي. وشمل قرار الطرد أيضا وزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم، واثنين من أقرباء بن علي هما صهره (زوج ابنته) محمد صخر الماطري، وبلحسن شقيق زوجته ليلى الطرابلسي. مرجان ترك قمة شرم الشيخ وفي خطوة غير متوقعة، غادر وزير الخارجية التونسي كمال مرجان القاهرة عائدا لبلاده الأربعاء ، قبل بدء القمة العربية الاقتصادية الثانية في شرم الشيخ. كان مرجان وصل إلى القاهرة قادما من شرم الشيخ في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وفوجئ العاملون بالمطار بوجوده ضمن ركاب الرحلة المتجهة إلى تونس، وفي وداعه أحد أعضاء السفارة، حيث أنهى إجراءات سفره وسط الركاب دون أن يستخدم صالة "كبار الزوار". ورفض مرجان التعليق حول سبب عودته المفاجئة إلى تونس وعدم رئاسة وفد بلاده في القمة العربية.