في الكلاسيكو الأشهر في عالم كرة القدم حيث يتواجه فريقان لدى كل منهما القدرة على الإطاحة بالآخر، يلتقي ريال مدريد متصدر الدوري الأسباني الذي لم يخسر أي مباراة منذ بداية الموسم الحالي مع برشلونة حامل اللقب في العامين الأخيرين في أحضان ملعب الأخير "كامب نو" بإقليم كتالونيا. تتجه أنظار عشاق كرة القدم مرتين إلى الكلاسيكو الأشهر ولكن المواجهة الأولى بين الفريقين هذا العام قد تبدو مختلفة للمتابعين فنادي العاصمة الأسبانية بات تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو المدرب السابق لفرق إنتر ميلان الإيطالي تشيلسي الإنجليزي وبورتو البرتغالي والذي طالما أذاق برشلونة كؤوس العذاب. "جوزيه فليكس ماريو دوس سانتوس مورينيو" هو مترجم المدرب الإنجليزي السير بوبي روبسون الذي أشرف على برشلونة في الفترة من يوليو 1996 وحتى يوليو 1997 بعد رحلة عطاء طويلة ضمت ناديي فولهام وإبسويتش تاون الإنجليزيين ومنهما إلى المنتخب الإنجليزي ثم آيندهوفن الهولندي وسبورتينج لشبونة البرتغالي ثم جاره بورتو الذي ودعه لخوض تجربته المتميزة في إقليم كتالونيا ليعود من جديد إلى آيندهوفن منه إلى نيوكاسل الإنجليزي. المدرب روبسون قرر أن يصطحب معه مورينيو من ناد إلى آخر حتى رسا الاثنان في "كامب نو" ومن هنا بدأت العلاقة بين المترجم وبين أبناء كتالونيا فحققوا في عهده إنجازات كبيرة فخلال فترة تألق الأسطورة البرازيلية "رونالدو" فقررت إدارة النادي التمسك بمترجمها ومنحه الفرصة الأولى للانطلاق في عالم تدريب كرة القدم. مورينيو الذي فشل كلاعب كرة قدم بات مساعد مدرب أحد أشهر وأكبر أندية العالم، الرجل الذي ينتمي لأسرة متواضعة من الطبقة المتوسطة بات مترجما لشفرات أندية الدوري الأسباني بعدما كان حلقة الوصل بين المدرب ومعاونيه وبدأ حلمه يرى النور ولكن بصيرته الثاقبة لم تكن لترى مستقبلا مشرقا أصبح فيه أغلى مدربي العالم وأكثرهم إثارة للفضول والتفكير. وأصبح مورينيو مدربا للألماني لويس فان جال في تدريب برشلونة في الفترة من 1997 وحتى 2000 ونجح مع مدرب بايرن ميونيخ الحالي في الفوز بألقاب كأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي والدوري الأسباني وغيرها من البطولات المؤثرة لتلفت الأنظار إليه فالمترجم بات صاحب رؤية ثاقبة في فنون كرة القدم وأصبحت خبرته أكبر وأشمل وربما سيكون له شأن آخر. ومع بداية القرن الجديد، أصبح الحلم حقيقة وجلس مورينيو على مقعد المدير الفني للمرة الأولى في حياته مع بنفيكا البرتغالي ولكن القدر لم يحالفه ليحقق الإنجازات فبعد تسع مباريات فقط قدم الرجل استقالته بسبب مشاكل في مجلس إدارة النادي، فانتقل للإشراف على الجار يونياو ليريا وقاده إلى المركز الخامس في الدوري لأول مرة في تاريخ النادي وفي يناير 2002 رحل الحالم إلى بورتو ومن هنا بدأت المسيرة الجادة. رغم قيادته لبورتو في نهاية الموسم، نجح مورينيو في قيادة الفريق إلى المركز الثالث في الدوريس وفي العام التالي حقق معه لقب كأس الاتحاد الأوروبي على حساب سلتيك جلاسكو، وبعد عام قاده إلى الحلم الأوروبي والتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأول في تاريخ النادي الذي قهر موناكو بثلاثية نظيفة في نهائي البطولة الأغلى في القارة العجوز. كانت أولى المفارقات بين علاقة مورينيو ببرشلونة في دوري أبطال أوروبا موسم 2003-2004 أثناء قيادته لبورتو حيث فشل في تخطي ريال مدريد ذهابا وإيابا في دور المجموعات، بينما خرج النادي المدريدي من البطولة على يد موناكو، وعند لقاء مورينيو بالنادي الإيطالي أطاح به وكأنه لا يهتم كثيرا بالشئون الداخلية في أسبانيا وبالعلاقة بين الريال والبارسا. وفي 2004 فتح الدوري الإنجليزي أبوابه لاستقبال رجل من طراز خاص جاء من البرتغال ليقود تشيلسي الذي غابت عنه بطولة الدوري منذ نصف قرن وحصل مورينيو وقتها على راتب سنوي قدره 4.2 مليون جنيه إسترليني ليبدأ مشواره كأحد أبرز المدربين وأعلاهم أجرا. وفي أول لقاء مع الجماهير الإنجليزية قال مورينيو في مؤتمر صحفي "أرجوكم لا تعتبروني متغطرسا أنا مجرد منافس أوروبي وأعتقد أنني رجل خاص" وهو اللقب الذي أطلق عليه فيما بعد "الرجل الاستثنائي" الذي وصل إلى إنجلترا ليقود البلوز إلى البطولات. وفي الموسم الأول صعد أبناء النادي اللندني على منصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي ليبهر مورينيو الجميع وتبدأ مراحل الحسم ويسطر تاريخ كرة القدم تاريخ مدرب جديد جاء من بعيد ليمني النفوس ويبتعد. وفي الموسم التالي حافظ مورينيو على الإنجاز وتوج تشيلسي مجددا بالدوري، ولكن هذا العام شهد ثاني محطات الصراع بين الرحيل الخاص وبين ناديه القديم برشلونة. التقى تشيلسي مع برشلونة في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا ونجح الفريق الكتالوني بقيادة مدربه فرانك ريكارد في الفوز بالمباراة على ملعبه "كامب نو" بهدفين لهدف أحرزهما ماكسي لوبيز وصامويل إيتو ولكن مورينيو لم يكن ليترك الأمور تسير في هذا الاتجاه فقرر توجيه اللطمة إلى إقليم كتالونيا. شهد اللقاء حالة طرد للإيفواري ديدييه دروجبا مهاجم تشيلسي فقال مورينيو للصحفيين "استمعت إلى مدرب برشلونة وهو يتحدث مع حكم اللقاء أندريس فريسك بكلمات لطيفة داخل غرفة الملابس فيما بين شوطي المباراة وأطالب الاتحاد الأوروبي بأن يتخذ قرارا ويمنحني الحكم الإيطالي بيرلويجي كولينا في لقاء الإياب في ستامفورد بريدج لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص" وهو ما حدث بالفعل. وفي أحضان ملعب تشيلسي هب رجال مورينيو للانتقام من برشلونة ونجحوا في تسجيل ثلاثة متتالية بأقدام جودينسون ولامبارد وداف وسط احتفال صاخب من مترجم البارسا السابق وهو ما أثار حفيظة جماهير كتالونيا التي انتظرت حتى تمكن الموهوب البرازيلي رونالدينيو من تسجيل هدفين ليقترب ناديه من دور الثمانية لكن جون تيري أبى أن يحدث ذلك فسجل هدفا في الدقيقة 72 أشعل حماس مورينيو وتأهل البلوز لربع نهائي الحلم الأوروبي. وفي موسم 2005-2006 كان موعد لقاء جديد بين مورينيو وريكارد ولكن الأخير نجح وقتها في الفوز باللقاء بل وعبور البطولة إلى منصات التتويج بالفوز على أرسنال في النهائي بهدفين دون رد أحرزهما إيتو وبيليتي. ولكن لقاء الذهاب على ملعب "ستامفورد بريدج" في فبراير 2006 شهد ثالث مفارقات مورينيو مع برشلونة حيث طلب المدرب من العمال أن يفسدوا أرضية الملعب وبعد انطلاق المباراة سجل تياجو موتا لاعب برشلونة في تسجيل هدف في مرماه (دق 59) ليمنح مدرب البلوز فرحة عارمة ولكن "السحر انقلب على الساحر، عندما سجل تيري هدفا في مرماه (دق 71) ليتعادل الفريقان ثم نجح إيتو في تسجيل الهدف الثاني (دق 80) ليفوز فريقه الكتالوني على ملعب مورينيو الذي أفسده. وشهد هذا اللقاء قدوم نجم من عالم آخر لاعب أرجنتيني جاء من صفوف الناشئين ببرشلونة هو ليونيل ميسي تسبب في طرد ديل هورنو لاعب الفريق اللندني وتلاعب بدفاع تشيلسي يمينا ويسارا واخترق الجميع ليسدد كرات قوية من خارج منطقة الجزاء ويلفت أنظار مورينيو إلى أن هناك خطرا جديد وساحر جديد في صفوف البارسا. وفي لقاء الإياب على ملعب "كامب نو" سجل رونالدينيو هدف التقدم لبرشلونة في الدقيقة 79 لتضيع أحلام مورينيو ولكن لامبارد رفض دموع مدربه وفاجأه بهدف في الدقيقة 90 من ركلة جزاء لم تفعل شيئا سوى أنها حافظت على هيبة المدرب الاستثنائي في ملعب الخصم العنيد. وفي موسم 2006-2007 بات مورينيو قريبا من الرحيل عن تشيلسي ولكنه أبى أن يغادر دون بطولات فحقق للبلوز ألقاب كأس رابطة الأندية الإنجليزية "كارلينج كب" وكأس الاتحاد الإنجليزي تاركاً الدوري إلى مانشستر يونايتد بقيادة المدرب الاسكتلندي المخضرم السير أليكس فيرجسون. وفي دوري أبطال أوروبا بنفس الموسم كان مورينيو مستعدا للانتقام من رفاق ميسي ونجح في الفوز بلقاء الذهاب بدور المجموعات للبطولة على ملعب "ستامفورد بريدج" بهدف سجله دروجبا، وفي لقاء الإياب على ملعب "كامل نو" جاء التعادل في الدقيقة الأخيرة بأقدام النجم الإيفواري أيضا ليهبط المترجم السابق إلى أرضية الملعب في لقطة استفزازية جديدة لجماهير البلوجرانا. وفي بداية موسم 2007-2008 قرر مورينيو إنهاء مسيرته مع تشيلسي حاملا أمتعته إلى إنتر ميلان الحالم بالعودة مجددا إلى البطولات على أيدي المترجم السابق، ووقع الرجل الاستثنائي عقدا لمدة 3 سنوات مع النادي الإيطالي بدأ في يونيو 2008. وكعادته في الموسم الأول حقق مورينيو لقب الدوري الإيطالي مع الإنتر ليلعب في الموسم التالي بدوري أبطال أوروبا ويمهد الطريق أمام مواجهات جديدة مع برشلونة. وفي موسم 2009-2010 واجه الإنتر برشلونة مرتين في دور المجموعات انتهت الأول بالتعادل بهدفين لكل فريق على ملعب "جوسيبي مايتزاه" وفاز البارسا في اللقاء الثاني بهدفين دون رد على ملعب "كامب نو" ولكن القدر لم يشأ لينهي مواجهات الفريقين بالموسم ذاته حيث عبر الفريقان إلى الدور نصف النهائي ليتقابلا سويا. وفي لقاء الذهاب على ملعب الإنتر فعلها أبناء مورينيو وجهوا لطمة من العيار الثقيل إلى برشلونة بهزيمتهم بثلاثة أهداف لهدف حيث تقدم للفريق الأسباني بيدرو رودريجيز في الدقيقة فتعادل ويسلي شنايدر ثم سجل مايكون الهدف الثاني وتبعه جابرييل ميليتو بالهدف الثالث. وفي لقاء الإياب على ملعب أبناء كتالونيا بقيادة مدربهم الشاب جوسيب جوارديولا كان التعادل هو السمة المخيمة على المباراة لكن جيرارد بيكي نجم البارسا سجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، والنتيجة في النهاية لصالح مورينيو الذي نزل إلى أرض الملعب وتصرف بطريقة جنونية دفعت فيكتور فالديز حارس البارسا إلى الاحتكاك به في لقطة لا ينساها التاريخ. وفي نهائي دوري الأبطال فاز الإنتر على بايرن ميونيخ ليحقق الرجل الاستثنائي مهمته مع فريقه الجديد الذي قاده أيضا إلى الفوز بالدوري الإيطالي مجددا وكأس إيطاليا في ثلاثة نادرة الحدوث في كرة القدم ومن هنا جاءت لحظة فارقة جديدة قرر المترجم السابق العودة إلى أسبانيا للإشراف على النادي الملكي ريال مدريد "الغريم التقليدي لبرشلونة". عند قدومه إلى "سانتياجو بيرنابيو" ملعب ريال مدريد تعاقد مورينيو مع لاعبين شباب من عينة مسعود أوزيل وسامي خضيرة وبدأ الأمل يدب في قلوب عشاق نادي العاصمة ليعودوا إلى التتويج على منصات البطولات ولا يزال الحلم قائما. ويتصدر ريال مدريد الدوري الاسباني برصيد 32 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن الغريم التقليدي برشلونة وستكون مواجهة الفريقين بمثابة خطوة هامة على طريق تحقيق اللقب، فالنادي المدريدي لم يخسر أي مباراة حتى الآن بينما خسر الفريق الكتالوني مباراة واحدة أمام إيركوليس في الجولة الثانية من البطولة. الكلاسيكو بلغة الأرقام: 4 مليار دولا على أرض ملعب "كامب نو" مساء الاثنين متمثلة في أسعار أبرز نجوم العالم من الفريقين برشلونة لم يخسر من ريال مدريد منذ 936 يوما آخر 27 كلاسيكو: فاز البارسا 18 مرة والريال مرتان وتعادل الفريقان سبع مرات جوارديولا مدرب البارسا لم يخسر مرتين أمام مدرب واحد وقد خسر مرة مسبقة أمام مورينيو رونالدو لم يسجل في مرمى برشلونة أبدا ميسي سجل 7 أهداف في مرمى ريال مدريد مورينيو لم ينتصر أبدا على برشلونة في خمس مباريات على ملعب "كامب نو" المباراة الأهم في عالم كرة القدم في تمام الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش الحادية عشرة بتوقيت المملكة العربية السعودية العاشرة بتوقيت القاهرة. شارك برأيك هل ترجح فوز ريال مدريد أم برشلونة في مواجهة مورينيو وجوارديولا وأخرى بين ميسي ورونالدو