لا أحد يستطيع أن ينكر أن الكابتن حسام البدري مدرب قدير، حقق مع الأهلي أيام مانويل جوزيه كمدرب عام، العديد من البطولات، وحقق كمدير فني الدوري العام الموسم الماضي إضافة إلى كأس السوبر المصري، ووصل للمباراة النهائية لبطولة كأس مصر وخسر بضربات الترجيح، كما وصل للمربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا وخرج كما نعلم جميعاً بظلم تحكيمي بيّن.. ولكن تعثر البدري بعد بطولة أفريقيا والأداء الهزيل الذي يؤديه الفريق طوال المباريات الماضية له ما يبرره. في بداية توليه المسئولية أشرك البدري مجموعة من الشباب الصاعدين في الأهلي، واستطاع بهم أن يحصل على الدوري، وبعد تعاقد الأهلي مع غالي وشوقي قرر البدري الاستغناء عن هؤلاء الشباب سواء لأندية أخرى (عبد الله فاروق، شبيطة، أحمد علي) أو جلوسهم على دكة البدلاء لتضاؤل فرصة مشاركتهم في المباريات (أحمد شكري، عفرتو، سعيود، شبانة) وذلك لأن البدري بالطبع كان لا يستطيع الوقوف في وجه النجوم الكبار بألا يشركهم في المباريات، إلى جانب تفضيله لمجموعة من النجوم على آخرين للدرجة التي كانت تجعله يشركهم حتى لو كانوا بعيدين عن مستواهم. وعندما ثار الشباب على البدري كان في البداية يتحجج بالقائمة الأفريقية، وبعد انتهاء البطولة لم يجد ما يبرر به تفضيله للنجوم على حساب الشباب، وفي المرة التي فكر فيها في إشراك عنصر شبابي كان في مباراة مهمة وهو لقاء الإسماعيلي عندما أشرك الصاعد محمد عبد الفتاح "بدلاً من أحمد السيد"، ونظرا لعدم خبرته أو اشتراكه مع الفريق الأول من قبل تسبب عبد الفتاح في إحراز الإسماعيلي هدفين من الجهة التي كان يشغلها. ونظراً لاعتماده على النجوم لم يجرؤ البدري أن يلعب بظهير أيسر بدلاً من سيد معوض المصاب، فهل يُعقل أن يلعب الفريق أربع مباريات بدون ظهير أيسر صريح؟! أعتقد أن من أساسيات علم التدريب وبأي طريقة يلعب بها المدرب هي وضع ظهيرين (جناحا الفريق) ثم البناء عليهما في الدفاع والوسط والهجوم دون التخلي عن أي عنصر منهم، وأتساءل: ألم يفطن البدري أن لديه جناحاً مكسوراً في الفريق فيعالجه، فتارة يلعب في اليسار شريف عبد الفضيل، وتارة بركات، وتارة أحمد حسن قبل إصابته، وهو ليس مركزهم، ثم أين هجوم الأهلي الذي اختاره البدري، أليس هو من اختار فرانسيس وغدار وفضل، وصعد بطلعت من فريق الشباب؟! وأين الجُمل التكتيكية التي يتدرب عليها الفريق، فلم نشاهد جملة فنية يلعب عليها الفريق طوال الفترة الماضية، بل تشعر وأنت تشاهد الأهلي في مبارياته الأخيرة بأن اللاعبين ينزلون إلى أرض الملعب دون حماس، وكأن البدري يدفعهم لمعركة دون أسلحة، ليس لديهم طموح ورغبة في الفوز بالدوري، أضاعوا الكثير من النقاط في تعادلات كثيرة، وكان يمكنهم أن يكونوا على قمة الدوري بفارق كبير عن المنافس التقليدي لهم، وفوق كل هذا وذاك شمّتوا فينا فرقاً لم تحقق بطولة منذ 6 سنوات، وأخرى تعتقد أن الفوز على الأهلي هو الفوز بالدوري الذي لم يفوزوا به سوى 3 مرات طوال تاريخهم، ثم كانت الطامة الكبرى هي شتمنا من أولئك ال..... ومعايرتنا بالهزيمة من الإسماعيلي، ونسوا هزائمهم على مدار 5 سنوات وخروجهم من بطولة كأس مصر عام 2009 على يد فريق درجة ثالثة هو فريق مركز شباب بني عبيد، ولكن من نكد الدنيا أن ترى أولئك وهؤلاء يتطاولون على الأهلى لمجرد كبوة. لقد أراح البدري واستراح بتقديمه لاستقالته قبل فوات الأوان حتى لا يفقد الفريق بطولته المفضلة التي يطمح اللئام في اقتناصها، فقد حان الوقت للبحث عن موطن الخلل بالفريق لإصلاحه، والذي يبدو أن البدري فشل حتى الآن في معرفته.