من المؤكد ومما لاشك فيه أن الأهلي دائما يلعب علي البطولة بما يضمه النادي من إمكانات هائلة ونظام موحد سواء كان إداريا أو ماليا, وحلم أي لاعب أن يرتدي الفانلة الحمراء. من شعبية كبيرة, ومن المؤكد أيضا بأن رحيل المدير الفني السابق للأهلي مانويل جوزيه عن تدريب الفريق الكروي كان بمثابة الصدمة لجماهيره لما حققه من انتصارات ليس فقط علي المستوي المحلي بل أيضا علي المستوي الإفريقي, ولذلك كانت أية مهمة لأي مدرب سواء كان مصريا أو أجنبيا شاقة للغاية بأن يتولي المهمة عقب رحيل البرتغالي جوزيه. ولم تجد إدارة النادي سوي حسام البدري الذي عمل مع جوزيه كمدرب عام لتولي تدريب الفريق الكروي الأول بدءا من هذا الموسم(2009 2010) ورغم ما حققه البدري من نتائج جيدة للغاية حتي وتربعه علي قمة الدوري منذ الأسبوع الرابع وقبل انطلاق منافسات الجولة ال16 للمسابقة اليوم.. وهو ما يعد شيئا إيجابيا للغاية للبدري إلا أن جماهير الأهلي دائما ما تضع مقارنة بينه وبين جوزيه وقد لا ترضي دائما علي أداء الفريق خاصة في مباريات الدور الثاني الذي فقد فيه الأهلي حامل اللقب 9 نقاط كاملة! ولكن تلك المقارنة بين الاثنين صعبة للغاية لعدة أسباب أولها أن جوزيه كانت مطالبه مستجابة وعلي الفور ويكفي أنه تعاقد مع أفضل اللاعبين محليا ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر خلال سنوات عمله أحمد حسن ومحمد ابو تريكة ومحمد بركات وسيد معوض ومن الأجانب الثنائي الأنجولي فلافيو وجيلبرتو بالإضافة إلي الراتب الكبير الذي كان يتقاضاه جوزيه والذي وصل إلي85 مليون يورو( ما يساوي700 ألف جنيه مصري) شهريا, في حين راتب البدري حاليا لا يتجاوز60 ألف جنيه شهريا!! فتلك الأمور سواء استقدام أفضل اللاعبين والراتب كفيلة لأي مدرب أن يحقق المستحيل للأهلي, ومع ذلك لم يقدم جوزيه المستوي المطلوب من الفريق بمنافسات الدور الثاني لمسابقة الدوري وحسم درع الدوري بالمباراة الفاصلة التي أقيمت أمام الإسماعيلي, كما أنه لم ينجح في الحفاظ علي لقب دوري أبطال إفريقيا عندما خرج من دور ال16 بتعادله أمام كانو بيلارس بطل نيجيريا(1 1) ذهابا وتعادل علي أرضه(2 2) وخرج ليكمل المشوار في كأس الاتحاد ويخرج أمام سانتوس الأنجولي بفوزه ذهابا بالقاهرة(3/ صفر) وخسر بنفس النتيجة إيابا وخرج بركلات الترجيح. حسام البدري تأهل إفريقيا إلي دور ال16 علي حساب فريق المدفعجية بطل زيمبابوي ومحليا مازال يتربع علي قمة الدوري برصيد53 نقطة وخلال15 مباراة من منافسات الدور الأول فقد فقط10 نقاط من خلال5 تعادلات أمام حرس الحدود(1 1) والمصري(1 1) والاتحاد(1 1) والزمالك( صفر صفر) والاسماعيلي(1 1) وفاز في10 مباريات علي حساب المحلة واتحاد الشرطة وطلائع الجيش وبترول أسيوطوالمنصورة وإنبي وبتروجت والمقاولون العرب والجونة والإنتاج الحربي. ورغم أن البدري فقد9 نقاط من9 جولات في مباريات الدور الثاني عندما خسر أمام المحلة( صفر 2) وتعادله أمام حرس الحدود(1 1) وطلائع الجيش(2 2) والمقاولون العرب(1 1) إلا أن الأهلي مازال في الصدارة بفارق6 نقاط ولديه مباراة مؤجلة أمام المنصورة يوم20 الجاري. وللحقيقة فإن إدارة الأهلي لم تستقدم أي لاعب سوبر خلال هذا الموسم حيث تعاقدت مع وائل شفيق ومحمد خلف وفرانسيس والحارس شريف إكرامي والأول والثاني( شفيق وخلف) استغني عنهما الأهلي, كما تعرض البدري لضغوط كبيرة للإبقاء علي أسامة حسني لعلاقة النسب التي تربطه مع أحد المسئولين الكبار بالأهلي!! رغم أنه من المفترض بأن يكون القرار الأخير للبدري لأنه المسئول عن النتائج وتحقيق البطولة لجماهير الأهلي, كما أن البدري قد يتحمل جزءا كبيرا من صمته في ظل تدخل البعض في اختصاصاته والمشاكل التي فعلها محمد طلعت وعفروتو في فريق20 سنة فالأول يتعامل بكبرياء ويرفض التدريب مع الناشئين والثاني وهو عفروتو تمرد علي الأهلي عندما ألقي فانلة الفريق. هذا بالإضافة إلي المستوي المتذبذب لحارسي المرمي أحمد عادل عبد المنعم وشريف إكرامي برغم أن الثاني دفع الأهلي له مليون جنيه للجونة نظير انتقاله للقلعة الحمراء, وماذا يفعل البدري في ظل المستوي الضعيف الذي يظهر عليه الآن عماد متعب, والمفترض أن يكون المهاجم السوبر بالفريق, وماذا يفعل أيضا عندما يطلب أحمد حسن أن لا يشارك لداعي الإصابة ويعلم فيما بعد أنه ليس مصابا, فما فعله البدري حتي الآن يعتبر نتائج جيدة للغاية في ظل تلك الظروف الصعبة.. ولهذا من الصعب أن نضعه في مقارنة مع البرتغالي جوزيه.