بتكلفة انتاجية تعتبر الأعلى في تاريخ الانتاج السينمائي الهوليوودي والتي وصلت إلى ربع مليار دولار أمريكي قدم المخرج "ديفيد ياتس" فيلمه الاخير "هاري بوتر ومقدسات الموت" من خلال نفس أبطال الأجزاء الست الفائتة والتي اعتمدت على الرواية التي كتبتها الكاتبة "جيه كيه رولينج" التي كتبت الاجزاء السبعة من الرواية التي تدور أحداثها في عالم من الغموض والسحر بين هاري الساحر المراهق - عنصر الخير - الذي درس في مدرسة "هوجورتس" ومحاربته للسحر - الشر - الذي يمثله فولدمورت، كتب السيناريو للفيلم "ستيف كلوفز" تدور احداث الفيلم كتكملة للأحداث السابقة للرواية والتي قدم كل جزء منها في فيلم منفصل إلا أن هذه المرة نشاهد الجزء السابع مقسما على جزءين منفصلين الأول عرض الأحد 21-11 بالقاهرة وكان قد تأجل عرضه عن أمريكا بسبب إجازات عيد الأضحى المبارك ومن المقرر عرض الجزء الاخير من الرواية والفيلم معا في العام القادم. دارت الاحداث في عدد من المدن الانجليزية وعلى رأسها لندن العاصمة، وسط الغموض وكشف اسرار السحر والصراع الدائر بين هاري بوتر وفولدمورت، الا أن القصة استهدفت شريحة بعينها وهى المراهقين لان الرواية تخلو من محاكة الإحداث الواقعية للوصول إلى الخيال والصراع الدائر بين الشخصيات في جو اشبه بالاجواء الاسطورية، وبالرغم من ان متعه قراءة هذه القصص الخيالية يعطي بعدا اخر من تخيل الاحداث الا أن الفيلم يعتبر رؤية مكملة لعدد من التفاصيل التي لا يصل إلى لب القارئ، لذلك يعتبر كل من الرواية المكتوبة والفيلم جزءا واحدا، كل منهم مكمل للاخر . فعالم السحر الذي ندخل فيه مع الكاتبة الانجليزية جيه كيه رولينج يبتعد عن ارض الواقع بكثير الا أنه يحاكي العقل الخيالي وكما أنه ممتع لدرجة بعيدة جدا ومما لا شك فيه أن الفن السينمائي هو فن الامتاع البصري لذلك كان للمخرج ديفيد ياتس دور كبير في إخراج هذه الرؤية الابداعية التي قدمها من خلال فيلمه والتي لم تخلو من الاثارة والمتعة والتشويق. إلا أن هذا الجزء تحديدا ظهر به عدد من المشاهد الكوميدية التي جعلت دار العرض تضج بالضحك والابتسامات إما بسبب تصرفات رالف فينيس المستغربة على طول الخط او بسبب العفريت دوبي. بالرغم من ان الحكم على هذا الفيلم قد يكون مبكرا لأنه يعتبر جزءا من الرواية الأخيرة إلا أنه كان ممتعا وننتظر المزيد من الامتاع في الجزء الاخير من الفيلم للجزء الاخير من الرواية التي نجحت نجاحا ساحقا في ارجاء العالم كله. دانيل رادكليف - هاري بوتر تطور مذهل في الاداء التمثيلي فبدءاً من الاجزاء الاولى كممثل صغير في السن والخبرة معا ليكمل مسيرته الفنية في تجسيد دوره السينمائي الذي ارتبط باسمه فهذه الملامح علقت في ذهن المشاهد بشخصية هاري بوتر الساحر المراهق. ليؤكد رادكليف في هذا الجزء تحديدا نموه ليس فقط الجسماني أو العقلي بل الفني ايضا من خلال عدد من المشاهد الاساسية في هذا الجزء الا أنه استطاع ان يمزج بين الغموض والدراما والتراجيديا في اخر مشاهد الفيلم، مشيرا إلى أن لدية القدرة على تجسيد عدد اخر من ادوار البطولة السينمائية فيما بعد بعيدا عن سلسلة هاري بوتر التي لم يتبق فيها سوى جزء واحد. إيما واطسون العلاقة التي جمعت بين هذه النجمة الهوليوودية وهاري بوتر - كرواية - هى علاقة ناضجة جدا من الناحية الفنية فملامحها القادرة على التجسيد الجيد للشخصية التي لعبتها في سلسلة الافلام السابقة للرواية اكدت انها قادرة على المزج بين الوان الدراما المختلفة، فهى حقا في طريقها إلى عالم الشهرة والنجاح والتفوق في لتجسد أدوارا مختلفة عن هاري بوتر . المستغرب - رالف فينيس جسد فينيس كعادته الدور بعبقرية مميزة فكان هو المصدر الاساسي للضحك من تصرفاته المدهشة وما يدور من حوله من احداث ومواقف. خيال الظل والرؤية الاخراجية الفيلم بشكل عام يطرح فكرة شديدة العمق وهى أن الموت من المقدسات الاساسية لا يمكن الهروب منه من خلال القصة التي رواها احد ابطال الفيلم مستخدما المخرج فن خيال الظل ليروي رواية "الاشقاء الثلاثة" الذين حاولوا الهروب من الموت الا أنهم لم يفلحوا على الاطلاق فمنهم من انتحر ليلحق بأخيه ومنهم من فدى ابنه والثالث ترك قلبه لامراة بالرغم من ان خيال الظل من الفنون التي اوشكت على الانقراض الا انه تم توظيفه في الفيلم بعبقرية شديدة بالإضافة إلى أنه جعل من القصة التي يعرفها الكثير مشوقة إلى حد كبير. بالرغم من ان الفيلم اعتمد فى بعض مشاهده الاساسية على نوع من الرعب إلا أن العنصر الاساسي الذي لعب عليه المخرج ديفيد ياتس هو عنصر التشويق الذي يتسلل من بداية الفيلم إلى عقل المشاهد وحتى مشهد النهاية الذي تصل إليه بعد ساعتين و26 دقيقة. الموسيقى التصويرية من أهم العناصر السينمائية الإمتاع البصري ولا يمكن اغفال العنصر الاساسي في سلسلة هاري بوتر وهو عنصر شديد القوة مكمل للرؤية البصرية من مؤثرات سمعية أو موسيقية موظفة بدقة شديدة جدا من خلال المشاهد المتسلسلة في إطار من الغموض والتشويق. رأى النقاد العالميين " "اذهبوا لمشاهدته او لا تذهبوا، لن يغير كلامي شيئاً.. الفيلم اروع من الوصف"... الناقد جيف مايرز - جريدة مترو تايمز " "بكل المقاييس، مقدسات الموت فيلم تشويق من الطراز الاول والافضل في السلسة حتى الان".. كلير مارتين - جريدة دينيفر بوست " "إخراج دافيد ياتس منح الفيلم القوة المطلوبة... الاجواء سوداوية وقاتمة وأقرب إلى فيلم رعب وليس مغامرات".. نانسي شورنين - جريدة دالاس مورنينج نيوز " "الفيلم يعتمد على خلق الاجواء بكثافة أكثر من أى شئ آخر، لن تنتظر مشاهد الحركة، بل كيف يتم سرد الرواية بحرفية تامة".. الناقد روجر ايبرت - جريدة سيكاجو سن تايمز.