لم تعد الصحافة مهنة البحث عن المتاعب فقط، وإنما أصبحت في الآونة الأخيرة مهنة البحث عن المشاكل والصراعات، ليس فقط من أجل كشفها وتسليط الضوء عليها، وإنما من أجل تفجيرها أيضا داخل الوسط الصحفي نفسه. المعركة الجديدة التي بدأت رحاها بالأمس سوف تطول فصولها لفترة ليست قصيرة إلا إذا قام العقلاء في الجانبين بإخمادها في المهد.. وإليكم التفاصيل... لم تكد جريدة اليوم السابع تعلن عن حصولها على المركز الأول بين أفضل المواقع الإلكترونية العربية وفق تقييم مجلة "فوربس الشرق الأوسط" متفوقة على جرائد عريقة وأخرى سابقة عليها مثل الأهرام والدستور والمصري اليوم.. حتى قامت الأخيرة بالإعلان عن فوزها بالمركز الأول في نفس التصنيف ولكن وفق تقييم "مؤسسة الفكر العربي". المصري اليوم التي احتلت المركز ال 26 في تقييم "فوربس" بين 50 صحيفة عربية، قالت في عددها الصادر اليوم إن مؤسسة الفكر العربي أصدرت أمس تقريرها الثالث عن التنمية الثقافية، وتضمن قائمة لأفضل 20 موقعاً صحفياً عربياً، واحتلت صحيفة "الأهرام" المركز الثانى فى القائمة نفسها... (الأهرام احتلت المركز العشرين في تقييم فوربس)... ولا عزاء لليوم السابع. المصري اليوم لم تكتف بهذا بل أكدت أن هناك خطأ في طريقة تقييم "فوربس" وهو طريقة حساب عدد زيارات "المصري اليوم"، حيث اعتمدت "فوربس" على عدد مرات الدخول على الموقع التجريبي الجديد للجريدة، وأغفلت "بشكل غير متعمد" الموقع الأصلي الذي يحظى بمعدلات دخول مرتفعة تصل إلى 4 أضعاف الموقع التجريبى طبقاً لمؤشر "أليكسا"، الذى اعتمد عليه تقرير "فوربس". وهنا اندلعت المعركة.. فقد قام الموقع الإلكتروني لصحيفة اليوم السابع بالرد وبعنف على ما جاء في المصري اليوم.. كريم عبد السلام كتب يقول: "سقطة مهنية وأخلاقية فادحة ارتكبتها جريدة "المصري اليوم" في عددها الصادر الأربعاء، عندما عمدت إلى "فبركة" جائزة لنفسها، من مؤسسة ليس لها باع فى التقييم والإحصاء، وذلك لمجرد أن الزملاء بها لم يستطيعوا أن يستوعبوا فوز "اليوم السابع" بالمركز الأول فى تقييم مجلة "فوربس" العالمية باعتبارها أكثر المواقع العربية انتشارًا وتأثيرًا من بين 50 مؤسسة صحفية عربية، كما لم يستطيعوا استيعاب احتلال "المصرى اليوم" المركز ال26". وربط الكاتب بين الهجمة التي شنتها المصري اليوم على الأهرام مؤخرا بسبب صورة الرئيس مبارك في مباحثات السلام، وبين ما فعلته اليوم حيث اتهمها بفبركة الجائزة "المجهولة" على حد تعبيره وفجر كريم عبد السلام مفاجأة كبرى حينما أعلن أن مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم عضو في إحدى لجان تحكيم جوائز مؤسسة الفكر العربي أي أنه "أعطى الجائزة لنفسه" على حد تعبيره. أما محمد ثروت فقد عنون لمقاله ب "كذبة المصري اليوم" وقال فيه: "لم أتصور أو يخطر ببالي وخاطري أن يصل استهزاء صحيفة كانت لها مكانتها فى الساحة الإعلامية بقرائها إلى هذه الدرجة من الاستخفاف والتزوير كما فعلت الزميلة "المصرى اليوم"، فبدلا من أن تقوم الصحيفة الزميلة بتهنئة "اليوم السابع"على نجاحه فى اقتناص المركز الأول ضمن أقوى 50 موقعا عربيا فى تصنيف فوربس العالمى للمواقع الأكثر تأثيرا فى الشرق الأوسط، خرجت علينا "المصرى اليوم "بعد أسبوع كامل من النتيجة المشرفة للإعلام العربى والمصرى، لتزعم بأسلوب بدائى متواضع ومملوء بالأكاذيب أن فوربس العالمية أخطأت عندما صنفت "المصرى اليوم" فى المركز السادس والعشرين ولم تجد الصحيفة تبريرا لتلك المزاعم والأكاذيب سوى نشر تقرير محلى لمؤسسة الفكر العربى المعروفة بمجاملتها وعدم تخصصها فى التصنيف العالمى للمواقع الإلكترونية مثل مؤسستى فوربس واليكسا المعروفتين بالنزاهة والشفافية".