كتاب جديد يحمل عنوان "جريمة اغتيال الأسرى المصريين" للباحث الدكتور عبد الرازق سيد سليمان يكشف تفاصيل جديدة ومثيرة لجرائم قتل الأسرى المصريين.. ولكن هذه المرة من خلال مصدر إسرائيلي. فقد اعتمد المؤلف بشكل أساسي على رواية إسرائيلية كتبت عام 1960 تحت عنوان (حديث الأبله) وهي وثيقة أدبية إسرائيلية مهمة تناولت حزمة من القضايا الاستراتيجية والسياسية، على رأسها قضية الأسرى المصريين واغتيالهم فى حرب 1956 بدم بارد. حيث رصد الباحث كشفا مبكرا لعمليات اغتيال الأسرى المصريين التى شغلت الشعب المصري فى كثير من الفترات التاريخية اللاحقة، وخاصة حقب الثمانينيات من القرن الماضي بعد أن توالت شهادات الجنود والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا فى تنفيذ هذه العمليات القذرة مع تقادم الزمن. فى الرواية الإسرائيلية التى أتم د.عبد الرازق دراسة وترجمة لها، يقدم الأديب أهارون ميجد فصلا عن محاكمة عسكرية يمثل أمامها بطل الرواية.. من هذه المحاكمة، نعرف أن الجندي العبيط أو (الأبله) يحاكم بتهمة الامتناع عن تنفيذ أمر عسكري صدر له بقتل الأسرى الموجودين في المعسكر الذي كلف بحراسته، وأن القاضى وكل من حضر المحاكمة كانوا يستهجنون تردده فى تنفيذ عمليات القتل التي يتبين لنا من النص أنها كانت دورية ومتكررة. أحداث الرواية - كما عرضت لها صحيفة اليوم السابع - وقعت فصول منها بالفعل على أرض الواقع، مما يكسب النص أهمية مضاعفة، مع العلم بأن القضية تجددت عام 2007 حينما كشفت القناة الأولى بالتليفزيون عن الفيلم الوثائقي "شاكيد"، وفى عام 2010 أيضا حين قام وفد إسرائيلي بأعمال حفر فى فناء مدرسة بمحافظة الإسماعيلية بحجة البحث عن رفات جنود إسرائيليين، مما يدفعنا إلى المطالبة على الأقل بالمثل.. بالبحث عن رفات جنودنا الذين استشهدوا فى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي متن الكتاب أيضاً يوضح لنا الباحث رؤية الأدب الإسرائيلي لحرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر والثغرة، مروراً بمعاهدة السلام وحرب لبنان، ورؤية الأدب الإسرائيلي الحالية للشخصية الفلسطينية.. كما يتحدث عن نقاط ضعف فى المجتمع الإسرائيلي تتمثل فى افتقاد المجتمع الإسرائيلي لطبيعته الاجتماعية الإنسانية، مع افتقاره للانتماء، واستمرار الصراع بين ثقافة لغة الييدش الشرق أوروبية واللغة العبرية، ورفض الشباب اليهودي الذى تربى فى الغرب لسياسة إسرائيل، واستمرار الصراع بين العلمانيين والمتدينين. الباحث الدكتور عبد الرازق سيد سليمان يأمل فى النهاية أن تكون دراسته لبنة فى توصية للمجتمع الدولي للقصاص من مجرمي الحرب الإسرائيليين ووقف الاستيطان وهدم المنازل والاعتداء على المقدسات وتهويد القدس.