تتكون حاسة الشم لدى الطفل قبل أن يولد فعليا، فمنذ أن يكمل الجنين 28 أسبوعا، يصبح بمقدوره أن يشم داخل رحم الأم نفس الروائح التي تشمها هي في الخارج. وقد توصل العلماء إلى النتائج الخاصة بقدر الأجنة على الشم من خلال بعض الأبحاث التي أجريت على أطفال ولدوا قبل إتمام فترة الحمل كاملة. وفي إحدى الدراسات التي أجريت وضعت بعض ورقات النعناع أسفل أنف أكثر من طفل ناقص النمو. لوحظ أن الأطفال الذين أتموا 28 أسبوعا أو أكثر في رحم الأم هم فقط من استجابوا وأبدوا رد فعل عند شم النعناع، فمنهم من ابتسم ابتسامة خفيفة أو حاول مص ورقات النعناع أو حتى حرك رأسه مبتعدا، أما الأطفال الآخرين الأقل عمرا من 28 أسبوعا فلم تصدر عنهم أي استجابة. وتزداد حاسة الشم قوة لدى جنينك بفعل السائل الخاص الذي يسبح فيه داخل الرحم، نظرا لأن قدرتنا على الشم تصبح أقوى إذا انتقلت الرائحة عبر سائل (مثل مخاط الأنف). وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، تنتقل الروائح لطفلك بسهولة أكبر عبر الحبل السري، لذا فعندما تشمين الرائحة اللذيذة للدجاجة المشوية التي طهوتها على التو، تأكدي أن جنينك يشم هو الآخر نفس الرائحة.