حرصت شركة الإنتاج الفنلندية Nitro Games عبر السنوات الماضية على تقديم ألعاب مغامرات تدور أحداثها حول غزو بلدان غريبة والاستيلاء على طرق التجارة الخاصة بها من أجل التحكم فيها واستعمار بقاع جديدة من العالم. قدمت الشركة العام الماضي لعبة رائعة من هذه النوعية خرجت باسم East India Company وهي تدور حول الحرب من أجل التنافس التجاري بين عدد من القوى البشرية الجبارة. لم تخل اللعبة من الصراع حول الزعامة التجارية والقضاء على الأعداء والمنافسين من شركات جنوب شرق آسيا. أما لعبتنا الجديدة، فتدور أحداثها على شواطئ سواحل أمريكا الشمالية والجنوبية. بالرغم من أن لعبة Commander: Conquest of the Americas لا تعد استكمالا لما انتهت عنه اللعبة السابقة، فإن بينهما تشابهات عديدة وتشتركان في العديد من الخطوط الأساسية. من أهم عناصر الاختلاف التركيز على التقدم الاستعماري وتوسيع مساحة الأراضي التي يحوزها اللاعب من خلال التجارة والإدارة الحكيمة، بدلا من القتال والعراك. تبدأ اللعبة في القرن السادس عشر الميلادي تزامنا مع بدء الحركات الاستكشافية التي نتج عنها الوصول إلى "العالم الجديد". للاعب حرية اختيار بلد ما بين سبعة بلدان أوربية مختلفة من حيث يبدأ اللاعب السعي. لكل دولة ظروفها الخاصة التي تؤثر في اللاعب عند الغزو، فمثلا الغزو من فرنسا يكلف قدرا أكبر من المال لتجهيز الأسطول. أما أسبانيا، فهناك الوازع الديني الذي يبثه أبناء شعبها في اللاعب من أجل خوض التجربة بما فيها من مغامرة. مع كل الختلاف بين البلدان وعاداتها، لا تختلف طبيعة الرحلة التي يقطعها اللاعب. ما أن تطأ قدم اللاعب أرض أول مستعمرة فقيرة يقابلها، يبدأ في بناء كيانها الاقتصادي وتوسيعه، وكذلك مد حدودها حتى يضع يديه على أكبر مساحة ممكنة منها. يستعين اللاعب بعدد من الغزاة في بناء المدينة وحمايتها وسد حاجات سكانها من الغذاء والمساكن. من أهم مساعي اللاعب الكشف عن أهم ثروات الأرض الجديدة واستغلال خيراتها، ومن ثم إرسالها إلى موطنه الأصلي. وتزداد اللعبة تشويقا ومتعة كلما مر الوقت واكتسب اللاعب معرفة أكثر بقواعدها. ليس للاعب حق اختيار الدخول في الصراع، لكن المعارك العسكرية التي تدور في لعبة Conquest تحد منها الاتفاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والتجاري. يستمر التوسع في الأراضي ببطء في عملية منتظمة تتطلب التخطيط الجيد والإدارة الدقيقة. يواجه اللاعب العديد من التحديات أثناء اللعب، كما أن القوائم الإرشادية في اللعبة قد لا تقدم العون المطلوب. حتى أكثر الملمين بتلك النوعيات من الألعاب قد يواجهون صعوبات في التعامل مع كيفية تكوين طرق تجارية ومتابعة النمو الاقتصادي للمستعمرات الجديدة. لعبة Conquest لعبة فردية لا يمكن مشاركة أكثر من لاعب فيها. قد لا تشد المؤثرات البصرية والقوائم الإرشادية في اللعبة الكثير من اللاعب، لكن لا شك أنها لعبة مسلية تساعد اللاعب في قتل الملل و الفراغ.