أقرت الولاياتالمتحدة بأن بدء العمل في أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر، لا يحمل مخاطر أي استخدام عسكري نووي لهذه المنشأة، مشيرة إلى انه ذو استخدامات مدنية، وان عمله يقع تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمساعدة روسيا. وقالت وزارة الخارجية، في أول رد فعل أمريكي على الافتتاح، إن مفاعل بوشهر لا ينطوي على خطر الانتشار النووي بسبب دور روسيا في توفير الوقود النووي له واستعادته بعد استنفاده. يأتي ذلك فيما أبدت إسرائيل اعتراضها على بدء تشغيل مفاعل بوشهر ووصفته بأنه "غير مقبول على الإطلاق "، داعية إلى بذل المزيد من الضغوط الدولية لإجبار طهران على الكف عن تخصيب اليورانيوم. وجاء في بيان للخارجية الإسرائيلية " ليس مقبولا على الإطلاق أن ينعم بلد ينتهك بشكل صارخ المعاهدات الدولية بثمار استخدام الطاقة النووية". وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أليستر برت قد أعلن في وقت سابق أن بلاده لطالما احترمت حق إيران في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية، لكنه أكد على بقاء المخاوف من طبيعة البرنامج الإيراني. وأضاف أن المشكلة تكمن في رفض إيران التجاوب مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي، ومواصلتها تخصيب اليورانيوم ومشاريع الماء الثقيل بوصفها مشاريع سلمية. وأشار الوزير البريطاني في أول رد فعل على تشغيل المفاعل إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي لم يكن هدفها الحيلولة دون إنشائه. وكان التليفزيون الإيراني عرض لقطات على الهواء مباشرة لعلي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ونظيره الروسي سيرجي كيريينكو وهما يشاهدان مجموعة من قضبان الوقود النووي لإدخالها في المفاعل القريب من مدينة بوشهر المطلة على الخليج . وقال صالحي في مؤتمر صحفي :"رغم كل الضغوط والعقوبات والصعاب التي فرضتها دول غربية نشهد الآن بدء تشغيل أكبر رمز لأنشطة إيران النووية السلمية". ويقول مسئولون إيرانيون إن الأمر سيستغرق ما بين شهرين وثلاثة أشهر قبل أن تبدأ المحطة في توليد الكهرباء وأنها ستولد ألف ميجاوات وهي كمية ضئيلة بالمقارنة مع طلب إيران على الكهرباء والذي سجل في يوليو الماضي 41 ألف ميجاوات. وقامت روسيا بأعمال التصميم والبناء لمفاعل بوشهر الايراني وستزوده بالوقود ثم تتسلم قضبان الوقود المستنفد التي من الممكن استخدامها في صنع البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع أسلحة نووية وذلك لتهدئة لمخاوف غربية لها علاقة بالانتشار النووي. وجاء حفل تزويد المفاعل بالوقود بعد عقود من التأخيرات في بناء المفاعل الذي كانت شركة سيمينس الالمانية قد بدأته في السبعينات من القرن العشرين قبل اندلاع الثورة الاسلامية. وانتقدت واشنطن في وقت سابق من العام الحالي موسكو للمضي قدما في خططها المتعلقة ببدء تشغيل المفاعل رغم إصرار إيران القوي على المضي في برنامجها النووي. وأيدت روسيا قرارا رابعا صادرا عن مجلس الامن الدولي في يونيو الماضي بفرض عقوبات جديدة على ايران ودعت الجمهورية الاسلامية الى وقف تخصيب اليورانيوم الذي تخشى بعض الدول أن يؤدي الى امتلاكها أسلحة نووية. ويمثل تزويد المفاعل بالوقود حجر زاوية على طريق استخدام ايران التكنولوجيا التي تقول انها ستقلل من استهلاك وقودها الخام الوفير مما سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط والغاز والاستعداد لليوم الذي ستنضب فيه تلك الثروات الطبيعية.