التصوف فى الاسلام يعنى الزهد والقناعة والرضا والصدق والوفاء والأمر بالمعروف واتقان العمل والمراقبة الصادقة لله تبارك وتعالى وحب الانسان لأخيه الانسان والحرص على طلب العلم وعدم الصراع على الدنيا والأخذ بالأسباب الذى توصل لطاعة الله فإذا خل التصوف عن هذه الأفكار فهو بعيد كل البعد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالتصوف يعنى القرب من الله بكل ما يمكن العبد من ذلك وليس الصوفية فى نظر الانسان لبس ودروشة وطاقية خضراء والانتقال من مولد فلان الى فلان فهذا ما لا يقره شرع ولا يقبله عقل لأن المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ونحن فى هذه الأيام فى أمس الحاجة إلى تطبيق المعنى الحقيقى للتصوف حتى ننزع الحقد والكراهية والكذب والرشوة من نفوسنا حتى نكون بحق وصدق الأمة الخيرة التى قال الله فيها: "كنت خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فنحن فى أمس الحاجة إلى أن نهتدى بكتاب الله وسنة رسوله. ويكون التصوف بمعناه الحقيقى مستمداً من الفكر الحقيقى الذى تخلق به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يوصل فعلاً إلى مرضاة الله حيث يكون الرضا هو الشعار الأوحد والهدف الأسمى فى حياة الإنسان. وأقولها مرة ثانية ما نراه من ضياع للوقت ولباس مهلهل واختلاط الرجال بالنساء فى موالد الأولياء إن ذلك أضحوكة لا يقرها عقل ولا شرع ولا دين ولا خلق ولا إنسانية وإنما هذه الحياة إذا كانت على هذا النحو فهى أشبه ما يكون بحياة الحيوانات السائمة. فنسأل الله أن يجعلنا ممن يطبق شرع الله كما أمر الله وكما كان يفعل رسول الله وأصحابه.