حسام مصطفى إبراهيم - عيون ع الفن: تضمّنت حلقة "بلا رقابة" الأخيرة، التي تم تسجيلها مع الفنان سمير غانم، العديد من التصريحات الصادمة، التي دفعت معجبي غانم للتساؤل عن حقيقة ما صرح به من عدمه، وتسجيل اندهاشهم الشديد من تورط فنان كبير بحجمه، في مثل هذه الأفعال! فمثلا، هاجم سمير غانم مسرحية "المتزوجون"، وقال إنها بلا مضمون ولا هدف، على الرغم من الجماهيرية العريضة التي حققتها، والمتابعة الجيدة التي ما تزال تحظى بها حال عرضها على إحدى القنوات الفضائية!! وغرابة هذا التصريح، أن "المتزوجون" كانت من اللبِنات الأساسية التي صنعت صرح المجد الخاص بسمير غانم، بل إنها التجربة التي لم يتمكن غانم من تكرارها مرة أخرى أبدًا، ولم تحظ أيٌ من مسرحياته التالية بنصف شهرتها وتأثيرها وصداها!! فهل يدرك غانم ذلك، أم أنه يقول ما لا يؤمن به، أم أنه يبحث فقط عن الاختلاف، والغناء بعيدا عن السرب، حتى لو أدى ذلك به لإلغاء تاريخه الفني!!! وعندما سألته وفاء الكيلاني -مقدمة البرنامج- عن مدرسة الكوميديا التي ينتمي إليها، وهل هي مدرسة عبد المنعم مدبولي أم فؤاد المهندس أم نجيب الريحاني، قال غانم بكل تعال وغرور إنه ينتمي لجامعة سمير غانم! وكان الولاء لهؤلاء الكبار، والاعتراف بجميلهم عليه، ينبغي أن يُملي عليه إجابة أخرى، أكثر تواضعا، ولكن يبدو أن السؤال لم يفعل أكثر من أنه فجّر كوامن النرجسية لدى غانم، مما جعله ينزلق بلسانه، ويعترف بالتنكر لكل هؤلاء الرواد، الذين كان لهم الفضل عليه وعلى جميع أجيال الكوميديانات من بعده! وكانت أكثر اللحظات إحراجا، عندما واجهته المذيعة بحقيقة تخليه عن رفيق عمره، جورج سيدهم، في محنة مرضه، ولكن غانم نفى ذلك بإصرار، وقال إنها شائعات، وإنه دائم الوقوف إلى جواره، ويتأثر بشدة ويشعر بالمرض، عندما يرى حاله، وإن كان لا يدري ما الذي يمكن أن يقدمه له بالضبط! وعندما ذكرت المذيعة لغانم، تصريحات السيدة "ليندا" زوجة سيدهم، المنشورة في المصري اليوم، والتي قالت فيها إن غانم لم يقف إلى جوار زوجها، وانسحب من العرض المسرحي الذي كان يجمعهما معا، تحيّر غانم في الإجابة، وتكلم كثيرا بلا معنى، مما أظهر ارتباكه وعدم قدرته على دفع الإدانة!! أما أكثر اللحظات إيلاما، فكانت عندما كشف غانم، سر صديق عمره يونس شلبي، وعرّاه على الملأ، عندما أعلن في البرنامج أنه استضاف شلبي في آخر أيامه، وطلب من الجمهور التصفيق له، ثم أخذ يقلد سعادة شلبي بترحيب الجمهور، وعلّق قائلا: "يا حرام ما يعرفش إن أنا اللي أعطيت الأمر للجمهور لكي يصفق له، وكان فاكر إن الجمهور بيصفق له بجد "!! فلم يراع غانم رحيل شلبي عن عالمنا، ولا إمكانية أن يكون أبناؤه يشاهدون هذه الحلقة، ومقدار الألم الذي سيتسبب لهم فيه، ولم يهتم سوى بالظهور في صورة المُسيطر على جمهوره، والقادر على تحريكهم كما يشاء!!!