الكبرياء والبساطة يمتزجان في مدينة فاس الأثرية القديمة، فحيثما تطلعت إليها تقع عيناك على مآذن المسجد الذي يمثل أقدم جامعة عربية إسلامية، ولرؤية فاس لا يمكن إلا أن تغوص فيها عبر رحلة داخلية، فبصمات الحنين لا تزال مطبوعة هنا وهناك على هذه البوابة المزخرفة أو تلك السجادة الملونة أو تلك القبة الخضراء، وعندما تقوم بهذه المهمة ستبوح فاس لك بكل أسرارها. تتمتع مدينة فاس بالعراقة وقد وقع الاختيار عليها من قبل اليونيسكو لتكون احدي أهم المواقع التراثية في العالم. موقع المدينة: أكثر ما يميز مدينة فاس عن باقي المدن هو موقعها المتميز الذي يربط بين شمال المغرب بالشرق والغرب والجنوب، فهي تقع في الوسط الشمالي للمملكة المغربية علي مساحة 180 كم، ويبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة. تاريخ المدينة: تأسست مدينة فاس علي يد مولاي إدريس الثاني عام 808م، ثم أصبحت موطنا أساسيا للأندلسيين بعد سقوط دولة غرناطة أهمية المدينة: تعود أهمية مدينة فاس لدورها العلمي حيث توجد بها أقدم جامعة في العالم، استقطبت العديد من أهل العلم والأدب، ليتخرج فيها علماء أثروا العالم بعلمهم وفنهم أمثال ابن خلدون وابن ماجه. تصميم المدينة: تنقسم المدينة لثلاثة أقسام :- المدينة القديمة وتعرف ب"فاس البالي"، وفاسالجديدة التي بنيت في القرن الثالث عشر ميلادي، ثم المدينةالجديدة التي بناها الفرنسيون أثناء الاستعمار. ما يميز المدينة: تمتاز فاس بقصورها وأحيائها القديمة العامرة بالصناعات اليدوية المتوارثة، لتضفي علي المكان مزيداً من عبق التاريخ. حيث تفوح رائحة خشب الأرز والجلد لتنبهك أنك علي مقربة من حي الدباغين، وفيها أيضا تشاهد المدارس العتيقة ك"البوعنانية" ذات الساعة الشمسية التي أنشئت عام 1357م، ومدرسة "الصفارين" التي تعد شاهدا حيا على روعة الفن الإسلامي. وقبل الرحيل يمكنك شراء بعض الهدايا التذكارية من الصناعات التي تمتاز بها المدينة، مثل الشموع ذات الألوان المبهجة التي تباع عند ضريح مولاي إدريس الأصغر، أو يمكنك شراء مصحف مزخرف بماء الذهب من متحف البطحاء، وإذا كنت ترغب في حذاء علي الطراز القديم فيمكنك أن تراه بنفسك أثناء تصنيعه. فمدينة فاس تحتوي علي العديد من المعروضات التي توفر لك حرية اختيار ما ترغب في اقتناءه لتختار مابين الأواني الخزفية الملونة والمتعرف عنها هناك، او الصينيات النحاسية والجلبات المطرز يدويا.