علقت صحيفة "جارديان" البريطانية على إلغاء حركة المقاومة الإسلامية حماس احتفالات ذكرى انطلاقتها بالقول إن ذلك يسلط الضوء على المعاناة الاقتصادية لقطاع غزة منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي. وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الثلاثاء إن حركة حماس التي تحكم القطاع رأت أنه من غير اللائق الاحتفال في الوقت الذي يواجه فيه القطاع مشكلات اقتصادية موجعة وعميقة. وأضافت الصحيفة أن القرار يوضح كيف أن اقتصاد غزة قد تم ضربه بقوة منذ أطاح انقلاب عسكري في يوليو بمحمد مرسي رئيس مصر الاسلامي والراعي الرئيسي لحماس وسط حملة قمع وحشية ضد الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة في تقرير سابق قول الأممالمتحدة أن غزة أصبحت غير صالحة للسكن مع اشتداد الحصار؛ وأنها تختنق مع تشديد مصر للحصار الاقتصادي القاتل؛ وأن تدمير أنفاق التهريب وتجدد الحظر المفروض على استيراد مواد البناء فاقم الأزمة الإنسانية. وأرجعت الصحيفة سبب ذلك للإغلاق السريع لشبكة أنفاق الإمدادات مما أدى لارتفاع الأسعار بالنسبة للفلسطينيين في القطاع الذي تفرض عليه "إسرائيل" حصارا منذ ست سنوات كإجراء عقابي عقب فوز حماس بالحكومة. جدير بالذكر، أن رؤساء بلديات قطاع غزة قد وجهوا نداء عاجلاً الأسبوع الماضي إلى مسئولي الهيئات الدولية والعربية والأجنبية, ورؤساء البلديات والاتحادات والنقابات العالمية, والاتحاد الأوربي، بضرورة التحرك العاجل لإعادة إمداد غزة بالوقود وذلك لتسببها في كارثة بيئية. وعلى سبيل المثال، فقد أغرقت المياه العادمة (مياه الصرف الصحي) التي طفت من محطة "عسقولة" للصرف الصحي بمدينة غزة، مساء الأربعاء الماضي، الشوارع المحيطة بها، نتيجة توقفها عن العمل بشكل كامل لنفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيل مولداتها الخاصة بعملية التصريف. وقد فاقم انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في القطاع من الأزمة، حيث تقتصر إمدادات الطاقة حاليا إلى ست ساعات في اليوم، مما أدى إلى تعذر وصول مياه الشرب إلى الكثير من المناطق ولفترات طويلة بسبب توقف المضخات نتيجة انقطاع الكهرباء. من جانبه قال رئيس بلدية غزة رفيق مكي خلال مؤتمرٍ صحفي عقده في وزارة الإعلام بغزة الأسبوع الماضي أن كما معظم آليات بلدية غزة توقفت عن العمل مما زاد في تكدس النفايات الصلبة، ودفع ذلك البلدية إلى استخدام الدواب في إزالة تلك النفايات, وهي لا تستطيع أن تجمع 7 طن من النفايات يوميا. وقد أكد مكي أن هناك حواجز سياسية تقف أمام إدخال الوقود للقطاع, ورفع الحصار المفروض عن قطاع غزة.