لعل المفاجأة أخذت الكثيرين وأنا منهم باختيار الدكتور هشام قنديل وزير الرى رئيسا للوزراء، وربما يكون السبب أن سقف توقعات النخبة السياسية قد ارتفع ليكون محصورا فى بعض الرموز السياسية التى تتداولها بورصة الصحافة والفضايئات ليل نهار. ولكن بقراءة السيرة الذاتية لهشام قنديل قد يدرك المرء أن الرجل تحصل على قسط كبير من العلم والمعرفة، ولديه خبرة فى دولاب العمل الحكومى مذ كان مديرا لمكتب وزير الرى الأسبق، ثم أصبح وزيرا للرى مرتين بعد الثورة، ولعله اطلع على الكثير من الملفات، وخبر فنون العمل التنفيذى عن قرب، ولا يحتاج إلى وقت طويل لكى يتعرف على فن إدارة الجهاز الحكومى. قد لا تسعفه سيرته الذاتية خصوصا فى مجال الاقتصاد والاستثمار، وهو ما يمثل حاجة ملحة فى مصر اليوم، ولكن هذا سيدفعه دفعا للبحث عن وزراء من ذوى الخبرة فى هذين المجالين الحيويين، ولن يعدم بالطبع، فمصر مليئة بالكفاءات والخبرات. أن يكون هشام قنديل فى بداية العقد الخامس من عمره فهذا أمر جديد على السياسة فى مصر، وهو أمر غريب وربما يثير التساؤلات خصوصا من قبل أولئك الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب. أن يكون هشام قنديل ملتحيا فهذا أمر مثير نفسيا للبعض ممن يتصور أن كل ملتح هو خصم أو عدو محتمل!! فالبعض لديه حساسية مفرطة تجاه أى رجل ملتح أو سيدة محجبة. هذه الحساسية ستفرض على هذا البعض موقفا عدائيا من الدكتور هشام، وربما تشغلهم هذه الحساسية عن سيرة الرجل وخبرته وعلمه، وما قد يبدو لنا فى مستقبل الأيام من قدراته الإدارية. سيقول البعض: إنه صغير السن، وسيرد البعض الآخر: لا، إنه فى الخمسين من عمره، فأين شباب الثورة؟ وسيقول آخرون: أين أصحاب الخبرات من أصحاب الشعر الأبيض؟ ستسمع كثيرا، وسينال البعض منك ومن عائلتك وأسرتك كما فعل أحد المواقع الإخبارية حين نعتك ب"أبو البنات"، ولست أدرى ما علاقة البنات والبنين بالوزارة؟! وهل يشترط الدستور القديم أو الجارى إعداده الآن أن يكون رئيس الوزراء متزوجا وكل "خلفته" بنات؟. رغم كل ما سبق، فإننى وعلى المستوى الشخصى أعتقد أنك تستحق الفرصة كاملة، فى مقابل أن تمنحنا إنجازا يكافئ انتظارنا وصبرنا. ----------------------------------------- [email protected]