عقب الانقلاب العسكري في مصر أصبح حال السوريين في مصر مترديا ولسان حالهم "ولا يوم من أيامك يا مرسي" وهذا ما أبرزته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس الثلاثاء. فقد نشرت الهيئة تحقيقا عن وضع السوريين في مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في انقلاب الثالث من يوليو الماضي، بما يبين أنهم يعانون بشدة عقب ما حدث. ونقلت الهيئة في التحقيق المنشور أمس بعنوان "سوريون في مصر يفرون من الملاذ الذي كان آمنا" ما رآه سوريون بأن الموجة قد تحولت ضدهم عقب الانقلاب العسكري. وفي مقابلة مع اللاجئة السورية في مصر "شفاء" قالت السيدة إن المد تحول ضد السوريين في مصر بعد الإطاحة بالرئيس مرسي في يوليو. مضيفة "بالنسبة لنا نحن السوريين، جعل انقلاب 3 يوليو الأمور أكثر سوءا". وتقول شفاء والتي تحاول الهجرة إلى أوربا بحرا رغم المخاطر: "لقد فقدنا كرامتنا بالفعل عندما غادرنا سوريا، وأعتقد أن البحار ستكون أرحم بنا من الناس هنا. وبمجرد أن تصل إلى أوروبا تصبح إنسانا، أما هنا فأنا أشعر أنني لا شيء". ونقلت الهيئة قصة "سهى عمر" وهي أم سورية فقدت بناتها الثلاث الصغار واللائي لقين مصرعهن غرقا عقب محاولتهن الهروب من المعاناة إلى أوربا بعدما أبحروا من الإسكندرية في العاشر من أكتوبر على متن قارب يكتظ بالركاب ويملكه مهربون. وذكرت كاتبة التحقيق الصحفية "أورلا جورين" أن أصغر من قابلته أثناء إجرائها التحقيق رضيع صغير يدعى "وارد" والذي يبلغ من العمر شهرين فقط قضى نصف حياته القصيرة في مركز الشرطة. وطبقا للتحقيق فقد قال "نادر العطار" –وهو ناشط مصري في مجال حقوق الإنسان وأحد مؤسسي "حركة التضامن مع اللاجئين"- إن الظروف البائسة التي يتعرض لها المحتجزون هي جزء من استراتيجية متعمدة الهدف منها هو إجبار اللاجئين على شراء تذكرة الطيران الخاصة بهم، والموافقة على الترحيل؛ مضيفا أن 600 شخص تم ترحيلهم منذ شهر أغسطس. وعن نماذج لسوء المعاملة أضاف العطار: "نحن وثقنا حالات لم يحصلوا فيها على مساعدات غذائية، أو يقدم لهم طعام على الإطلاق، حيث ظل بعضهم بلا طعام لمدة يومين". وأضاف أن خمس مجموعات أعيدت إلى سوريا بالفعل، وإن أحدث الرحلات التي وصلت إلى سوريا، تضم مجموعة مكونة من 36 شخصا، والذين اعتقلوا لدى هبوطهم في دمشق. ويتهم حقوقيون السلطات المصرية باحتجاز مئات اللاجئين السوريين بشكل غير قانوني، وبدون تهمة. وحول سبب احتجاز بعض السوريين في السجون المصرية، قال المتحدث باسم الخارجية إن ذلك لعدم وجود أماكن أخرى مناسبة لهم. وتؤكد كاتبة التحقيق أنه وبرغم مخاطر الهجرة غير الشرعية عبر البحر، أن "المزيد والمزيد من السوريين يحاولون خوض هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر من الإسكندرية إلى أوروبا. فالعديد منهم يفرون من العداء المتزايد نحوهم في مصر، والتي كانت في وقت من الأوقات ملاذا آمنا لهم". يأتي ذلك في وقت قال فيه "برهان غليون" الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض في تدوينة له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن أكثر من 800 سوري قد أوقفوا إداريا –اعتقلوا- في مصر منذ أغسطس الماضي، معظمهم من الأطفال والنساء، وهو ما يتعارض مع نفي الخارجية المصرية وجود سوء معاملة ضد السوريين. وأضاف القيادي في المعارضة السورية أن السلطات المصرية "أبعدت منذ آب (أغسطس) الماضي 144 سوريا منهم 44 طفلا الى بلدان أخرى في المنطقة. علما بأن عدد اللاجئين السوريين يقرب من حوالي 300 ألف سوري لم يكن يحتاج دخولهم إلى تأشيرات قبل تغير الأوضاع السياسية المصرية"، في إشارة منه إلى مرحلة ما بعد عزل الرئيس محمد مرسي. جدير بالذكر أن حصول الإخوة السوريين على الخدمات الصحية والتعليمية جاء عقب قرارات أصدرها الرئيس محمد مرسي بمعاملة السوريين في المدارس والمستشفيات الحكومية معاملة المصريين.