حين أذاع المهندس أبو العلا ماضي - فك الله أسره وإخوانه - سر جيش البلطجية الذي ترعاه المخابرات المصرية هاجت قنوات الإعلام البلطجية عليه، وحاولوا قدر الامكان نفي المعلومة والنيل من قائلها. مرت الأيام وظهرت حقيقة العلاقة الأبوية بين الشرطة والمخابرات والبلطجية بعد انقلاب 3 يوليو، ولم يعد في مقدور أحد أن يكذب الحقيقة الساطعة في سماء الانقلاب الملبدة بالجرائم ضد الإنسانية. ليست هذه هي الصورة الوحيدة للبلطجة، فقد بلطج الانقلابيون على مشروع قناة السويس، واعتبروه ملكا لهم، فقاموا بتسليم الإمارات أرضا تعوضهم عن قيمة التبرعات التي منحوها للانقلابيين، بحيث إنه لو ذهب الانقلابيون (وسيذهبون بغير رجعة) تضمن الإمارات حقها، وهذا ما أعلنه الإماراتيون بعد تفويض المؤقت لرئيس الوزراء في بيع الأراضي لغير المصريين وتحديدا للإماراتيين، وكأن الدولة أصبحت ملكا للرئيس المؤقت ولرئيس وزرائه المؤقت، يبيعون ويشترون وفقا لأهوائهم. وهذا أمر طبيعي في ظل غياب برلمان يتابع ويراقب، أو صحافة حرة تراقب وتنشر. مثال آخر للبلطجة الانقلابية، وهو وزير الأوقاف الجديد، وهو عميل سابق لجهاز أمن الدولة على حد تعبير الشيخ عصام تليمة، أحد علماء الأزهر. الوزير الانقلابي أمر بإغلاق بيوت الله ومنع صلاة العيد في الساحات العامة، ومنع عشرات الألوف من الأئمة المؤهلين للخطابة من ممارسة دورهم في الدعوة إلى الله. ولا نعرف حتى هذه اللحظة ماذا فعل أو سيفعل الوزير بأموال الأوقاف التي تصل إلى المليارات، خصوصا وأنه ترك أركان الوزارة لمسئولين من الأمن والجيش لا خبرة لهم بالوقف، وكل خبرتهم في مجال "وقف الحال" والسطو على الأموال، على الأقل هذا تاريخهم في عصر المخلوع. وزير الأوقاف قام بتسفير أفراد أسرته للحج على نفقة الدولة، ولما كُشف أمره قام بسداد المصروفات، وكل هذه تصرفات بلطجي لا يفرق كثير عن بلطجية الميادين. رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، عصام الأمير، قرر إذاعة مباراة مصر وغانا التي هي ملكية حصرية لقناة الجزيرة الرياضية لأن من حق الشعوب أن تشاهد المباريات دون تشفير كما قال في مقابلة بعد الهزيمة من غانا، هذا للعلم مع أن الجزيرة كانت أذاعت المباراة عبر إحدى قنواتها المفتوحة، ولكن عصام الأمير البلطجي الجديد قرر سرقة حق الجزيرة وأذاع المباراة نقلا عنها بما في ذلك شريط أخبارها الذي نشرت فيه أنها ستقاضي التلفزيون المصري على سرقة المباراة. جمال عبد الحميد لاعب الكرة الذي كان موجودا بالأستوديو هنأ عصام الأمير على جرأته وسرقته وقال له: كنت فين من زمان!!! بلطجة رياضية تضاف إلى البلطجة الأمنية والبلطجة الوقفية (نسبة لوزير الأوقاف). السيسي نفسه أصدر قرارا بتوزيع شنطة غذائية على بعض المناطق التي تم اقتحامها بواسطة قواته، ونشر أن من قاموا بتوزيعها كانوا يخبرون البسطاء الذين سألوا عن سر اهتمام السيسي بهم بعد قتل واعتقال ابنائهم بأن السيسي مرشح للرئاسة! يعني يقتل برصاص الجيش ويوزع أيضا من أموال الجيش على اعتبار أن الجيش دولة شقيقة للشعب المصري، أليست هذه بلطجة لا حدود لها؟!!. البلطجة أصبحت شعار المرحلة، أليس كذلك؟!.