خبراء: إغلاق الميادين يؤكد نجاح التظاهرات السلمية وتخوف سلطة الانقلاب من تأثيرها د. محمد حسين: القرار يصدر صورة سلبية عن مصر ويعكس تخوف الانقلاب من التظاهرات السلمية د. بدر شافعي: إغلاق التحرير والاتحادية يهدد الاقتصاد ويؤكد نجاح التظاهرات في إرباك حسابات الانقلاب أكد خبراء سياسيون أن قرار غلق ميدان التحرير والاتحادية حتى الإثنين يؤكد نجاح التظاهرات السلمية ضد سلطة الانقلاب وتخوفه من انتشار المظاهرات وانتقالها ثانية من المدن لقلب العاصمة، مؤكدين أنه لن يؤثر على استمرار الحراك السلمي بأي حال ، في حين أنه يصدر صورة سلبية عن مصر كبلد غير مستقر وغير آمن بما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية ويشل حركة هي متباطئة أصلا أو شبه متوقفة. وكانت قد نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه قال مصدر عسكري مسئول بأنه تقرر إغلاق ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية أمام حركة السيارات حتى صباح يوم الاثنين المقبل بمناسبة الاحتفالات المقرر إقامتها في ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر. غير قانونية أكد د. محمد حسين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن قرار إغلاق ميدان التحرير والاتحادية ورابعة خطوة تحمل تداعيات سلبية عديدة وهي غير قانونية، ولا يصح أن يتم غلق الميدان في وجه الناس وحركة التنقلات بيوم الأجازة، وتعكس هذه الخطوة تخوف سلطة الانقلاب من المظاهرات ومحاولة فاشلة لمنعها، لأن المظاهرات مستمرة ولن يمنع إغلاق هذه الميادين رافضي الانقلاب عن التظاهر في غيرها أو فيها في حالة تكاثر أعدادهم. واعتبر أن هذه الحركة بغلق الميادين تأتي بنتائج عكسية وتزيد المتظاهرين السلميين إصرار على مواقفهم، وغلقها خطوة بلا قيمة أو تأثير عليهم أنفسهم على الإطلاق. وأشار "حسين" في حديثه ل "الحرية والعدالة" إلى أن سلطة الانقلاب تتبع سياسة وأسلوب عفا عليه الزمن، ولم يعد مجديا، فاستخدام العنف والقمع لن يجدي نفعا، وكان الأجدى أن يفتح الميدان ويتظاهر الشعب، الذي أعلن نزوله للاحتفال بنصر أكتوبر وإبداء رأيهم بشكل سلمي، وإذا كان هناك خشية من بعض هتافات فإن غلق الميدان لم يمنع الهتاف في باقي أنحاء الجمهورية، كما أن رافضي الانقلاب ومؤيدي الشرعية لديهم بدائل وأمامهم ميادين أخرى كثيرة. وتابع: أما الغلق للميادين لن يضر المتظاهرين في شيء ولكنه يضر صورة مصر بالخارج لأنه بذلك يصدر صورة بأن مصر غير مستقرة، وأن سلطة الانقلاب تخشى التظاهر السلمي، وهي صورة ليست من مصلحته أن يصدرها للعالم، خاصة وأن ميدان التحرير ليست منشأة عسكرية أو منطقة حيوية ، وفي يوم أجازة مفترض فيه الخروج والناس تقول نريد الاحتفال بجيشنا ونصرنا ولم نسمع تهديد باستخدام عنف لا بتصريح أو تلميح. وأوضح استاذ العلوم السياسية أنه حتى لو نزل مؤيدي ومعارضي الانقلاب سيجمعهم الاحتفال بانتصارات جيشنا وما حققه من انتصارات قلبت موازيين العالم، أما الغلق يصدر صورة أنك خائف وغير آمن وغير مسيطر وغير متمكن، والتواجد الأمني الكثيف سيمنع السياحة والاستثمارات ويصعب عودتها في ظل هذه الأجواء، وكان يجب ترك الناس تمارس حقها في التظاهر والتعبير عن الرأي أيا كان. شل الحركة الاقتصادية من جانبه يرى د.بدر شافعي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن قرار "غلق ميدان التحرير والاتحادية" حتى الاثنين المقبل يؤكد أن ما نجح فيه بعض الشباب من الوصول للتحرير منذ أيام وأمس الجمعة أربك حسابات سلطة الانقلاب، خاصة وأنها منذ مظاهرات 26 يوليو المؤيدة له لم تخرج لتأييده أية حشود بالمقارنة هناك حشود مستمرة لم تنقطع يوما واحدا لرفض الانقلاب، وكانت هذه السلطة تنتوي إعادة حشد المؤيدين ثانية بحثا عن غطاء شعبي ولكن المؤشرات تؤكد صعوبة ذلك عمليا على الأرض، خاصة بعد نجاح الشباب المعارض للانقلاب في كسر حاجز الخوف مرة بعد مرة تجاه ميدان التحرير وقبله تجاه ميدان رابعة وغيرها. ونبه "شافعي" إلى أن قرار غلق الميادين حتى الاثنين عقب إعلان رافضي الانقلاب النزول يوم 6 أكتوبر للتحرير ودعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية النزول فيه يترتب عليه آثار اقتصادية سلبية ومتفاقمة، فسلطة الانقلاب تغلقها كإجراء احترازي واحتياطي فقط لأنه لم يحدث أي شيء ميدانيا يدعو للغلق فجميع فعاليات معارضي الانقلاب سلمية وهي التي تعاني القمع والعنف، بينما قرار إغلاق الميادين بهذا الشكل يعني تفاقم شل الحركة الاقتصادية لأنه يكرس ويعمق صورة سلبية للخارج وهي أن الأمور غير مستقرة بما يؤثر سلبا على تدفق السياحة والاستثمارات، فهناك مستثمرون يخشون النزول ويشعرون بالقلق. وأكد أن الحقيقة ومشكلة الانقلاب أنه بالفعل لم يستتب له الحال أو مجريات الأمور على عكس ما كان يرتب، ولم يكن يتخيل أحد أن تسير الأحداث على هذا النحو ولم يتمكن الانقلاب من فرض سيطرته على الوضع حتى مع استخدامه للقوة، بل عادت الأحداث والفعاليات المناهضة له وانتقلت ثانية من المدن لقلب القاهرة. وأشار شافعي إلى أن استخدام سلطة الانقلاب للعنف تجاه المتظاهرين السلميين ولد أيضا نتائج عكسية ضده وتزايد حجم السخط بين أوساط الشباب ضده مما دعاهم للنزول للتحرير برغم القمع المتوقع. وقال أستاذ العلوم السياسية إنه كانت هناك دعوات للاحتفال بالتحرير وغيره، محذرا من أن يحدث تمييز ما في التعامل بين مؤيدي ورافضي الانقلاب بأن تفتح الميادين لطرف وتغلق أمام الآخر.