أكد نشطاء أن حديث المجلس العسكري بالسودان هو مسرحية جديدة لامتصاص غضب السودانيين بإضاعة الوقت، في وقت تعيش فيه العاصمة آثار مجزرة قُتل فيها العشرات من المواطنين المشاركين في اعتصام سلمي، فما زالت مظاهر الألم من المجزرة الأكثر تعبيرًا، ومن ذلك اعتماد أغلب النشطاء السودانيين اللون الأزرق على صفحاتهم ليمثل دعمًا لصورة المتظاهر محمد مطر على تويتر قبل مقتله. وفي وقت تعلق فيه قوى الحرية والتغيير العصيان المدني، يلتقي “المجلس العسكري” المبعوث الأمريكي، بوجود السفير الأمريكي بالخرطوم، ويرفض المجلس العسكري عودة خدمة الإنترنت عند عودة التفاوض بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير!. فيما رأى مراقبون أن قوى الثورة المضادة تحاول خلق حالة من الفوضى والانهيار في النظام الاجتماعي، باستخدام عصابات إجرامية تتظاهر بأنها ثورية؛ وذلك من أجل إثارة مواجهات مفتوحة تبرر لقوات الدعم السريع التدخل بحجة استعادة القانون والنظام. لكن هذه المناورات فشلت بدورها؛ لأن الجماهير فهمت الدوافع التي تكمن خلفها، فلم تسقط في الفخ، لكنها بدلا من ذلك واصلت دفع الحركة إلى الأمام. وقد نبَّه تجمع المهنيين السودانيين، في بيان أصدره يوم الجمعة، الشعب السوداني إلى هذه الأساليب القذرة التي يستخدمها المجلس العسكري في محاولته اليائسة لإفشال الإضراب العام والعصيان المدني، ودعا إلى تنظيم عصيان مدني شامل وإضراب عام آخر. المسرحية العسكرية وفي الوقت الذي فاجأ التلفزيون السعودي ومواقع وصحف معبرة عن نظام محمد بن سلمان، ومنها صحيفة عكاظ وموقع إيلاف وموقع قناة العربية، الترويج للانقلاب المزعوم بالقبض على 70 عسكريًّا بين لواء وعميد وعقيد، أغلبهم من الإسلاميين، واستعداده لتوقيف بين 700 و1000 مجند شاركوا في فض الاعتصام، قال تجمع المهنيين السودانيين إن قوات الأمن قبضت على مواطنين شاركوا في الاعتصام وآخرين نفذوا العصيان المدني، فضلا عن تهديد موظفين شاركوا في العصيان. فقالت “loolita”: “موضوع إحباط عملية انقلاب عسكري في السودان مسرحية هزيلة ضعيفة الإخراج.. الغرض منها التبرير لتصفية أرواح بريئة من الشرفاء، وكذلك لحفظ ماء الوجه في مجزرة القيادة العامة.. العب غيرها يا مجلس.. الشعب أصبح واعيا ومدركا وغير غافل عن كل ما تحيكونه من مسرحيات وضيعة، فلا داعي للكذب”. وأضاف “Hmza Osman” أنه “لا توجد أي عملية انقلاب عسكري.. كل الحاصل أنه يوجد ضباط شرفاء مؤيدون للحراك داخل السودان.. والمجلس العسكري يريد اتهامهم وتصفيتهم، وبعدين القناة سعودية عمرها مابتجيب خبر مؤكد.. تفووه على الحدث”. أما “AHMED ALI” فأشار إلى أنه “فيه انقلاب على الانقلاب.. مجلس عسكر السودان يواصل الهذيان وتضييع الوقت على البلاد والعباد: المجلس العسكري السوداني يقول إنه أحبط محاولة انقلابية السبت الماضي شارك فيها أكثر من 70 ضابطًا بالخدمة وعلى المعاش”. في إنقلاب على الإنقلاب مجلس عسكر السودان يواصل الهذيان و تضييع الوقت على البلاد و العباد: المجلس العسكري السوداني يقول إنه أحبط محاولة انقلابية السبت الماضي شارك فيها أكثر من 70 ضابطًا بالخدمة وعلى المعاش.#معركة_الوعي https://t.co/2GgIrbaZgw — AHMED ALI (@ARABI74) June 13, 2019 تصفية الإسلاميين أما “Omar Hussein” فقال: “الآن بدت المعركة الحقيقة في السودان.. تصفية الإسلاميين بفبركات مثل انقلاب عسكري وتهريب البشير لعبة مكشوفة من محور الشر بأيادٍ سودانية.. ربنا يكون في عون الشعب السوداني” واعتبرها “Abdallah Ahmed” من قبيل الشائعات، وقال تعليقًا على خبر بثته الجزيرة: “الشائعات المنتشرة الآن في السودان بأن هناك انقلابًا من ضباط أمر عار من الصحة، يعني هذا آخر كارت سحب متبقٍ لدي مجلس العسكري.. أرجو أن تصب كل الأنظار في هذا الموضوع لفهم ذلك.. أخشى أن هناك مخططا آخر للعب مسرحية جديدة”. اتهام البشير وفي وقت وجّهت فيه النيابة العامة في السودان، الخميس، للرئيس السابق عمر البشير، والذي عزل في 11 أبريل الماضي، اتهامات بالفساد فيما يتعلق بالتعامل بالنقد الأجنبي وتلقي الأموال، أعلنت النيابة- في بيان نقلته وكالة رويترز- عن “اكتمال كافة التحريات في الدعوى الجنائية المرفوعة في مواجهة عمر حسن أحمد البشير بنيابة مكافحة الفساد”. وأشارت إلى أنه تم توجيه تهم بالفساد في التعامل بالنقد الأجنبي وغسل الأموال للرئيس السابق. وكانت النيابة العامة في السودان، وجهت في مايو الماضي، إلى البشير وآخرين، اتهاما بالتحريض والاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين. وأعلن محامون، حينها، أن وكيل النيابة في محكمة الخرطوم شمال، وافق على فتح بلاغ ضد البشير وآخرين؛ بتهمة تقويض النظام الدستوري، عبر تدبيره انقلابًا عسكريًّا عام 1989. دفاع لافت وكان لافتًا أن برأ الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج، الرئيس السابق البشير من تهمة المشاركة في انقلاب الإنقاذ، وأقر أمام قوى سياسية وقعت على ميثاق تدابير المرحلة الانتقالية أمس، بأنهم هم "الإنقاذ ذاتها"، وقال: "نحن الذين أتينا بالإنقاذ". وقال الحاج، خلال مؤتمر صحفي أمس: إن البشير بُرّئ من انقلاب الإنقاذ وليس لديه دخل، وطالب أصحاب العريضة التي قدمت لمحاكمة المشاركين في الانقلاب برفعها ضدهم لأنهم جاءوا بها وليس البشير، وأضاف أن القضية ليست المشاركة في الإنقاذ، لكنه قال إن البشير حاد عن الطريق و"لذلك كنا أول من عارضناه وكونا المؤتمر الشعبي"، وتابع: "إذا كانت هنالك محاسبة نحن جئنا بالإنقاذ". وأكد أن الفساد جاء بعد المفاصلة، وأوضح أن حزبه يريد إنهاء الأشياء الباطلة التي فعلتها الإنقاذ، وكشف الحاج عن أن "قوى الحرية والتغيير" كانت تريد الانقلاب على البشير عبر عناصر تابعة لها داخل الجيش، لكنها فشلت وسلمت المذكرة للجيش، وانتقد "قوى التغيير" بشدة، وقال: "دايرين يحكموا براهم وما عاوزين فلان أو علان"، واعتبر أن تلك هي المشكلة. ودعا "قوى الحرية" لعدم الاعتماد على الإثارة، وتساءل "أين قياداتهم وبرامجهم؟"، وأكد أن الراحل علي محمود حسنين كان أخًا مسلمًا بجامعة الخرطوم، وكان قائدهم في الحركة الإسلامية ورئيسًا للاتحاد، وشدد على أن حديثهم ليس مزايدة وإنما لا يريدون العسكر.