قال المفكر الكويتي الكبير الدكتور عبد الله النفيسي، في معرض تعليقه على تطورات الأحداث في السودان، وتولّي المجلس العسكري الانتقالي حكم البلاد: إن "العسكر يبيعون كلامًا معسولًا للقوى المدنية، ويشترون الوقت لإعادة إنتاج بشير آخر". وأضاف أنّ المواجهة في السودان الآن هي بين العسكر والقوى المدنية، معتبرا أن السودان ليس بحاجة لمجلس عسكري، بل لحكومة مدنية وفورا وليس بعد عام، وأكد "النفيسي" أن المكان الطبيعي للعسكر هو (الثكنات) وليس (قصور الحُكم)، وتابع: "لم يجن السودان ولا الأمة العربية من حكم العسكر إلا المر والعلقم والهزائم على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فلنتعلم من التاريخ". وأعلنت المعارضة السودانية عن رفضها لأول بيان للرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مشددة على استمرار الاعتصامات والعصيان المدني حتى تحقيق سبعة مطالب، وأعلن البرهان، في بيان أمس السبت، عن أنه سيتم تشكيل مجلس عسكري لتمثيل سيادة الدولة (جرى تشكيله لاحقًا)، وحكومة مدنية يتم الاتفاق عليها من الجميع، خلال مرحلة انتقالية تمتد عامين كحد أقصى. المواجهه في السودان بين العسكر والقوى المدنيه . العسكر يبيعون كلاماً معسولاً على القوى المدنيه ويشترون الوقت لإعادة إنتاج بشير آخر. السودان ليس بحاجه ل ( مجلس عسكري) بل ( لحكومه مدنيه ) وفوراً وليس بعد عام. — د. عبدالله النفيسي (@DrAlnefisi) April 14, 2019 ميلشيات العسكر وردًّا على البيان، قالت قوى "إعلان الحرية والتغيير" المعارضة، في بيان مشترك، إن "بيان الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي لم يحقق أيًّا من مطالب الشعب"، وأضافت: "ثورتنا لن تنتهي بمجرد استبدال واجهات النظام وأقنعته الخادعة؛ فالخطوة الأولى في إسقاط النظام تأتى بتسليم السلطة فورا، ودون شروط لحكومة انتقالية مدنية تدير المرحلة الانتقالية لفترة 4 سنوات". وأعربت قوى المعارضة عن تمسكها بسبعة مطالب، هي: الاعتقال والتحفظ ومحاكمة كل قيادات جهاز الأمن والاستخبارات، “وهي قيادات معروفة بارتكاب جرائم ضد الشعب"، ودعت إلى "إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات"، و"حل ميلشيات النظام من كتائب ظلّ ودفاع شعبي وشرطة شعبية وغيرها". وكذلك "التحفظ والاعتقال الفوري لكل القيادات الفاسدة في الأجهزة والقوات النظامية وغيرها من الميلشيات والمعروفة بارتكاب جرائم ضد المواطنين في مناطق النزاع المسلح بدارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وتقديمهم لاحقًا لمحاكمات عادلة"، وفق البيان. وشددت على ضرورة "حل كافة أجهزة ومؤسسات النظام والاعتقال الفوري والتحفظ على كل قياداته الضالعة في جرائم القتل والفساد المالي، على أن تتم محاكماتهم لاحقا"، كما دعت المعارضة إلى "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والعسكريين فورًا، بمن فيهم الضباط الذين انحازوا للثورة". وأخيرًا شددت على ضرورة "الإعلان الفوري عن رفع كل القوانين المقيدة للحريات"، وقالت قوى المعارضة إنه "لا تراجع عن مطالب الثورة، ولا مجال للقبول بالوعود دون الأفعال". ومن الحالة في السودان إلى الجزائر، حيث استنجد اللواء الليبي المتمرد خليفة حفتر بجنرال إسرائيل السفيه السيسي، في لقاء جمعهما بقصر الاتحادية. حفتر يتقهقر وقال المتحدث باسم انقلاب العسكر، بسام راضي، إن السفيه السيسي اجتمع مع حفتر صباح الأحد في قصر الاتحادية، لبحث هزائم الثورة المضادة التي يقودها حفتر في ليبيا، ولم تتوفر على الفور أي تفاصيل أخرى عن الاجتماع. اللقاء المثير بين حفتر والسفيه السيسي، جاء مع احتدام القتال حول طرابلس، والذي كبد حفتر خسائر في صفوف قواته المتقدمة صوب العاصمة، في محاولة منه لاحتلالها والانقلاب على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًّا. وأظهرت فيديوهات تداولها النشطاء، استسلام كتيبة مسلحة تابعة لقوات خليفة حفتر، وتسليم سلاحها بمحور وادي الربيع، ويظهر في الفيديو القوات أثناء استسلامها بعد أيام من الاشتباكات المسلحة مع قوات الجيش، التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا. وأعرب سياسيون ومراقبون مصريون عن مخاوفهم من إعادة استنساخ تجربة حكم المجلس العسكري المصري في السودان، في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، وتقلد المجلس العسكري السوداني زمام الأمور لفترة انتقالية، وسط انقسام بين السودانيين. وكان المجلس العسكري في مصر قد تولى إدارة البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 لفترة انتقالية حتى يونيو 2012، وسلم السلطة تحت ضغط كبير من الشارع المصري لمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، قبل أن يتمكن من إعادة ترتيب أوراقه، ويطيح به في انقلاب عسكري في يونيو 2013. واحتفل آلاف السودانيين، مساء أول أمس الجمعة، في شوارع العاصمة الخرطوم بتنحي رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عوض بن عوف، عن منصبه، وقال “ابن عوف”، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إنه يتنازل عن منصبه رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي، فيما أعلن اختيار الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلفا له وهو يشبه إلى حد كبير الترتيبات التي جاءت بالسفيه السيسي.