الأهالي: الوزارة تعاقب الأهالي وتصر على إفشال خطة ال100يوم رئيس الشركة: الاستهلاك زاد 12% والانقطاع شر لا بد منه. النائب محمد حسن: المهزلة تحتاج إلى تفسير. "الحلو ميكملش"، كلمات تعبر عن حزن السكندريين، بسبب استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن مناطق عديدة من الإسكندرية لساعات طويلة. فبرغم أن شهر يونية في الإسكندرية من أكثر شهور العام ازدحاما بالمصطافين، فإنه مر على خير ولم تشهد المحافظة انقطاعات تذكر، إلا أن المسئولين قرروا معاقبة الأهالي بعد مغادرة الزائرين بقطع المرافق الحيوية في شهر الصيام لإفساد فرحتهم. يقول فتحى عمر، مواطن من منطقة السيوف: إن ظاهرة انقطاع المياه لفترات طويلة باتت "وردا يوميا" خاصة في اليوم الأول من رمضان، بعد أن فوجئنا بانقطاع المياه، وبعدها الكهرباء، وقاموا ب"العكننة"علينا وعلى الضيوف الذين حضروا لزياراتنا من أقاربنا. ولم تكن منطقة السيوف محل شكوى أهالي الإسكندرية، ولكن سكان العجمي أيضا يعانون من نفس الأزمة، وهذا ما يؤكده "سامح المصري"، قائلا: "فوجئنا منذ عدة أسابيع بانقطاع مستمر للمياه والتيار الكهربائي، وفشلنا في الوصول للمسئولين"، وتساءل: "ما ذنب الأطفال والمرضى من هذا الألم الذي يتكرر كل يوم لفترات طويلة، ونحن في ذروة الحر ولهيب الصيف وفي حاجة إلى "مروحة" أو "تكيف" لمقاومة الحر. فيما تقدمت منى التبعي، من سكان ميامي، بشكوى عن انقطاع المياه بشارع عمر بن عبد العزيز منذ أسبوع، ولم تجد أي أصداء لشكواها حتى هذه اللحظة. كما تفاعلت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مع الحدث، ونشرت عددا هائلا من المشتركين على حسابهم الشخصي وتعليقاتهم التي تؤكد غضبهم من تجاهل المسئولين، حيث نشر أحدهم أن بلاد أوروبا الكهرباء نادرا ما تنقطع، لكن في دول العالم الثالث الكهرباء نادرا ما تأتي، وقالوا: ضعوا حلولا و"خلوا عندكم رحمة فيه أطفال ومرضى وشيوخ يحتاجون لتنفس صناعي وحياتهم تتوقف على قطع الكهرباء بضعة دقائق". من جهته، أوضح المهندس علي محمد بكر، رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء الإسكندرية، أن انقطاع الكهرباء عن المحافظة شر لا بد منه، للحفاظ على شبكة الكهرباء من الأحمال الزائدة، مشيرًا إلى أن استهلاك الطاقة الكهربائية هذا العام تزايد بنسبة 12% عن العام الماضي في نفس هذا التوقيت، وهو رقم كبير يستوجب تقليل الاستهلاك. وناشد المهندس بكر المواطنين بضرورة التحلي بسياسة ترشيد الاستهلاك من الكهرباء، وعدم ترك أجهزة التكييف تعمل في ظل غياب الأسرة، خاصة في أوقات الذروة، مشيرًا إلى أنه يُعد توفيرًا للمواطن وحفاظًا على الطاقة. وأوضح أن هناك عددًا من مولدات الطاقة في عدد من المحافظات لا تعمل بسبب نقص السولار، وهو ما قلل من الكهرباء الموجودة في المحافظة، مشيرًا إلى أن خلال أسبوع أو اثنين سوف يتم افتتاح محطة أبي قير لتوليد الكهرباء، وهي التي ستزود الإسكندرية ومصر كلها بقوة إضافية من الطاقة الكهربائية. من جهته، طالب النائب محمد حسن، عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، بوضع حد للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يعاني منه أهالي محافظة الإسكندرية، والذي يستمر لأكثر من 6 ساعات يوميا، مشيرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لتلك الفترات الطويلة، والمتكررة أهدر على الدولة ملايين الجنيهات، نتيجة تلف الأسماك والخضروات، بسبب توقف ثلاجات حفظ الأغذية بجميع مناطق الإسكندرية. وأوضح حسن، خلال بيان عاجل له أمس، أن سبب انقطاع التيار الكهربي ليس لتخفيف الأحمال عن محطات توليد الكهرباء، كما يقول المسئولين، لأن أغلبها يتم «نهارا»، رغم أنه من المفترض أن الانقطاع يتم في وقت «الذروة»، أثناء غروب الشمس، بسبب الضغط الشديد الناجم عن استخدام المواطنين للكهرباء في وقت واحد. كما استنكر حسن عملية انقطاع مياه الشرب، والتي ظهرت مؤخرا بدعوى انخفاض منسوب المياه بالترعة التي تمد محطات مياه الشرب إلى أقل من 20 سم، مع العلم أن المنسوب اللازم لعمل المولدات يتراوح بين 50 : 70 سم، قائلاً: "إن كل هذه المشكلات تحتاج إلى تفسير عن سبب ظهورها في هذا الوقت، بالتزامن مع خطة ال100 يوم التي تعهد بها الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية". ثورة الظلام من جهة أخرى، أصدر حزب "مصر الثورة" برئاسة المهندس محمود مهران، بيانا حذر فيه من تكرار انقطاع الكهرباء على مختلف محافظات مصر يوميا وعلى مدار ساعات اليوم على المواطنين بحجة ترشيد استهلاك الكهرباء. وأشار البيان إلى أن هذا الانقطاع يحدث في الغالب على المناطق الفقيرة دون الراقية التي يكون بها الحمل الأكبر بسبب المكيفات، مما يمثل انتهاكا صريحا واعتداء على العدالة الاجتماعية التي طالب بها المصريون. كما حذر "مصر الثورة" من قيام ثورة ضد الظلام لا يمكن تداركها، مشيرا إلى أن الثورة القادمة لن ترحم أحدا، كما وجه "مصر الثورة" تحذيرا بعدم التلاعب بالمواطنين واحترام آدمية المواطن المصري. واستنكر ما يحدث من انقطاع دائم للكهرباء عدة ساعات بالتزامن مع دخول شهر رمضان الكريم، مما يؤدي إلى تلف للمأكولات والأجهزة الكهربائية، علاوة على الرعب الذي يعيش فيه الأطفال والكبار، بسبب الانفلات المني الذي تشهده معظم المناطق. جهود متواصلة وكان جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والهيئة التنسيقية للقوى الوطنية والسياسية بالإسكندرية، قد أعلنت، عن تشكيل هيئة "حماية المواطن السكندري"، بهدف مواجهة تقصير مؤسسات الدولة التنفيذية في أداء دورها في خدمة المواطن السكندري حيث تضم الهيئة ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والهيئة التنسيقية للقوى الوطنية والسياسية بالإسكندرية.