“الخطة جاءت من الولاياتالمتحدة وكولومبيا”، تلك كانت كلماته في أول ظهور علني له، عقب قيام مجموعة من العسكريين المرتبطين بالمعارضة بمحاولة انقلاب ضده، إذ أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إفشال المحاولة الانقلابية، وقال أن ما جرى “لن يظل من دون عقاب، ولقد تحدثت مع النائب العام. لقد عينت ثلاثة مدّعين عامّين هم بصدد استجواب كل الأشخاص الضالعين”. وأكد، وفقا لوكالة فرانس برس أن “المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام”، وبحسب مادورو فإن خمسة جنود وثلاثة شرطيين أصيبوا بالرصاص في اشتباكات دارت بينهم وبين متظاهرين مؤيّدين لغوايدو.
أصابع بلاك ووتر وقالت وكالة رويترز إن إريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية والمؤيد البارز لترامب يخطط لإيفاد نحو خمسة آلاف جندي أمريكي للمساعدة في الإطاحة بمادورو، حيث نقلت عن مصادر مطلعة أن برنس عقد سلسلة اجتماعات بشأن خطته مع أشخاص مقربين من ترامب وعدد من أثرياء الجالية الفنزويلية، كان أحدثها في منتصف أبريل الماضي. اعتبر مندوب فنزويلا الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير صمويل مونكادا، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، “القائدين الفعليين” لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في بلاده في وقت سابق الثلاثاء، وقال مونكادا في تصريحات للصحفيين بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك: “هذان الشخصان (ترامب وبنس) هما القائدان الفعليان لمحاولة الانقلاب الفاشلة في بلادي اليوم”. وحمل مونكادا لافتة مكتوب عليها تغريدتين منسوبتين للرئيس الأمريكي ونائبه حول التطورات التي شهدتها فنزويلا، وطالب المندوب الفنزويلي بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، قائلًا: “نحن نريد بشدة انعقاد هكذا جلسة حتى نكشف الأعمال الإجرامية التي ارتكبت في حق بلادي”. انقلابات ترامب وأضاف المندوب الفنزويلي: “لقد تمكنا من إخماد التمرد، ما يؤكد أن حكومة الرئيس مادورو، هي صاحبة السلطة الشرعية الوحيد في فنزويلا”، وتابع: “لقد أفشلنا التدخل الأجنبي في فنزويلا، وقضينا على محاولة إشاعة الفوضى”، وما شهدته فنزويلا، الثلاثاء 30 أبريل 2019، من محاولة انقلاب على الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو جاء بتحريض مباشر وعلني من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو تطور نوعي في قرارات الرجل، حيث بات دعم الحكم الاستبدادي ضد إرادة الشعوب وضد القانون الدولي، هو العنوان الأبرز لإدارة ترامب. الواقع أن موقف ترامب، رغم أنه يناقض تماماً كلَّ الأعراف والمواثيق الدولية، وكذلك ثوابت السياسة الأمريكية، فإنه يتسق تماماً مع توجهاته في دعم الأنظمة العسكرية والديكتاتورية، وخصوصاً ما رأيناه منه هنا في المنطقة العربية، يأتي في هذا السياق سعيه لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في مصر كجماعة إرهابية بناء على طلب السفيه السيسي، رغم عدم وجود أي مبرر أو سند قانوني ومعارضة وزارة الدفاع ومسئولي الأمن القومي باستثناء جون بولتون ووزير الخارجية بومبيو لتوجه ترامب. حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز طلب السفيه السيسي ذلك من ترامب أثناء زيارة الأول للبيت الأبيض، ولكن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات كبيرة إن تمت، نظراً لعدم وجود أي دليل على تورط الإخوان كجماعة في العنف أو الإرهاب، وكذلك لعلاقات الجماعة الدولية ووضعها السياسي في مصر كأكبر حزب برز من رحم ثورة 25 يناير 2011، واكتسحت الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل أن تنقلب المؤسسة العسكرية بقيادة السفيه السيسي، وتستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والإعلام للتحريض على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ومن ثم الاستيلاء على السلطة في انقلاب عسكري عام 2013.