ساعات معدودات تلك التي باتت تفصل مصر عن موعد الاستفتاء على ترقيعات الدستور بعدما حددت الهيئة الوطني للانتخابات موعده بداية من 20 من الشهر الجاري. واستبقت سلطات الانقلاب الاستفتاء بتحركات على الأرض عبر وسائل متعددة على أمل تكثيف المشاركة، بينما تدعو المعارضة عبر الفضاءين الإلكتروني والتليفزيوني إلى المقاطعة لإحراج نظام السيسي المنقلب لا سيما بعد أن وجدت التعديلات رفضا من معارضي السيسي داخل مصر وخارجها. التعديلات الدستورية التي جرى الإعداد لها داخل أروقة جهاز المخابرات العامة، والذي يتربع عرشها عباس كامل ظل السيسي ونجله محمود منحت السيسي وجيشه تغولاً غير مسبوق، أما الشعب المصري المطحون فقد قننت التعديلات محاكمته عسكريا. دعت لهيئة الوطنية للانتخابات المواطنين إلى النزول للاستفتاء على الترقيعات الدستورية أيام الجمعة والسبت والأحد القادمين، الموافق 19 و20 و21 من الشهر الجاري للمصريين في الخارج وأيام السبت والأحد والإثنين القادم للمصريين في الداخل، وذلك بعد يوم واحد من تمرير برلمان الانقلاب الترقيعات الدستورية والتي تسمح للسيسي بالبقاء في الحكم حتى عام 2030 فضلاً عن استحداث عدة مواد جديدة. وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية قد كشفت عن أن محمود نجل عبدالفتاح السيسي الضابط بجهاز المخابرات العامة تمت ترقيته مؤخرا إلى رتبة عميد وعكف منذ شهور على إدارة ملف التعديلات الدستورية التي تسمح لوالده بالبقاء في الرئاسة وترسيخ أركان حكمه. قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم”، دور أبناء السيسي في تمرير ترقيعات الدستور، وما مدى دستوريتها، وكيف ستواجه المعارضة تلك التعديلات؟ المستشار أيمن الورداني، رئيس محكمة الاستئناف وأستاذ القانون الدستوري، رأى أن مصر يحكمها نظام فاشي يتحكم في مقاليد الأمور وهناك طاغية مستبد يريد تكريس السلطة والاستئثار بها. وأضاف الورداني أن السيسي سيطر على كل السلطات في الدولة وجعل لنفسه أذرع في كل المؤسسات مثل القضاء وغيره، كما أنه يسعى يوميا للسيطرة على السلطة فتخلص من المجلس العسكري وصنع البرلمان على عينه. وأوضح الورداني أن ترقيعات الدستور تكرس من سلطة الحاكم المستبد، مضيفا: لا يوجد ترقيعات دستورية بل السيسي يريد البقاء في الحكم، وهو يعلم جيدا أن حياته مرهونة بالبقاء في السلطة. بدوره اعتبر الكاتب الصحفي فراس أبوهلال، رئيس تحرير موقع “عربي 21″، أن تقرير صحيفة “تايمز” البريطانية عن تجنيد السيسي لنجليه للإشراف على ملف الترقيعات الدستورية يعد جزء تفصيليا في صورة عامة وهي أن السيسي يتعامل مع الدولة على أنها ملكية خاصة يحكمها كما يريد وينفق ميزانيتها على هواه وبالتالي ليس مستبعدا استخدام أبنائه لتثبيت حكمه. وأضاف أبوهلال، أن الأحداث التي تقع في مصر خلال الفترة الحالية ينبغي أن تنبه الناس إلى طبيعة الانقلاب العسكري وأنه نظام شمولي قمعي استبدادي، وهذه الإجراءات وغيرها تشدد الضغط على المواطنين وهو ما قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع. وأوضح أبوهلال أن حركة الشعوب لا يستطيع أي شخص التنبؤ بها، مضيفا أن المنطقة العربية تمر بمرحلة رخوة تسمى مرحلة التغييرات الكبرى والتي بدأت في ديسمبر 2010 في تونس ولم تنته حتى الآن، والحديث عن انتصار الثورات المضادة انتصارا حاسما غير دقيق فالمنطقة تمر بموجات متتابعة من الثورات بدأت في تونس وتوقفت في مصر مع قمع الانقلاب ثم انفجرت في الجزائر.