لم تتحمل سلطات الانقلاب العسكري، بقيادة عبد الفتاح السيسي، ذهاب ممثلَين مصريَين، (عمرو واكد وخالد أبو النجا) للولايات المتحدةالأمريكية، للمشاركة في جلسة الاستماع التي عقدها الكونجرس الأمريكي، حول التعديلات الدستورية المزمع إجراؤها من قبل نظام الانقلاب لتمديد حكم السيسي حتى عام 2034، وأثر هذه التعديلات على مستقبل مصر، وعلى المنطقة العربية في ظل حالة الغليان التي يمر بها الشارع المصري، وانهيار الحالة المعيشية وانتشار القمع والانتهاكات الحقوقية. وعلى الفور قامت سلطات الانقلاب من خلال نقابة الممثلين بإلغاء عضوية عمرو واكد وخالد أبو النجا، ووجهت لهما اتهامات بالخيانة العظمى. وعلّق الممثل المصري خالد أبو النجا على قرار فصله من نقابة الممثلين المصريين بالمتسرِّع. فيما استهزأ عمرو واكد بنقابة المهن المصرية، واصفا إياها ب”نقابة المهن السياسية”. وكان “واكد” قد كتب سابقًا عن الموضوع قائلا: “لا يوجد أي عار في الاجتماع بأعضاء الكونغرس الأمريكي لإبداء الرأي ولتعزيز مصالح الشعب المصري لدى دول العالم الأول مثل ما تفعله جميع اللوبيّات. العار هو ألا يكون هناك رأي غير رأي المغتصب، وأن تؤخذ مصر بكاملها بأخطاء النظام الفاشل. اتحدوا وكونوا لوبيّات تضغط لمصالح الشعب المصري”. وتمنى أبو النجا، في تغريدة على حسابه الرسمي ب«تويتر»، أن تتصل به النقابة على الأقل قبل الاندفاع بمثل هذا القرار. ووصف القرار الذي يمكن الطعن عليه بأنه «متسرِّع ويخوِّن قبل أي تحرٍّ عن المعلومات»، مضيفا: «هكذا تختزلون الوطن!». جاء ذلك ردًّا على إعلان نقابة المهن التمثيلية، مساء أمس الثلاثاء، إلغاء عضويتَي عمرو واكد، وخالد أبو النجا، بحجة أنهما “توجَّها دون توكيل من الإدارة الشعبية لقوى خارجية لتحريكها فى اتجاه ضد أمن واستقرار مصر”، دون تحديد وقائع. وشارك الممثلان في جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكي، عن انتهاكات النظام لحقوق الإنسان وخطرها على استقرار المنطقة، عقدت في الكونغرس الأمريكي. ونشط كل من خالد أبو النجا وعمرو واكد في الفترة الأخيرة في رفض تعديلات طُرحت في البرلمان المصري بشأن تعديل الدستور، والتي وافق عليها برلمان العسكر بشكل مبدئي، متضمنة صلاحيات تسمح بمد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات، والسماح بترشُّح السيسي لولاية ثالثة يحظرها الدستور حاليا، لتلغي نقابة المهن التمثيلية عضوية الفنانين عمرو واكد وخالد أبو النجا، بعد اجتماع لمجلس النقابة ترأسه النقيب أشرف زكي، ليل الثلاثاء، متّهمةً إياهما ب”الخيانة العظمى”. وقالت النقابة، في بيان لها، إنّها “تعتبر ما حدث من العضوين عمرو واكد وخالد أبو النجا خيانة عظمى للوطن وللشعب المصري، إذ توجها دون توكيل من الإدارة الشعبية لقوى خارجية واستقويا بهذه القوى على الإرادة الشعبية، واستبقيا قراراتها السيادية لتحريكها في اتجاه مساند لأجندة المتآمرين على أمن واستقرار مصر”، على حدّ تعبيرها. وأعلنت النقابة عن إلغاء عضويتهما و”تبرؤها مما فعلاه”، بحسب البيان، مضيفةً أنها “لن تقبل وجود أي عضو خائن لوطنه بين أعضائها”، محذرةً من “الانجراف وراء أصحاب المصالح والأجندات المعادية لمصر وشعبها ومستقبل شبابها، الذي يدفع ضريبة باهظة لتحقيق الأمن والتنمية والسلام”، وفق البيان. وكان المحامي سمير صبري قد تقدم ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا، ضد واكد وأبو النجا، يتهمهما بارتكاب جرائم الخيانة العظمى، والتحريض ضد الدولة المصرية، والإساءة إليها، ونشر أخبار كاذبة. بكاء شيرين وكانت المغنية شيرين عبد الوهاب قد دخلت في حالة من البكاء، خلال مداخلة هاتفية مع إعلامي الانقلاب عمرو أديب، نتيجة شن هجوم حاد عليها من قبل إعلام الانقلاب، وتقديم بلاغ يتهمها بالخيانة. وظهرت شيرين خلال حفل غنائي بالبحرين، وقالت معلقة على الأوضاع السياسية في مصر: “هنا أقدر أتكلم براحتي مفيش سجون زي مصر”. وعلى الفور شنت سلطات الانقلاب هجومًا حادًّا على المغنية شيرين، وطالبت بالتحقيق معها، وإلغاء عضويتها من النقابة المهن الموسيقية، كما قام محامي النظام سمير صبري برفع بلاغ ضدها لنائب العام. ويعيش الممثلون والمطربون والإعلاميون حالة من الرعب تجاه أي كلمة تصدر من أفواههم ضد نظام السيسي، فضلا عن العصا الغليظة التي يمسك بها مكرم محمد أحمد من خلال الهيئة الوطنية للإعلام، والتي تقف ضد أي عمل فني، وتهدد بالعقاب حال الخروج عن النص، في أي عمل يسيء للنظام.