كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وجهه القبيح في تدمير بنية الوطن العربي، وانتهاز الفرصة في تأمين حدود الكيان الصهيوني الذي قام باغتصاب الأراضى العربية من خلال نشاطه الاستيطاني والحربي، على مدار عشرات السنين، ومن بينها الجولان السورية، التي انتهزت إسرائيل الفرصة في الظروف التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي، وقامت بحث الرئيس الأمريكي على الاعتراف بسيادة إسرائيل عليها، ليجيب ترامب الطلب الصهيوني على الفور، ويعلن على “تويتر” ” الوقت قد حان للاعتراف بسيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان السوري المحتل منذ عام 1967″. وقال ترامب في تغريدة له ، عبر صفحته على موقع “تويتر”: “بعد 52 عامًا حان الوقت لاعتراف الولاياتالمتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لتل أبيب والاستقرار الإقليمي”. وجاء إعلان ترامب بعد أن كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الصهيونية 27 فبراير الماضي ، عن تقديم مشروع قانون للكونجرس الأمريكي ينص على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقالت الصحيفة ، إن النائب الجمهوري تيد كروز قدم مشروع القانون، زاعمًا أن “للولايات المتحدة مصلحة أمنية في ضمان السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة. واحتلت “إسرائيل” ثلثي هضبة الجولان خلال حرب 1967، ثم أعلنت ضم هذا الشطر عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقرر ال “كنيست” الإسرائيلي في 14 ديسمبر 1981 عبر ما يسمى ب “قانون الجولان”، “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان”. مجلس الأمن ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن في القرار رقم 497 وتشير وثائق الأممالمتحدة إلى منطقة الجولان باسم “الجولان السوري المحتل”. ولتكريس قرار الضم الإسرائيلي عقدت الحكومة الإسرائيلية في فبراير من العام الماضي اجتماعًا رسميًا لها في الجولان السوري منذ احتلاله عام 1967. وأثار إعلان الرئيس الأمريكي للاعتراف بالسيادة الصهيونية على الجولان، ردود أفعال غاضبة، تجاه الانتهازية الوقحة، التي انتهزها ترامب وإدارته، لشرعنة الاحتلال الإسرائيلي في ظل الظروف التي يمر بها الشعب السوري من مذابح على يد رئيس النظام بشار الأسد. من جانبه انتقد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان موقف نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الداعي للاعتراف ب”السيادة الكاملة” لإسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقال أردوغان: ” لن نسمح إطلاقًا بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان. تصريح ترامب حول مرتفعات الجولان تجر المنطقة إلى حافة أزمة جديدة”. وزير الخارجية التركي كما أثارت تغريدة ترامب على توتير، تصريحات غاضبة من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي أكد أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن محاولات الولاياتالمتحدة الأميركية إضفاء الشرعية على تصرفات إسرائيل في قضايا لا تتوافق مع القانون الدولي، لن تؤدي إلا لمزيد من العنف والألم في المنطقة. كما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في تغريدة على توتير أن مساندة الإدارة الأميركية للأنشطة غير الشرعية لإسرائيل في مرتفعات الجولان السورية المحتلة دعم لسياسة الاحتلال وتعميق الصراعات. من جانبه، أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليج مورو-زوف أن روسيا لن تعترف أبدا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وفي تصريحات صحفية ردا على إعلان ترامب بضرورة الاعتراف بالجولان جزءا من إسرائيل، قال مورو-زوف إن الرئيس الأميركي يعمل على إثارة غضب المجتمع الدولي والعالم العربي. وأضاف أن ترامب لديه ثلاثة أهداف وراء هذا الإعلان هي “تعزيز الارتباط بإسرائيل وتقسيم العالم العربي وضرب سوريا والشراكة الروسية معها في هذا الشأن”، بحسب قناة الجزيرة. كما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية لا تخدم التسوية وتزيد من زعزعة استقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط. الجولان سورية في الوقت نفسه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على توتير “أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة إسرائيل، ما الذي سيأتي به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم في منطقتنا”. وفي نيويورك، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي. وفي تعقيب فوري، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تويتر يشكر ترامب على “اعترافه الشجاع بسيادة إسرائيل على الجولان”. وتأتي تغريدة الرئيس الأمريكي بعد أسبوع من تغيير الوصف الأميركي المعتاد لمرتفعات الجولان السورية في ثنايا تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأميركية بشأن حالة حقوق الإنسان في أنحاء العالم، إذ تغير الوصف من أرض “تحتلها إسرائيل” إلى “تسيطر عليها إسرائيل”. واستولت إسرائيل على جزء كبير من مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967 قبل أن تضمها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل،، وأضافت المتحدثة أولريكه ديمر: “تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية”. وأضافت: “ترفض الحكومة الخطوات الأحادية”. صمت عربي فيما لم يصدر أي بيان إدانة من أي دولة عربية تجاه تصريح الرئيس الأمريكي عن الجولان. وهاجم عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية الأسبق، سيادة إسرائيل على الجولان السورية خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل. وقال “موسى” في تغريدة عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أطالب القمة العربية المنعقدة الأسبوع القادم في تونس بأن تتخذ موقفًا واضحًا إزاء ما نشره الرئيس ترامب بشأن الاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على الجولان السوري”.