تواصل ميليشيات الانقلاب العسكري جرائم الإخفاء القسري وترفض الكشف عن مكان احتجاز المعتقلين دون سند من القانون ضمن جرائم العسكر المتصاعدة ضد الانسانية والتي لا تسقط بالتقادم. وجددت أسرة الشاب سيد ناصر محمد الشحات، من أبناء محافظة الجيزة ويبلغ من العمر 24 عاما، مطالبتها بالكشف عن مصيره المجهول منذ اعتقاله من قبل قوات الانقلاب بقسم إمبابة في الجيزة من منزله يوم 4 مايو 2018 واقتياده لجهة غير معلومة حتى الآن دون ذكر الأسباب. وحملت الأسرة وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب والأمن الوطني المسئولية الكاملة عن سلامته؛ حيث يعاني من بعض المشكلات الصحية والتي تستلزم الرعاية التامة والعلاج في مواعيد محددة، ويمثل اختفاؤه خطرًا على حياته. كانت المفوضية المصرية قد تقدمت في وقت سابق ببلاغ لنائب عام الانقلاب بشأن واقعة القبض “اللشحات” في 4 مايو 2018 من منزله واحتجازه بدون وجه حق دون إذن من النيابة أو توجيه أية اتهام له، ودون عرضه على النيابة، وبالسؤال عنه في الجهات المعنية لم يتم الإفصاح عن أية معلومات عنه، وأوضحت الأسرة أن ابنها أكمل 10 أشهر قيد الإخفاء القسري لدى سلطات الانقلاب دون أي مبرر من القانون لاتخاذ اللازم لسرعة التحقيق في الواقعة والإفصاح عن مكانه والإفراج عنه. كما جدد أهالي 4 من أبناء محافظة المنوفية مطالبتهم بالكشف عن مكان الاحتجاز القسري لأبنائهم المختفين منذ اعتقالهم من قبل قوات الانقلاب لمدد متفاوتة. وأكد الأهالي تحريرهم تلغرافات وبلاغات وشكاوى باختفاء أبنائهم ومطالبة سلطات الانقلاب والجهات المعنية بالكشف عن أماكن احتجازهم لكن دون جدوى أو ردود. والمختفون هم: أحمد عبدالعظيم الدمليجي من أحرار صنصفط التابعة لمنوف، وهو مختف من يوم 25 ابريل 2017، والمهندس عبدالرحمن محمد بطيشة من أحرار مدينة السادات مختف قسريا من يوم 30 ديسمبر 2017 منذ اعتقاله أثناء ذهابه لمنزل أهل زوجته. بالإضافة إلى ضياء محمد عبدالمعطي رجب، من أحرار الماي التابعة لشبين الكوم ،تم اختطافه من مقر عمله يوم 3 يناير 2018 ، والمهندس محمد عبدالحفيظ حسين، من أحرار مدينة السادات، مختف قسريا من يوم 17 يناير 2019 حيث تم ترحيله من مطار أتاتورك بتركيا إلي مصر ولم يتم التوصل إلى مكانه حتى الآن، وهو محكوم عليه بالإعدام في هزلية النائب العام التي نفذ حكم الإعدام ل9 شباب فيها مؤخرا. ولليوم الخامس والعشرين تتواصل الجريمة ذاتها لطالبين من ديرب نجم بمحافظة الشرقية بعد اعتقالهما من منزلهما عصر يوم الجمعة 8 فبراير 2019، ولم يستدل على مكانهما حتى الآن، وهما السيد الصباحي البيطار، 20 عاما من أبناء قرية المناصافور، طالب بالفرقة الأولى بكلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة، اعتقل من منزله، وسبق أن اعتقل ما يقرب من عامين وحصل على حكم البراءة وخرج بتاريخ 5 نوفمبر 2017م، وحذيفة محمد عبد الفتاح النمر، 17 سنة، من أبناء قرية المناصافور أيضا، طالب بالصف الثاني الثانوي العام، وتم اعتقاله من منزله. ورغم القلق البالغ لدى أسرتهما وتحرير البلاغات والتلغرافات، إلا أن قوات الانقلاب ترفض الكشف عن مكان احتجازهما. إلى ذلك وثق “المركز العربي الإفريقي للحقوق والحريات” استمرار إخفاء قوات الانقلاب بالقليوبية للدكتور محمد سعودي، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم بجامعة عين شمس، للشهر الثالث على التوالي منذ حصوله على اخلاء سبيله في 10 يناير المنصرم بعد عدة أعوام من الاعتقال. وذكرت أسرته فى شكواها التى وثقها المركز أنه تعرض للاعتقال منذ منتصف عام 2015 وظل قيد الإخفاء القسري لعدة أسابيع ثم احتجز على خلفية اتهامه بالتحريض على التظاهر حتى قررت المحكمة إخلاء سبيله في 10 يناير 2019. وبعد ترحيله لمحل إقامته بمدينة الخانكة قامت عناصر الأمن الوطني باحتجازه بمكان غير معلوم حتى اليوم، وهو ما يعرض حياته للخطر. وناشدت أسرة “سعودي” الجهات المعنية ضرورة الإفصاح عن مصير ومكان احتجازه وإطلاق سراحه تنفيذا للقرار الصادر من المحكمة.